إلى روحك ياحبيبة…فادية حسون.
قبل سبع سنوات..
حين كان الوداع الأخير.. أي ماقبل الوداع الأبدي.. لو كنت أعلمُ أنها المرة الأخيرة التي سأراكِ فيها لكنتُ مرّغت رأسي تحت طهر قدميكِ حد الارتواء.. ولكنتُ خزّنت في قلبي من عبق حضنك ما استطعتُ إليه سبيلا..
أمي… كنت أحسب كثيرا لهذا اليوم.. وكانت حروفي عنك تخجل من دمعة كل من فقدوا أمهاتهم.. كنت أكتب عنك بينما عيناي تذرف عبراتِ اعتذارٍ لمن غابت شمسهم..
واليوم غابت شمسي.. وصرت أغبط أولئك الذين لايزالون يرتشفون من نبع حنان أمهاتهم…
وأسامح اليوم كل من يرمقني بنظرة اقتصاص.. فالموت هو العدل القاهر… لكنه قدر الله الذي نطأطئ في حضرته هامات الغرور والتفاخر ..
لا أدري ماذا أقول في هذا اليوم… فالحروف تجمّدت فوق الشفاه… والمُقلُ فُقئت بفاجعة غيابك كغيمة مكتظة بالمطر منذ سنوات.. وجوارحي لاتحتاج إلى صلاة استسقاء ..
فمطر العيون أغرق كل سنيني.. ياسيدة قلبي التي رحلت وسلبت كل بواعث الاطمئنان من روحي التالفة.. لمن سأرسل هديتك في هذا اليوم.. ؟؟
هل هناك أحدٌ على وجه الأرض سيفرح بهديتي مثلك ؟؟
أمي الحبيبة .. لقد انقطع عملك من الدنيا برحيلك الفاجع.. فاقبلي مني دعواتي لك بأن يرحمك الله ويغفر لك بعدد أنفاسك الطيبة التي أنفقتْها رئتاكِ الحبيبتان وأنت تقومين على تربيتنا..
طيّب الله ثراكِ بالرحمات ياسيدة القلب وجعل مسكنك الفردوس الأعلى من الجنة.. ورحم الله جميع الامهات الراحلات.. وحفظ أمهاتكم الباقيات…
التعليقات مغلقة.