موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

وقفة مع زنا المحارم …بقلم محمــــد الدكــــرورى

787

وقفة مع زنا المحارم …بقلم محمــــد الدكــــرورى

قد أحاطت الشريعةُ الإنسانَ المسلم من الوقوع في فاحشة الزنا بعدة موانع وحجب، تحول بينه وبين قربان الفاحشة وانتهاك حرمات الله تعالى ، وذلك حماية للمجتمع المسلم من الوقوع في براثن الغواية والولوج في لجة الفاحشة التي لا تزيد المجتمع إلا تفسخا وانفلاتًا فحرم الله تعالى النظر إلى ما حرم الله من النساء الأجنبيات .

فالنظرة سهم مسموم من سهام إبليس، يرشق إلى قلب ابن آدم فيصيب قلبه وتتحرك نوازعه الداخلية تجاه ما رأى، وهكذا يشرع قلبه في التعلق وعقله في التخيل، ثم تتحرك جوارحه، فتسعى قدمه إلى الحرام، من خلوة واختلاط، وتتطلع يده إلى اللمس الحرام بالمصافحة والملامسة، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.

ويعد الوازع الديني ورقابة الضمير وتحقيق مقام المراقبة أنجح قانون وأنجع وسيلة لعدم التعدي على الحرمات، بل نعدها من إعجاز القرآن التشريعي أن ينضبط سلوك الناس دون القانون الذي يضع العقاب، فالخوف من الله تعالى وشؤم المعصية ومخافة الحساب والوقوف على الصراط ورد المظالم وغيرها من القيم الإيجابية في الدين تجعل المرء يخاف أن يتعدى حدود الله، بل أولئك هم الظالمون .

و الإسلام قد قنن هذه العلاقات، وجعل لها بابًا حلالاً تستقر به النفس ويطمئن إليه القلب، فوضع حدًّا يقطع السبل على الفاحشة أن تنتشر في المجتمع ، ليصير الإنسان هو سيدها والمتحكم فيها، وليست هي الآمرة الناهية له تسحبه إلى مستنقعها الآثم.

فتنظيم الإسلام لهذه العلاقة لم ينتج مجتمعات مكبوتة جنسيًا كما يدعي الغرب والغربيون، وإنما أثمر مجتمعات نظيفة خالية من الأمراض المجتمعية والنفسية والصحية، وفي المقابل فإن تلك الحرية المزعومة في الغرب هي التي أنتجت واقعًا أليما وأمراضا نفسية أصابت الأفراد بدءا من المراهقين ومرورا بالشباب وانتهاء بكبار السن .

ومن يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصه الله ورسوله فلا يضرنّ إلا نفسه، ولا يضرّ الله شيئا ، وقد جاء ديننا الإسلامي بحفظ الأعراض وحمايتها، وبسدّ كل باب يمكن أن تنفذ منه الشهوة بين المحارم، وأوجب ستر العورات بينهم، ولم يتوسع في القدر المعفوّ عن ستره بينهم حتى لا تقع العين على ما يهيج الجسد ويحرك الشهوة، فيضعف مع هيجانها رقابة الضمير، أو يتلاشى الحاجز النفسي تحت ضغط الشهوة، أو يضعف تحت وطأتها الملحة.

وقال ابن القيم رحمه الله ، الزنا يجمع خلال الشر كلها من قلة الدين، وذهاب الورع، وفساد المروءة، وقلة الغيرة، ولا تجد زانيا معه ورع، ووفاء بعهد، ولا غيرة تامة على أهله، ومن موجباته ، غضب الرب، وظلمة القلب وطمس نوره، ومنها ، أنه يسلبه أحسن الأسماء وهو اسم العفة ، والبر، والعدالة، ويعطيه أضدادها كاسم الزاني، والخائن، والفاجر، والفاسق .

ومنها: أنه يسلبه اسم المؤمن، فقد قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ” رواه البخارى ومسلم ، فسلبه اسم الإيمان المطلق وإن لم يسلب عنه مطلق الإيمان، فهو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته، لكنه سلب عنه اسم الإيمان المطلق، ومنها: الوحشة التي يضعها الله سبحانه وتعالى في قلبه، وقلة الهيبة، وضيق الصدر .

وإننا لن نتكلم عن الزنا بعمومه، ولكن سيقتصر كلامنا عن زنا المحارم ، ونقصد بزنا المحارم زنا الأخ بأخته أو العمّ ببنت أخيه أو الخال بابنة أخته، وأعظم منه زنا الرجل بابنته التي من صلبه أو الولد بأمه أو بزوجة أبيه وإلى آخره من المحرمات ، وإن كان الزنا في حد ذاته مستقبحا في النفوس والفطر، فإن الفطر السليمة تكاد تنكر وقوعه لو سمعوا به، وهذا دليل على أن الله فطر في النفوس قبحه والنفرة منه والابتعاد عنه .

