موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

اللسان و أضراره..بقلم محمد الدكروري

202

اللسان وأضراره


بقلم / محمــــد الدكــــرورى

إن كفّ اللسان وعدم الخوض في الباطل وما لا يليق هو الطريق الموصل إلى رضوان الله والجنة، وهو أكبر معين بعد الله على فعل الطاعات ، فكم من شخص تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته وهو لا يشعر، فقد ينطق العبد بكلمة دون تفكير ولا إمعان نظر فتكون سببًا للخسران والبوار .

ولما أدرك الصالحون الخائفون مِن ربهم الوجلون، أهل القلوبِ الخاشعة المنكسِرة اللينة، والعقول الحية المتبصرة خطر اللسان على صاحبه الناطق به، رأيت مِن أحوالهم عجبا، وسمعت عنهم ما يزيدك مِن الله رِهبا، وقرأت في صفاتهم ما يعرفك نقصك وضعف دِينك، وأنك مفرط ومتساهل ومغتر .

وإن اللسان عضو صغير، سريع الحركة، ولكنه سريع العادة، من عوده على الخير والألفاظ الحسنة سار عليها وأنكر سواها، ومن عوده على الألفاظ السيئة سار عليها واستنكر غيرها ، وإن الأسلوب الأمثل في تعويد اللسان على الخير هو الأسلوب النبوي الشريف ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت”. رواه البخارى ومسلم .

وإن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر والنظر المحرم، وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركات لسانه، حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله، لا يُلقي لها بالاً.

وإذا علم المرء أنه مراقب ومحاسب وتسجل عليه كل صغيرة وكبيرة ينطق بها لسانه أدرك مدى خطورة الكلمة التي ينطق بها، وتأمل فيها طويلاً قبل النطق بها، فإن كانت خيرًا أرسلها وإلا أمسكها ، ويجب أن نعلم أن هذا اللسان الذي يلغ في كل سبيل، سوف يشهد يوم القيامة بكل ما اقترف .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : “إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب” رواه البخارى .

وإن من نعم الله عز وجل العظيمة على الناس هذا اللسان الناطق، الذي يتكلم به الناس ويعربون عما يريدون به، ويقضون به حوائجهم، ويذكرون به إلهم وخالقهم، به وبكمال العقل ، وقد ميزهم الله عن البهائم والعجماوات ، وإن لسان الإنسان له في الخير مجال واسع، وله في الشر ذيل طويل، فمن أطلق لسانه وأرخى له العنان سلك به سبل الشيطان وساقه إلى شفا جرف هارٍ .

ولما كان اللسان والكلام بهذه المنزلة عُدّ من أسباب النجاة، وعدم الكلام خصوصًا في أوطان الهرج والمرج ، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه ، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النجاة فقال: “أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك”. رواه الترمذى .

ولا ينجو من شر اللسان إلا من قيده بلجام الشرع، فلا ينطق إلا بما ينفعه في الدنيا والآخرة ، إن اللسان أعصى الأعضاء في الإنسان، فإنه لا تعب في إطلاقه ولا مؤونة في تحريكه، وهو أعظم آلة يستخدمها الشيطان ضد الإنسان.

وإن السلامة مِن غضب الله تعالى، وأليمِ عقابه، وشديدِ بأسه، وكبيرِ انتقامه، وعظيمِ أخذه، لها أثمان وأسباب، ألا وإن مِن أجَل أثمانِها، وأسعدِ أسبابِها حفظَ اللسان وصونه وإبعادَه عن صنوف اللغو مِن: الكذب، والنميمة، والغيبة، والسباب، واللعن، والقذف، وشهادة الزور، والسخرِية، والاستهزاء، وهجو الناس بذكر عيوبهم، والتنكيت على الآخرين للإضحاك، والنبز بالسوء، والتعيير، والقدح في الأنساب، لأن اللسان إن لم يُحفظ أكَب صاحبَه على وجهه في نار جهنم .

ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، وكثرة الكلام لها مفاسد لا تُحصى، وقال الصحابي الجليل معاذ بن جبل : وإنا لمؤاخذون، أي: معاقبون ومحاسبون بما نتكلم به، أي: على جميع الكلام الخارج، لأن معاذاً لا يخفى عليه أن بعض الكلام يحسب للإنسان، فقال له: وهل يكب ويلقي الناس ويسقطهم ويصرعهم على وجوههم أو على مناخرهم ، وهي أول ما يصل إلى الأرض إذا سقط الإنسان على وجهه ، إلا حصائد ألسنتهم

ويجب أن نعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلامًا ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه ، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء، فينبغي أن لا يتكلم إلا إن كان الكلام خيرًا، وهو الذي ظهرت مصلحته، ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم .

وقد يكون اللسان هو القائد إلى النار، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، قال: “أكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج ” رواه الترمذى.
وقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنة، وما بين اللحيين هو اللسان ” رواه البخارى ومسلم .

وفي اللسان آفتان عظيمتان، إن خلص من إحداهما لم يخلص من الأخرى: آفة الكلام، وآفة السكوت، وقد يكون كل من فيهما أعظم إثمًا من الأخرى في وقتها، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، عاصٍ لله، مراءٍ مداهن إذا لم يخف على نفسه، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاصٍ لله، وأكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته، فهم بين هذين النوعين .

وأهل الوسط وهم أهل الصراط المستقيم ، كفوا ألسنتهم عن الباطل، وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الآخرة، فلا ترى أحدهم يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة، فضلاً أن تضره في آخرته، وإن العبد ليأتي يوم القيامة بحسناتٍ أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها، ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله وما اتصل به

فإن اللسان هو القائد المدبّر للأعضاء، فإن كان مستقيمًا استقامت، وإن اعوج تبعته في ذلك، وأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، قال: “إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء تكفر اللسان تقول له: اتقِ الله ، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا”. رواه الترمذى .

وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ” وخص اللسان بالذكر ، لأنه يعبر عما في النفس، وهو أمضى من اليد، ولذلك قدمه على اليد، في قوله من لسانه ويده ، لأن اللسان يؤثر ويقول في الماضين، والموجودين، والحادثين بعد، وأما اليد فيمن هو أمامها، ولذلك كان التأكيد عليه .

التعليقات مغلقة.