رثاء من ماتوا وفقدناهم
فارس مناصر
أيقبر جسم الحبيب الودود؟
بترب أصم دفين حقود
ويمسي بلحد وضيع العلى
ويسمو بروح تناغي الوجود
أيصبح فوق الأنام يدور؟
بروح ترفرف بعد الجمود
أيمسي رهين القبور سعيد؟
وينسى مصائب دهر عنيد ؟
يهدم عيشا ويبكي عيونا
ويهدي الأنام زوال الخلود
ويخطو برجل تحطم قلبا
ويزرع رعبا هولا شديد
أيفنى الجميع كروح تسامى؟
وراء الوجود القديم العهيد
ليلهو المنون بطيف البشر
ويحنو عليه حنو الوليد
ويشفي غليل الشقي التعيس
ويرويه ماءا عقيما رغيد
أتهشم تيجان تلك الزهور؟
وتذب وريقات تلك الورود؟
وتشذى بعطر الفناء العصوف
كشدو الطيور التي لا تبد
أتقضى الحياة بجهد جهيد؟
كموج يصارع صخرا صلود؟
فيطغى عليه رذاذ المدر
وترمي الصخور فتات الصعيد
هو العيش حقا يحب الصراع!
وليس النكود كعيش السعود
رأيت المنايا بفجر غسق
تجول أمامي فماذا تريد ؟
أتبغي شبابي التعيس النكيد؟
وترنو إلي بوجه النكود
سئمت الحياة ورمت الرغام
فما أطيب العيش بين اللحود
هدوء رفيع ونوم وضيع
ولحن بديع جميل فريد
ورب غفور يريني النعيم
فذاك إلهي الرحيم المجيد
ولست بباق فعمري أكل
ويبقى الوجود لرب الوجود
بقلم الشاعر : فارس مناصر
التعليقات مغلقة.