سطوة الهلاك… ضى الجلادى
سطوة الهلاك ضى الجلادى
صوت حفيف الأغصان يصدو في كل مكان ، بلدة يأسى غلفها الصمت وأسقمها زبد الهلاك المقيت ، أمسينا جامدين لا يحرك أحدنا ساكناً حذر الموت ، أنير كوكبنا فحال الصمت على الأرجاء ، غفى كبير قريتنا فما عاد يُسمع للألحان شدو يقرع الوجدان ، جل ما نشعر به هو همسات سالب الأرواح .
“جدي…ما بال شفتيك قد اكتحلتا بشحوب مقيت؟…أتستجدي ماءاً يا عزيزي؟..حسناً..يا حارس الغار ائتنا بشربة ترويه..لتزيح الهم وتشفيه..جدي؟…) لم تُجدي محاولاتنا نفعاً ، ظلام خَيَّم على الأرجاء فلا سعادة تشرح الصدور ولا صراخ تلتئم له الثغور ، تجوَّف لُب الزمان ، تقهقر العذاب خاضعاً لسطوة التأبين والرثاء ، شيَّعوه نعم لكن ذكراه لن تُمحى كأثر السجود .
هل ترون بلدتنا المزهرة كيف آلت للتيه مدرجة بدمع مسفوح؟ ، نأت بساتين أرضنا لعالم كبيرنا مكلِلة إياه بطاقات نور حملت فيحاء مسكه البهي ، تزيَّنت هامته بوشاح عَاجيٍ مخملي أبطن الراحة والسلام .
بتنا ملثَّمين ينتابُنا القهر لننتحِب على ما فات ، فمن قد أحياه التِريَاق لن يَغفل عنه ملك الممات .
التعليقات مغلقة.