قراءة لما بعد كورونا .. بقلم المؤرخ والأديب طارق فريد..
الكثير منا يشعر بالملل من قاعة البيت ناهيك عن اجراءات الحظر وغلق المطاعم والكافيهات والاندية والتجمعات عموما وهو امر حسن وضروري ونثني علي الحكومة في اتخاذه بل والتشديد في عقوبة المخالفين ولكن ..
بدأنا نلحظ تحت البنايات والعمارات محموعة من الشباب المستهتر بالامر تسهر الي منتصف الليل وربما اطول لترفع صوت الموسيقي الصاخبة من سيارتهم ويضحكون ويتسامرون بصوت عال صداه مزعج جدا في ظل هذا الهدوء من شوارعنا المغلقة وهو امر لابد ان تلتف اليه دوريات الشرطة التي تتابع حركة الحظر بالأحياء السكنية ربما كانت تلك الفئة مثلنا تشعر بالملل ولا تجد ماتفعله وانا أشعر بهم حقيقة لكن علينا الصمود في النهاية والاستمرار حتي تنكشف تلك الغمة وتزول ..
لكن العاملين في نطاق الصحافة والأعلام والأدباء ايضا أعيب عليهم أن معظم أقلامهم أصبحت تدور عن الفيروس القاتل وكاننا نمارس الحظر ايضا علي كتاباتنا وابداعتنا واخبارنا حتي انني امتنعت عن قراءة الكثير من هذه الصحف التي لا تجد منشورا او خبرا عن الفييروس الا وتعيد نقله او صياغته وتنشره من جديد ….
يا حضرات مارسوا حياتكم في نطاق الحرص والوقاية وليس بمزيد من الهلع والفزع اكتبوا وابدعو يا ادباء ويا كتاب ويا شعراء ثم اين رجال الفكر والسياسة والتاريخ والاقتصاد لماذا يختفي المحللون من خريطة السياسة الاخبارية رغم انني أتحفظ واتوقع وأقول اننا في الطريق للقضاء علي الفيروس الضعيف وقد يستغربني احدكم ويقول كيف أصفه بالضعيف وهو الفاتك القاتل لمئات الالاف من البشر ولكني اظل متمسكا بضعفه وربما أصفه بالفنكوش الحقيقي ايضا لأصدم البعض اكثر لكن لكي تصدقني تذكر ان هذا الفيروس فيروس بيولوجي وليس بيئيا ناتجا عن الطبيعة او تلوث البيئة مثلا …
لكن حينما اضيف ان الطامة الكبري آتية بعد انتهاء الوباء فلا تستغرب حين اعلن رأيي وتوقعاتي نتيجة توقف معظم مصانع العالم و انكماش انتاجها وتوقف الواردات والصادرات العالمية وايضا تدني الناتج المحلي لكل دولة وارتفاع اسعار المزروعات والسلع الرئيسية وفي نفس الوقت لجوء كثير من البنوك لطرح سندات بفائدة وعائد ربح أعلي لتشجيع المواطنينين علي شرائها كما ان قرب تعافي الصين وانخفاض مؤشر الهيمنة الاقتصادية للولايات المتحدة الامريكية وغيرها من دول اوروبا الصناعية , كل هذا وغيره من التغيرات اللاحقة سيقود الي مولد نظام عالمي جديد يتحكم فيه الاقتصاد اكثر من قوة الجيوش والهيمنة العسكرية لذلك فان العالم ربما سيشهد كسادا وغلاءا فاحشا وربما مجاعات وحروب ايضا نتيجة هذا الفنكوش البيولوجي الحقيقي المسمي كورونا …(( طارق فريد))
التعليقات مغلقة.