الْـمُـتـاجرة بالألَـم …محمــد عبــد المعــز
من الْـمُـبشِّرات، وصول العالَم، بفضل الله، إلى لقاح/مصل لكورونا، بل وتجريبه في الصين، وأن نتائجه، تبعثُ على الأمل، وتلك نِعمةٌ تستحقُ الشُّكر.
ومن الْـمُـنفِّرات، الصراع الثنائي، بين الصين والولايات المتحدة، على حصرية هذا اللقاح/المصل، بل أصبح الصراعُ ثلاثياً وربما رباعياً، وما أُخفي أعظم…!
ورغم أن العرض والطلب، يحكمان أي سوق، فإن سوق الدواء يجبُ ألا يخضع لهما، لأن الفرقَ شاسِعٌ بين التجار والأطباء، وبين المستثمرين والعلماء…!
فلا يُعقل مثلاً، أن يحكمَ العالَـمَ من يمتلك اللقاح/المصل، بل ويتحكم فيه، بتحديد سعره، ومَنْ يُعالَج أولاً، في تمييز عُنصري بغيض، واستِعلاءٍ مُستفِّز…!
ولأن العالَم، أو مُعظمه، بلا ضمير، ندورُ في حلقةٍ جديدةٍ من الصِّـراع، بين القوى الكبرى، بالمتاجرة في الألم، والضحية الإنسان، وكأنه لا قيمةَ له…!
مِن حَـقِّ مَنْ أكرمه الله باللقاح/المصل، بيعه، والاستفادة منه، بل يجبُ على العالم تكريمه، لكن بنظرةٍ إنسانية، وعقل عالِم، وقلب مَنْ يَرْحَم كي يُرْحَم.
ومن حقِّـنا في عالمنا الثالث، أو الثالث عشر، أن نسألَ عن علمائنا، ومفكرينا، وأطبائنا، وأثريائنا، وتجارنا… ما دورهم؟ وأين دارهم؟!
لماذا يتركوننا للاحتِكار تارة، والاحتِقار أُخرى، وكأننا غير أهل العالم الأول، حتى في الألم والعلاج؟! ولماذا يرضون بالدونية والدنية؟!
مُستحيل، أن يظل كُلٌّ منا، في مكانه، ولن يستطيعَ العالم، الصبرَ على هذا الابتِلاء كثيراً، لذلك لابد من حَل، قبلَ أن يتحوَّلَ إلى بلاء، وها هو بين أيدينا، بفضل الله.
على العالم، التعاون، لأن النجاة أهم من النجاح، ولن ننجو وننجح، إلا إن جنحنا للسلم، وعِشْنا في إطار إنسانية، لا تُفرِّقُ بين هذا وذاك…!
لن يتخلَّصَ العالَمُ من هذا الوباء، إلا بالرجوع إلى الله، بالْـحُب والتراحُم، بدلاً من التزاحُم المادي، ولِمَنْ يُتاجِرون بالألم: هل أدلكم على تجارةٍ تُنجيكم من عذابٍ أليم؟!
“تاجِروا بالأمل” عيشوه وامنحوه تُفلحوا، تمتَّعوا بإنسانيتكم، ومتِّعوا غيرَكم بها “يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُون”… النحل: 111.
…………….
التعليقات مغلقة.