يسألون عن الكورونا… د. احمد دبيان
يسألون عن الكورونا
د.أحمد دبيان
الكورونا عائلة تضم العديد من الفيروسات وهى ليست جديدة، فقد تم اكتشافها في ستينيات القرن الماضي، وكان أولى الحالات المكتشفة تمثل في التهابات الشعب الهوائية المعدية في الدجاج إلى جانب فيروسين تم اكتشافهما في التجويف الأنفي لمرضين بشريين كانا مصابين بالبرد، وسميت الحالات بفيروس كورونا البشري 229 إيه وأو سي 43 البشري على التوالي.
وسمي الفيروس بكورونا لأنه عند تحليلها تحت الميكروسكوب، فإنه شكله يشبه التاج، وفي اللغة اللاتينية يسمى التاج crown باسم كورونا corona.
ظهرت كورونا متلازمة الشرق الأوسط فى السعودية عام ٢٠١٢
وتمثل فيروسات كورونا فصيلة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تتسبب في أمراض للبشر، يمتد طيفها من نزلة البرد الشائعة إلى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس).
وتشمل أعراض الحالة النمطية لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية الحمى والسعال وضيق التنفس. كما يُعد الالتهاب الرئوي شائعاً، ومع ذلك فقد أفيد بأن بعض الأشخاص المصابين بالعدوى عديمو الأعراض. وبُلّغ أيضاً عن الإصابة بأعراض مَعدِية معوية تشمل الإسهال.
وقد تشمل الحالات الوخيمة الفشل التنفسي الذي يتطلب التنفس الاصطناعي والدعم في وحدة للعناية المركزة.
وأصيب بعض المرضى بفشل في وظائف بعض الأعضاء، ولاسيما الفشل الكلوي أو الصدمة الإنتانية. ويبدو أن الفيروس يتسبب في مرض أشد وخامة لدى الأشخاص الذين يشكون من ضعف الجهاز المناعي، والمسنين، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، مثل داء السكري والسرطان وأمراض الرئة المزمنة.
ويبلغ معدل الوفيات بين الأشخاص المصابين بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية نحو 35%، ومع ذلك فقد يكون هذا التقدير مبالغاً فيه، نظراً لإن نُظم الترصد القائمة قد لا تسجل الحالات الخفيفة.
الى ان ظهر الفيروس المنسوب الى الكورونا المستجد والذى تم اكتشاف زرع اربعة اغلفة بروتينية فيما يبدو خارجياً بنفس شكل البروتين س للكورونا والتى تضاهى فيروس متلازمة نقص المناعة المكتسب الإيدز
فأختاروا له فيروس الكورونا المستجد كوفيد ٢٠١٩
ووفقاً
لآخر إحصائيات الإصابة
بلغت نسبة الوفيات حوالي ٣،٥ ٪
ونسب التعافي لمن اصيبوا وهو مرض سريع الانتشار وهذا ما يميزه أكثر من خمسين بالمائة
نسبة الوفيات من فيروس
H1N1
إنفلونزا الخنازير
١الى ٤٪
نسبة وفيات ال
SARS
٩،٦٪
كما ذكرنا فان نسبة وفيات الكورونا متلازمة الشرق الأوسط
٣٤-٤٥٪
حالياً لا يوجد علاج ناجع يقضى على الفيروس ، والمحاولات والأبحاث العلاجية تتحدث فقط عن العلاجات الداعمة او العرضية
من خوافض للحرارة مع توصيات بعض الجهات بعدم استخدام مضادات الإلتهاب الغير ستيرويدية والإكتفاء بالباراسيتامول فى جرعاته العلاجية فقط لعلاج الحرارة والآلام المصاحبة مع دعم الأجهزة لمن يتفاقم معهم المرض لالتهاب رئوى حاد متطور لمتلازمة ضيق التنفس الحادة او الفشل الكلوى ومتلازمة الإنهيار المتعدد للأجهزة المصاحبة فى الحالات المتفاقمة .
المضادات الحيوية حتى الآن لا دور لها مع وجود دراسات سريرية لم تكتمل بعد لعقارى الكلوروكوين مضاد الملاريا وال الأزيثرومايسين المضاد الحيوى لخصائصهما المضادة للإلتهاب .
المرض سريع الانتشار رغم نسبة وفياته المنخفضة نسبيا وتعافى معظم الحالات الا ان انتشاره حتى بهذه النسب المنخفضة قد يؤدى الى ارتفاع مطلق فى اعداد الوفيات .
المشاكل تحدث فى كبار السن وان كانت الصين قد اعلنت مؤخراً عن شفاء حالة تبلغ من العمر ١٠١ سنة .
ايضاً الشريحة الأكثر عرضة للمشاكل هى شريحة أمراض نقص المناعة الموروثة او المكتسبة او الناجمة عن تناول العقاقير المثبطة للمناعة فى الأمراض الروماتيزمية وغيرها.
الوقاية والعزل تبقى هى الشق الأساسى فى المواجهه ، ورصد المصابين ، مع نشر طرق الوقاية والتعقيم والمسافات الآمنة بين البشر .
ارتداء الكمامات العادية لا يقى من شئ والكمامات التى يثبت فعاليتها هى كمامات ال
N95
وهى متوفرة للطواقم الطبية ، التى تتعامل تعاملاً مباشراً مع حالات الإشتباه وحالات الإصابة .
ورغم تقارير اوليه على ان الفيروس يبقى فقط على الأسطح هناك تقارير حديثة عن تعرض الطواقم الطبية لمخاطر انتشار الرذاذ الهوائى ليس فقط بالملامسة وان الفيروس يبقى معلقاً فى غرف الضغط السلبى.
المواجهه مفتوحة وستستمر الى ان يخرج من اصطنع الأزمة بحرب اقتصادية ميكروبيولوجية لم يحتويها وربما خرجت عن سيطرته بعقار ما او مصل ما او ان ينجح المستهدفون فى دحض سلاح المواجهة الموجه ، ولربما يذكر التاريخ ان الحرب العالمية الأولى كانت حرب الغازات السامة والأسلحة الكيماوية وان الحرب الثالثة فصاعداً ستكون اخس الحروب البيولوجية من مجرمى حرب فى انتظار نورمبرج الهية او يصطنعها سيد العالم الجديد .
التعليقات مغلقة.