فقد جبلت النفوس على عدم الميل الجنسي بين المحارم، بل استعظام هذا واستقباحه، ومن شأن الرجل أن يحمي حريمه ويذود عنهم، فيكون ذلك أدعى أن لا يفكر في الاستمتاع بهنّ، وهو الذي يحميهن من أن يتعدَى عليهن، فلا يتصوّر أن يعتدي هو عليهم، بل لا يفعل ذلك إلا من خرج عن فطرته ، ولذلك عظمت الشريعة عقوبة الزاني بمحارمه، فأشهرت في وجهه أعتى سلاح يمكن أن يصيب الإنسان، إنه القتل، فقيل عنه ، وأعظم الزنا على الإطلاق الزنا بالمحارم” .

وعن البراء بن عازب قال: لقيت خالي ومعه الراية فقلت: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله إلى رجل تزوج امرأة أبيه من بعده أن أضرب عنقه وآخذ ماله ، وقد اتفق العلماء في أن المحصن إذا زنى فإن حكمه في الشرع هو الرجم، بل ذهب بعض العلماء إلى أن من زنى بمحرم من محارمه فيقتل، سواء أكان محصنا أم لا، تغليظا له في العقوبة، وإن كان جمهور الفقهاء على أن عقوبة زِنا المحارم هي عقوبة الزاني، فيجلد إن كان غير محصن، ويرجم إن كان محصنا .

ولهذا قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه “الجواب الكافي”: “قد اتفق المسلمون على أن من زنى بذات محرم فعليه الحد، وإنما اختلفوا في صفة الحد هل هو القتل بكل حال أو حده حد الزاني؟ على قولين، فذهب الشافعي ومالك وأحمد في إحدى روايتيه إلى أن حده حد الزاني، وذهب أحمد وإسحق وجماعة من أهل الحديث إلى أن حده القتل بكل حال” .

ونحن في هذا المقام لسنا في مقام تقرير الحدّ الشرعي فيمن زنى بامرأة من محارمه، وإنما في مقام الوقاية من ذلك الداء العضال ، وإذا نظرنا إلى أصل المشكلة نجده يكمن في التساهل في النظر إلى العورات ونظر الشهوة المحرم، فيجب عليك ألا تتبع النظرة النظرة ، فإن لك الأولى وعليك الثانية .

والخلوة المحرمة التي حظر منها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقال ” لا يخلون رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما “، وسئل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، عن الحمو الذي هو أخو الزوج فقال: ” الحمو الموت ” ، وما يحصل من سكنى أخي الزوج مع أخيه في نفس البيت وتساهل الناس في الحجاب الشرعي ودخوله وخروجه حتى عند عدم وجود الزوج .

وأيضا عدم السعي إلى إعفاف الابن أو البنت عن طريق الزواج الشرعي والصعوبات التي تقابل كلا الجنسين الرجل أو المرأة والتي أولها المهر وتاليها التقليد لما عليه الناس من الإسراف والإفراط، وقد شكا لي البعض من تحرش أحد أقاربه اللصيقين جدا بأخته، وشكت امرأة من محاولة تحرش أخيها بابنتها بل بالإبن بأمه بل بالأب وابنته .

والولاية بين المسلمين فيما بينهم رجالا ونساء تجعل حرص المسلم على أخته المسلمة من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها إلى الله عز وجل ، بل تدفع المسلم إن رأى مسلما ومسلمة تعدّيا حدود الله أن يقوم بواجب النصح لهما، امتثالا لقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” الدين النصيحة ”

وفيما يخص الوقاية من زنا المحارم فقد وضع الإسلام التدابير الوقائية التي تحمي المجتمع من الاقتراب منه، وتحول بينهم وبين الوقوع فيه ، وإننا عند طرحنا لهذا الموضوع المؤلم والذي يزعج الكثيرين ليس مقصودنا منه التسلية، ولكن مقصودنا أن نقف على الجرح، حتى نتمكن من الوقاية منه وعلاجه إن وقع .

فمن الإجراءات الوقائي وهو مراقبة الأبناء وعدم الغفلة عنهم عند التجمعات الأسرية بين الأقارب ، فإن كثيرا من العادات السيئة يكتسبها الأبناء من احتكاكهم بأقاربهم، وربما يكون بينهم فاسد فيفسد باقي الأبناء، أو يستغل جهل بعضهم أو خوفه منه أو سذاجته، فيفعل بهم الأفاعيل والأهل عنه غافلون أو متساهلون .

