موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“النقيضان”…إيمان أحيا

316

“النقيضان”

إيمان أحيا

النقيضان ..

غفوت فرأيتهما متمثلين أمامي، وقفت مشدوهاً كمن نسي أن يلتقط أنفاسه ، فهاهي متجسدة في حُلتها وكأن لفظتها لم تنُم عبثاً أو إفتراضا عن تأنيثٍ فهُيئت لتكتمل لفظة ومعنى في ثوبها الأنثوي لتكون “الحياة” ، وفي مواجهتها تجسد بفراغه من الصورة ولكن ليس من اللون فمهما عانيت لن تراه وكأنه أبعد من مقدور بصرك على الإدراك أو أعظم عليه من التحمل فحُجب ولكنه بقي “الموت “.

وما إن نطق الإثنان حتى شعرتُ بخروجي من دائرة الزمان والمكان ،فأين أختبئ ؟ وهل بمقدور الحياة حمايتي ؟ وهل هي حقا موضع يليق بالإختباء في حضرة هذا الموت؟ فتجمدت حيث اقف ليُقدر لأذني أن تسمع مالا يُسمع لإنس ولا جان على لسان النقيضان ..

قالت الحياة: ماذا تريد مني؟

أجابها الموت:لا شيئ

الحياة :أتسخر بي؟

الموت:وهل أقوى على ذلك؟

الحياة: بل هل أنت أضعف من ذلك؟

الموت:لا أعرف..هل تعرفين أنتي؟

الحياة :أعلم فقط أنك ألدُ أعدائي .

الموت:كيف وأنا دليل جمالك؟

الحياة :أنت؟ وهل تستقيم عبارة تجمعك والجمال؟

الموت :بل وهل يكتمل بهاؤك لولا وجودي ؟

الحياة:لستُ إلا دليل نقصٍ وألم .

الموت :بل إنني دليل كمالُك .

الحياة :وكيف تُكملني بالفقد؟

الموت : أضفي عليك بمعانيكِ .

الحياة :وكيف تدعي الفعل ولا تُوجِد من معانٍ سوى آلامُ تدمي القلوب ،ولا يُفهم من معناك سوى الفراغ،الفراغ من الأحبة،ومن إكتمال الفرحة ، تخلف وراءك نقصاً لا يكتمل وفراغا لا يمتلئ .

الموت: ألا ترين من يلهثون فيكي متمنين الخلود ؟من أين عرفوا لذاتك ومعنى بقائك أليس من معنى فنائي ؟

الحياة :ربما تكون على حق ؛ لأنك جعلتني أرى ما يعجبُ له السامع والرائي ؛فلقد رأيت من يخشاك حتى ترق الخشية لضعفهِ ،ومن يطمع منى في المزيد وكأنه وليد رغم ما عاش من عمر مديد ،ولكن عجبت لمن يتعجلك كمن يخشاني ،يزهد فيَ بقلبٍ شريد مدبر عني إدبار الغريب، فهلا أخبرتني مابالُ هذا الغريب ؟وماذا وجد فيك ليطوي السبيل إليك ؟ أجهلٌ بملذاتي ؟ أم إنه جهلي بما به قد علم ؟

الموت:لقد أصبتِ ماكنت بكلماتي إليه أرمي،، النقيضان ،المُقبل والمُدبر.

الحياة :ربما أنت من قبحني في عيون الزاهدين المُدبرين .

الموت:ولما لا أكون من جمًلُك حد التعجل إلى الخلود فيك في غير حين، ولم أكن للزاهدين سوى سبيل سلكوه متعجلين لدرب أنتِ فيه ليس يتخلله الفقد وليس يعيي قاطنيه الحنين؟

الحياة : حقا،فأنت واحد ولكني اثنتين، تشاركني في الأولى فتضيف إلىَ جمالاً وإن صاحبه ألمٌ ،ولا وجود لك في الثانية حيث وحدي سعادة بلا انقطاع ونعيم بلا زوال.

الموت:إذا هل لازلت ألدُ اعدائك؟

الحياة: بل صاحب مسير،في تجليه تذكير للسائرين بالرحيل وتنبيه لإعداد عتاد الوصول، ففي كلانا درب سيسلكه كل منهم كيفما قُدٍر ليكون حصاد مسلكهم في ملتقى آخر لست فيه ،ففي وجودك الأول اكبر عظة للحظوة فيما سيليك.

التعليقات مغلقة.