موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الحصاد…بقلم محمد كمال سالم

178

الحصاد…بقلم محمد كمال سالم

في يوم عيدك يا أمي: لم تغيبي لحظة عن خاطري.

ارتديت أفرولي،أَوشَك أن يُؤذَن للفجر.
صنعتُ لنفسي كوبًا من الشاي،وعند عودتي من المطبخ إلي البلكون،لمحتني من خلال باب غرفتها الموارب.
قالت: ألا تنام أبدًا بنيّ؟!!
فتحت الباب برفق،حتي لا أوقظَ طفلي النائم خلفَها،،دنوتُ منها،وهي مسجاةٌ علي جانبها الأيمن،ترفع منسوب وسادتها بساعدِها الأيمن كعادتها؛ تتكئ برأسها عليه،همستُ لها قائلًا:

  • ألا يستطيعُ المرءُ الهروب من رقابتك؟!
    ضحكت ثم قالت: حينما كنتَ تلعب في الشارع،كنتُ أعرف ماذا تفعل أيضًا.
  • العصفورة؟! أليس كذلك،،أضحك،،
  • بل أنا أمُك،،أعرف ما جُبلت عليه.
    جلستُ القرفصاءَ علي ركبتيّ أمامها،ثم عدَّلت جِلستي،لما وجدتني حجبتَ عن وجهها ضوءَ الونّاسة الصادر من الطرقة،حتى أراها.
  • منذ أن شببتُ عن الطوقِ،لم أرك ليلةً تغطين في نومٍ عميق،وكأنك تخافين أن تغفلي؟!!
  • يبقي أمان الدنيا وأهلها،بعيون الأمهات الساهرات،يرفعن أيديهن للسماء،راجيات الله أن يحفظ أبنائهن ومن مثلهم.
  • نعم يا أمي،،ولكني أشفق عليكِ،أرجو أن تغطي في نومكِ أن تحلمي.
  • أنام!! أحلم!! وهل انتهت مشاكلُكم؟!!
  • نعم آن لكِ ألا تحملِي همنا،أن نحقق نحن حلمَك.
    نظرت في عيني نظرةً طويلةً،وشردت،وأنا أجيد قراءةَ عينيها الواسعتين،في شجنٍ سرمدي،منذ أن كنتُ صغيرًا،كانت تكفيني نظرةٌ واحدةٌ،كي أغوصَ في بيجامتي هلعًا،،أو أحلق سعيدًا في حضنها.
    وضعتُ راحتي علي رأسِها،،أربتُ علي شعرها الممشط مابين الأسود والأبيض،ثم قالت:
  • حلمي الكبير فرقتُه فيما بينكم بالتساوي،نصفكم حزمه في حقيبة سفره واغترب، ثم أطلقَت تنهيدةً طويلةً، ثم أردفت :يعلم الله وحدَه،هل تدركنا الأحلام قبل الرحيل؟!
  • أتذكرين يومَ أرسلتني لأحضر نتيجة شهادة الإبتدائية،ثم أمسكتِ فمي حتي لا يعلوَ صوتي بالضحك؟ ولكنها راحت تضحك حتي أدمعت،ويهتز بها السرير.
    إذن هل تذكرين بكائي،فوق رأسِك من أجل( هدوم العيد)؟ تستمر في الضحك ولما انتهت،قالت:
    طوال عمرك وأنت تغلبني.
    قبلتُها في جبينِها،علي يدها،وارتفع من المسجد القريب صوت تواشيح الفجر.
    همَّت بالنهوض،فعاونتها،فبدا طفلي النائمُ خلفَها في وداعةٍ،عبثتُ بشعره قائلًا: نم حبيبي مطمئنًا الآن،،لم أنم ابدًا مثل نومتي جوارها.
    قالت: دعه حتي لا يصحو فيراك وأنت تغادرُ،سأقوم أحضر لك مأونتك لتأخذها معك،ثم استطردت: سامحهم الله أخذوا مني ثلاثتَكم للجيش.
    ثم وهي تخرج من الغرفة: قم يابني من جلستك تلك ستؤلمك قدماك،،
    قُم يابنيّ قُم….
    قُم،،،،قُم.
    أقوم من نومي منتفضًا:
    أمي،،أمي:
    يال عقوقي،كم يوم مر بي،لم أتصل بأمي!!!
    أعدو صوبَ الهاتفِ راجيًا أن أحدّثها،،أستسمحها أن تغفر لي جحودي!!! أرفع سماعة الهاتف،أبحثُ عن القرص
    فلا أجدُه!!!
    أتذكر أنه لم يعدْ للهاتفِ قرصٌ للأرقامِ منذ زمن بعييييد.

التعليقات مغلقة.