موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة.. الحلقة الخامسة عشر بعد المائة.. سلمان الفارسي “سلمان منا آل البيت” -3

270

في جهاد الصحابة..
الحلقة الخامسة عشر بعد المائة.. سلمان الفارسي “سلمان منا آل البيت” -3


بقلم / مجدي سـالم

ثالثا.. في مكانته وفضله.. بقية..

  • عن كثير بن عبد الله المزني.. عن أبيه.. عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطَّ الخندق.. وجعل لكل عشرة أربعين ذراعًا.. فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان.. وكان رجلاً قويًّا.. فقال المهاجرون: سلمان منا.. وقالت الأنصار: لا.. بل سلمان منا.. فقال رسول الله : “سلمان منا آل البيت”..
  • وسلمان لهُ منزلةٌ كبيرةٌ عن الصحابة أيضًا.. فعن يزيد بن عميرة أنَّه قال: “لمَّا حضرَ معاذَ بنَ جبلٍ الموتُ قيلَ لهُ: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ.. أوصِنا.. قالَ: أجلسوني.. فقالَ: إنَّ العلمَ والإيمانَ مكانَهما من ابتغاهما وجدَهما -يقولُ ذلكَ ثلاثَ مرَّاتٍ- والتمِسوا العلمَ عندَ أربعةِ رهطٍ.. عندَ عويمرٍ أبي الدَّرداءِ وعندَ سلمانَ الفارسيِّ وعندَ عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ وعندَ عبدِ اللَّهِ بنِ سلامٍ الَّذي كانَ يهوديًّا فأسلمَ فإنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ – صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقولُ:
    ” إنَّهُ عاشِرُ عشرةٍ في الجنَّةِ”..
  • وقد جاء في سير أعلام النبلاء عن بقيرة امرأة سلمان أنّها قالت: “لمَّا حضره الموت دعاني سلمان وهو في علية له لها أربعة أبواب.. فقال: افتحي هذه الأبواب.. فإنَّ لي اليوم زوَّارًا لا أدري من أيِّ هذه الأبواب يدخلون عليَّ.. ثم دعا بمِسْك.. فقال: أضيفيه في تور (لا أدري ما هو التور).. ثم انضحيه حول فراشي.. فاطلعت عليه.. فإذا هو قد أخذ روحه.. فكأنَّه نائمٌ على فراشِهِ”..

رابعا.. في جهاد سلمان الفارسي.. رضي الله عنه.. فرغم وجود سلمان في المدين المنورة إبان موقعتي بدر وأحد إلا أنه حتى وقتها كان مازال تحت الرق وقيوده.. فلما أعتقه الصحابة ورسول الله صلى الله عليه من فضل الله وكرمه.. شهد الخندق وجميع المشاهد بعدها.. وشهد فتح بلاد فارس..

  • وما كان من سلمان الفارسي يوم الخندق.. ففي السنة الخامسة للهجرة.. لما خرج نفر من زعماء اليهود قاصدين مكة.. مؤلِّبين المشركين ومحزّبين الأحزاب على رسول الله والمسلمين.. متعاهدين معهم على أن يعاونوهم في حرب حاسمة تستأصل شأفة هذا الدين الجديد. ووضعت خطة الحرب الغادرة.. على أن يهجم جيش قريش وغطفان “المدينة” من خارجه.. بينما يهاجم بنو قريظة اليهود من داخل المدينة.. ومن وراء صفوف المسلمين.. الذين سيقعون حينئذٍ بين شِقَّي الرحى.. خطة قوامها الإستعلاء بالقوة من قريش من جهة.. والإستعانة بالخسة والغدر من جانب اليهود.. وهو ليس مستغربا من الطرفين.. وكان هناك العديد من وسائل الهجوم والدفاع التي كانت معروفة لدى الفرس والروم.. ولم يكن بالعرب عهد بها.. فقد اعتاد العرب حتى هذا الوقت على المواجهة المباشرة.. وصف كتل الفرسان.. ومنصات الرماة بالنبل والسهام..
  • هنا تظهر عبقرية سلمان الفارسي الحربية.. حيث ألقى نظرةً فاحصةً على المدينة.. فألفاها محصنة بالجبال والصخور المحيطة بها.. غير أن هناك فجوة واسعة.. يستطيع الجيش أن يقتحم منها الحِمَى في يسر.. فأشار على النبي بحفر خندق يحيط بالمدينة على أن يتولى المقاتلون والرماة حماية الخندق فلا يعبره الفرسان.. مما جعل أحزاب الكفر تعود خائبةً إلى ديارها.. بعد أن مكثت شهرًا كاملا عاجزة عن عبور الخندق.. كما فقدت قريش أثناء الحصار من خيرة مقاتليها.. وعلى يد فرسان المسلمين.. كما انكشف للنبي صلى الله عليه وسلم من غدر اليهود فأجلاهم عن المدينة.. وقتل الخائنين.. وأورث الله المؤمنين ديارهم..
  • وشهد سلمان بقية المشاهد.. وفتوح العراق.. وولي المدائن.. في خلافة عمر بن الخطاب إلى أن توفي في خلافة عثمان بن عفان.. وكان على ثلاثين ألفًا من الناس.. يخطب في عباءة يفرش نصفها.. ويلبس نصفها. وكان إذا خرج عطاؤه أمضاه.. ويأكل من سفيف يده..
    خامسا.. في أمانته وزهده.. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بين سلمان وأبي الدرداء.. وسكن أبو الدرداء الشام.. وسكن سلمان العراق.. فكتب أبو الدرداء إلى سلمان: “سلام عليك.. أما بعد.. فإن الله رزقني بعدك مالًا وولدًا.. ونزلت الأرض المقدسة”.. فكتب إليه سلمان: “سلام عليكم.. أما بعد.. فإنك قد كتبت إلي أن الله رزقك مالًا وولدًا.. فاعلم أن الخير ليس بكثرة المال والولد.. ولكن الخير أن يكثر حلمك.. وأن ينفعك علمك.. وكتبت إلي أنك نزلت الأرض المقدسة.. وأن الأرض لا تعمل لأحد.. اعمل كأنك ترى.. واعدد نفسك من الموتى”..
  • وكان عطاؤه رضي الله عنه خمسة آلاف درهما.. فإذا أخرج عطاؤه وزعه.. وكان يأكل من كسب يده.. وكان ينسج الخوص ويتعيش منه.. وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث الحسن قال: لما احتضر سلمان بكى..
  • وقال: ” إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عهد إلينا عهدًا.. فتركنا ما عهد إلينا.. أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب”.. قال: ثم نظرنا فيما ترك.. فإذا قيمة ما ترك بضعة وعشرون درهمًا.. أو بضعة وثلاثون درهما.. رحم الله سلمان الفارسي… أراكم غدا إن شاء الله..

التعليقات مغلقة.