ويجب الاستئذان قبل الدخول ومراعاة الخصوصيات في الغرف المغلقة، ولقد بلغت الحيطة مداها، فاحتاط الإسلام من وقوع النظر على العورات ولو خطأ، وأن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: أستأذن على أمي؟ فقال: ” نعم “، فقال الرجل: إني معها في البيت، فقال رسول الله : ” استأذن عليها ”

فقال الرجل: إني خادمها، فقال رسول الله ” استأذن عليها، أتحب أن تراها عريانة؟ قال: لا، قال: ” فاستأذن عليها ” فانظر إلى تعليل وجوب الاستئذان، وهو الخوف من احتمال رؤية أمه عريانة .

التفريق بين الأولاد والبنات في المضاجع ، لِما جاء من الأمر بالتفريق بين الأبناء في المضاجع: ” وفرقوا بينهم في المضاجع ” رواه أحمد ، فإذا بلغ الصبي عشرا لا ينام مع أمه وأخته وامرأةٍ ، والمراد التفريق بينهما عند النوم خوفا من الوقوع في المحذور، فإن الولد إذا بلغ عشرا عقل الجماع، ولا ديانة له ترده، فربما وقع على أخته أو أمه، فإن النوم وقت راحة مهيج للشهوة، وترتفع فيه الثياب عن العورة من الفريقين، فيؤدّي إلى المحظور وإلى المضاجعة المحرمة، خصوصا في أبناء هذا الزمان، فإنهم يعرفون الفسق أكثر من الكبار .

وعدم ظهور الأم أو البنات بملابس كاشفة أو خليعة تظهر مفاتن الجسد أمام المحارم الذكور، والعكس بعدم تبسط الذكور أمام محارمهم من الإناث وهناك ظروف وهو أن الحاجة ربما اقتضت أن ترضع الأم أو الأخت وليدها أمام محرمها لضيق المكان أو نحو ذلك فيجب أن تستتر .

وعدم نوم الأبناء أو البنات في أحضان أمهاتهم أو آبائهن خاصة بعد البلوغ ، وقد أوجب الإسلام على الأطفال المميزين أن يستأذنوا في الدخول على آبائهم وأمهاتهم في الأوقات التي يتصور أن يتم فيها الاتصال الجنسي عادة بين الزوجين، والتي يحب أن يجلس فيها الإنسان متخفّفا من ثيابه، كاشفا بعض ما لا يظهر منه أمام أبنائه .

وذلك حتى لا يقع بصر الطفل على صورة ترتسم في ذهنه، بحيث يستدعيها من ذاكرته حينما يمكنه التفكير فيما لم يكن يفكر فيه وهو صغير، إذ إن رؤية الصور الجنسية تطبع صورة ذهنية، بل هياجا حين يتكرر النظر، ويدفع للإثم إن حانت له فرصة في حال ضعف ، ولا غرو أن ذهب بعض الفقهاء إلى منع الأبوين من ترك الطفل بينهما أثناء الاتّصال الجنسي .

حتى لا تعلق تلك الصور الجنسية في ذهنه منذ الصغر، فتؤثر في سلوكه في الكبر، بل بلغ التحوّط منتهاه عند ابن عابدين حينما قال: “ويفرق بين الصبيان في المضاجع إذا بلغوا عشر سنين، ويحول بين ذكور الصبيان والنساء وبين الصبيان والرجال، فإن ذلك داعية إلى الفتنة ولو بعد حين .

وهناك الاضطراب المرضى الشديد في العلاقات الأسرية بحيث تصبح هذه العلاقات ممزقة بما لا يعطى الإحساس بأي حرمة في أي علاقة وهذه العلاقات المحرمة ينتج عنها مضاعفات نفسية واجتماعية خطيرة ، حيث تضطرب صورة العلاقة بين الشخصين وتتشوه فتبتعد عن تلك العلاقة بين الأخ وأخته أو بين الأب وابنته وتستبدل بعلاقات يشوبها التناقض والتقلب وتترك في النفس جروحا عميقة.

إضافة إلى ذلك فإن كلا الطرفين المتورطين يجدان صعوبة في إقامة علاقات زوجية طبيعية مع غيرهما نظرا لتشوه نماذج العلاقات ، ولا يقتصر اضطراب التكيف على العلاقات العاطفية أو الجنسية فقط وإنما يحدث اضطراب يشمل الكثير من جوانب الحياة للطرفين.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ” ما تقولون في الزنا قالوا حرام حرمه الله ورسوله وهو حرام إلى يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بحليلة جاره ” فما بالكم بزنا المحارم كم يساوى عند الله .

التعليقات مغلقة.