موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

وقفه مع المسيخ الدجال …بقلم محمـــد الدكـــرورى

146

وقفه مع المسيخ الدجال …بقلم محمـــد الدكـــرورى

إن كثرة الفتن التي تسبق قيام الساعة في آخر الزمان ، هى لتمحيص المؤمنين ومحق الكافرين ، فإن الجنة غالية نفيسة، وقد حفت بالمكارة، والنار حفت بالشهوات، ولن يدخل الجنةَ أحَد إلا بعد التمحيص والبلاء ، ليُتَبين المحق من الكافر، إلا مَن رحمه الله سبحانه وتعالى .

ومع مرور السنين، وتعاقب الأيام والأعوام، تكثر على المسلمين الفتن، وتعظم المحن، فيرقق بعضها بعضاً، ولا تقوم الساعة حتى يتعاقب على المسلمين فتن ممحصة، وابتلاءات ماحقة، يمحق الله عز وجل ، بها الكافرين، ويثبت بها المؤمنين ، وإن بين يدي الساعة سنوات شداد يخوَّن فيها الأمين، ويؤتمن الخائن، ويصدق فيها الكاذب، ويكذَّب فيها الصادق، يصبح المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، تتقلّب الموازين، وتختل الفطر، ويكثر الشر .

وهناك فتنة عظمى، وبلية كبرى، ستمر على الناس طال الزمان أو قصر، ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة من فتنة إلا وهي تضع لها ، لشدتها وهولها، تلكم هي فتنه المسيح الدجال، وما أدراكم ما المسيح الدجال؟ هو منبع الكفر والضلال، وينبوع الفتن والأوجال، وقد أنذرت به الأنبياء أممها، وحذرت منه أقوامها، ونعتته بالنعوت الظاهرة، ووصفته بالأوصاف الباهرة، وحذر منه النبى الكريم صلى الله عليه وسلم وأنذر ، بل إنه ما كان يخاف على أمته أمراً أعظم من الدجال ، وذلك لعظم فتنه، وكبر بلية المسلمين به.

وفتنة الدجال أعظم الفتن منذ خلق الله آدم إلى قيام الساعة، وذلك بسبب ما يخلق الله عز وجل ، معه، ويجريه على يديه من الخوارق العظيمة التي تبهر العقول، وتحير الألباب، ليبتلي الله سبحانه وتعالى ، عباده، فيَمِيز المؤمن من الكافر، بعدله ورحمته ، وقال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال” رواه مسلم.

ولقد ذكر العلماء ما يزيد عن خمسين قولاً في معنى ” المسيح ” وقالوا أن هذا اللفظ يطلق على الصدّيق وعلى الضلّيل الكذاب ، فالمسيح عيسى ابن مريم الصدّيق ، وهو مسيح الهدى ، يبرئ الأكمه والأبرص ، ويحي الموتى بإذن الله ، والمسيح الدجال هو الضلّيل الكذاب ، مسيح الضلالة يفتن الناس بما يعطاه من الآيات كإنزال المطر وإحياء الأرض بالنبات وغيرهما من الخوارق .

وقال العلماء في سبب تسمية الدجال بالمسيح هو أن إحدى عينيه ممسوحة ، وقيل : لأنه يمسح الأرض في أربعين يوماً ، والقول الأول هو الراجح ، فعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ .. ” رواه مسلم .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وأما مسيح الضلالة فإنه أعور العين، أجلى الجبهة، عريض النحر، فيه دفأ ، أي: انحناء ، كأنه قطن بن عبد العزى”. قال يا رسول الله ، هل يضرني شبهه؟ قال: “لا، أنت امرؤ مسلم، وهو امرؤ كافر” رواه أحمد.

والدَّجل هو الخلط والتلبيس ، ويقال دجل إذا لبّس ومَوَّهَ ، والدجال : المموه الكذاب ، الذي يُكثِر من الكذب والتلبيس ، ولفظة ” الدجال ” أصبحت عَلَمَاً على المسيح الأعور الكذاب ، وسمي الدجال دجالاً : لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم .

والدجال يخرج من جهة المشرق ، من خرسان، من يهودية أصبهان، ثم يسير في الأرض فلا يترك بلداً إلا دخله، إلا مكة والمدينة فلا يستطيع دخولهما ، لأن الملائكة تحرسهما ، وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: “الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خرسان، يتبعه أقوام كأن وجوهم المجان المطرقة ” رواه الترمذي .

