الهيمنة الثقافية والغزو الإستلابى
د.أحمد دبيان
Cultural hegemony
مصطلح فى الفلسفة يقصد به الهيمنة الثقافية ،
المصطلح أتى من الكلمة الإغريقية القديمة
( ἡγεμονία (hegemonia)
والتى تعنى الحكم والقيادة ،
أول من وضع النظرية والمصطلح ، كان الفيلسوف الماركسى الإيطالي
انطونيو جرامشى ،
جرامشى فسر الهيمنة الثقافية ، بتخليق مجتمع متباين عن طريق النخبة الحاكمة ، والتى لا تعنى بالضرورة الحاكم المباشر الظاهر ، بحيث يتم خلخلة ثوابت مجتمع ما.
فالهيمنة الثقافية هنا هى سيادة ثقافة متباينة عن طريق النخبة المُسَيِرة ، والتى تخلخل ثقافة هذا المجتمع ، معتقداته ، مبادئه ، وعيه وتاريخه، تفسيراته وأخلاقياته بحيث تصبح معتنقات الجهة المهيمنة هى الثقافة والمعتقد المقبول والطبيعى ، وبحيث فى النهاية ترسخ هذه المعتقدات والمعتنقات الجديدة لحكم تلك النخبة وهيمنتها وسيادتها .
وهذا ما يفعله يوسف زيدان ومن على شاكلته .
النخبة هنا قد تكون الفئة الحاكمة المباشرة ، وقد تكون عولمة ، وقد تكون خلخلة ثوابت صراع بين سالب ومستلب باسم التطبيع
Normalization
وقد تتأتى بخلق إيمان روحانى مغاير متطرف يخلخل ثوابت مجتمع وسطى ، يحيا بعلاقات طبيعية بين عرقيات وايمانات مختلفة ومتنوعة .
وقد تتأتى بخلخلة منظومة قيم ومبادئ ، وتغريب هوية وتعمد وضعها فى تيه سرمدي .
بحيث فى النهاية تتمكن القوى المهيمنة من احتلال مجتمع ما بدون اى قوة عسكرية مباشرة على الأرض . تم اعتقال جرامشى من قبل الديكتاتورية الفاشية فى إيطاليا ،مع صعود موسيليني والفاشييست حيث مات فى السجن .
رحم الله جرامشى الذى شخص الداء ومات شهيداً لفكره الذى عرى به الطغاة والمتثاقفين والمستعمرين .
التعليقات مغلقة.