والدجال رجل من بني آدم ، له صفات كثيرة جاءت بها الأحاديث لتعريف الناس به ، وتحذيرهم من شره ، حتى إذا خرج عرفه المؤمنون فلا يفتنون به ، بل يكونون على علم بصفاته التي أخبر بها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وهذه الصفات تميزه عن غيره من الناس ، فلا يغتر به إلا الجاهل الذي سبقت عليه الشقوة .

ومن هذه الصفات ، أنه رجل شاب أحمر ، قصير ، أفحج جعد الرأس ، أجلى الجبهة ، عريض النحر ، ممسوح العين اليمنى ، وهذه العين ليست بناتئة أى منتفخة وبارزة ، ولا جحراء ، أى غائرة ، كأنها عنبة طافئة ، وعينه اليسرى عليها ظفرة أى لحمة تنبت عند المآقي ، غليظة ، ومكتوب بين عينيه ” ك ف ر ” بالحروف المقطعة ، أو ” كافر ” بدون تقطيع ، يقرؤها كل مسلم ، كاتب وغير كاتب .

فعن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الدجال ممسوح العين، مكتوب بيه عينيه كافر” ثم تهجاها: “ك ف ر، يقرؤه كل مسلم” متفقٌ عليه ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدجال لا يدخل أربعة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الطور، والمسجد الأقصى” رواه أحمد .

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه ، أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ، ذكر الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: “ما شأنكم؟” قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل. فقال: “غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم” رواه مسلم .

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “وإن من فتنته أن معه جنة وناراً، فناره جنة وجنته نار، فمن ابتلى بناره فلْيَسْتَغِثْ بالله، ولْيقرأ فواتح الكهف، فتكون عليه برداً وسلاماً، كما كانت النار على إبراهيم ، وإن من فتنته أن يقول لأعرابي: أرأيتَ إن بعثتُ لك أباك وأمك، أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم ، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان: يا بنيَّ اتْبَعْهُ فإنه ربُّك.

وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها وينشرها بالمِنشار، حتى يلقى شقتين ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا، فإني أبعثه الآن، ثم يزعم أن له ربا غيري ، فيبعثه الله، ويقول له الخبيث: من ربك؟ فيقول: ربي الله، وأنت عدو الله، أنت الدجال، والله ما كنت بعد أشد بصيرة بك منى اليوم” رواه ابن ماجه .

ولا يزال الدجال بعد خروجه طوال الأربعين يوماً التي أخبر عنها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، يعيث في الأرض فساداً، يضل به الله الكافرين والمنافقين، ويثبت به المؤمنين، وتعم فتنته، فلا ينجو منها إلا القلة من المؤمنين، حتى ينزل نبى الله عيسى ابن مريم عليه السلام على المنارة الشرقية بدمشق، فيلتف حوله عباد الله المؤمنين، فيسير بهم قاصداً المسيح الدجال.

ويكون الدجال عند نزول عيسى متوجهاً إلى بيت المقدس، فيلحق به عيسى عند باب لد ، وهي بلدة قرب بيت المقدس ، فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب المِلح، فيقول له عيسى عليه السلام ، إن لي فيك ضربة لن تفوتني، فيتداركه فيقتله بحربته، وينهزم أتباعه، فيتبعهم المؤمنون، فيقتلونهم، حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود. رواه مسلم.

ولكن كيف الوقاية من فتنة الدجال؟؟ وهى أنه أرشد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أمته إلى ما يعصمها من فتنة المسيح الدجال ، فقد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، فلم يدع خيراً إلا دل أمته عليه ولا شراً إلا حذرها منه ، ومن جملة ما حذّر منه : فتنة المسيح الدجال لأنها أعظم فتنة تواجهها الأمة إلى قيام الساعة ، وكان كل نبي ينذر أمته الأعور الدجال .

واختص النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بزيادة التحذير والإنذار ، وقد بين الله عز وجل له كثيراً من صفات الدجال ليُحذِّرَ أمته فإنه خارج في هذه الأمة لا محالة ، لأنها آخر الأمم والنبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، وهذه بعض الإرشادات النبوية التي أرشد إليها النبى الكريم صلى الله عليه وسلم أمته لتنجو من هذه الفتنة العظيمة التي نسأل الله العظيم أن يعافينا ويعيذنا منها .

ومنها التمسك بالإسلام ، والتسلح بسلاح الإيمان ومعرفة أسماء الله وصفاته الحسنى التي لا يشاركه فيها أحد ، فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب ، وأن الله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك ، وأن الدجال أعور والله ليس بأعور ، وأنه لا أحد يرى ربه حتى يموت والدجال يراه الناس عند خروجه مؤمنهم وكافرهم .

التعليقات مغلقة.