موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الإنفاق والتصدق …بقلم الدكرورى

191

الإنفاق والتصدق


بقلم / محمــــد الدكرورى

إذا تكلمنا عن الإنفاق سنتكلم من واقع الكتاب والسنه فيقول الله عز وجل فى كتابه الكريم
( قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ ﴾ وقال تعالى ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ .

وليس الإيمان بالتمنّي ولا بالتحلّي، ولكن الإيمان ما وَقَر في القلب ورسخ فيه وصدّقته الجوارح بفعل الطاعات واجتناب المعاصي، وليس الإيمان ادعاءً يتظاهر به من شاء، ولا ثوب زور يلبسه الأدعياء الضعفاء، إن الإيمان عقيدة راسخة قوية، تنتج قولاً سديدًا وعملاً صالحًا رشيدًا، تنتج حب الله ورسوله، وتثمر الإخلاص في الأقوال والأفعال.

إن الإيمان جِدّ وعمل، وصبر ومصابرة، ومرابطة ومثابرة، الإيمان حبس للنفس على ما تكره من طاعة الله، ومنع لها عما تحب من معصية الله، الإيمان واقع تطبيقي وحَمْل لهمّ الإسلام والمسلمين، وحرص على ما ينفع البلاد والعباد.

وقد أنعم علينا بنعمة المال، وجعله فتنة لنا وامتحانًا، ليبلونا أنشكر أم نكفر، وإن مال الإنسان في الحقيقة هو ما قدمه لنفسه ذُخْرًا عند ربه سبحانه وتعالى وليس ماله ما جمعه وكنزه ثم اقتسمه الورثة بعده، وقدم هو إلى ما عمل وقدم، قدم إلى ربه وحيدًا فريدًا، غنيًا عما خلّف فقيرًا إلى ما قدّم .

ومن هنا قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟!”، قالوا: يا رسول الله: ما منا أحد إلا وماله أحب إليه، قال: “فإن ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخّر”، وعن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة فتصدقوا بها سوى كتفها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “بقي كلها غير كتفها”، وقال صلى الله عليه وسلم “يقول العبد: مالي مالي، وإنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو تصدق فأبقى، وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس”.

وبعض الناس يجمع المال ويكنزه ليؤمّن به مستقبله على حد قوله، وهو يعني بذلك مستقبله الدنيوي الذي لا يدري هل يطول أم يقصر، ثم هو بعد ذلك لا يفكر في تأمين مستقبله الحقيقي الذي لا بد أن يصير إليه في يوم ما، حين يهجم عليه هادم اللذات ومفرّق الجماعات، فينقله من هذه الحياة القصيرة الحقيرة إلى الحياة الأبدية الحقيقية التي لا ينفعه فيها إلا ما قدم.

فيا من أنعم الله عليهم بالأموال: قدموا لأنفسكم من أموالكم ما تؤمّنون به مستقبلكم الحقيقي، واشتروا منازلكم في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، الذين ينفقون في السراء والضراء، في نعيم لا يَبِيد وقصر مَشِيد ، وساهموا في التجارة الرابحة مع الله عز وجل لعلكم تفلحون.

ألم يبلغنا قول الناصح الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم “من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يقبلها بيمينه، ثم يربّيها لصاحبها كما يربي أحدكم فَلُوَّه، حتى تغدو مثل الجبل”؟!

فيا لها من أرباح عظيمة عظيمة! ويا له من كرم ما بعده كرم! يتصدق العبد بتمرة أو مثلها من كسب حلال فيقبلها الله تعالى ويربّيها له وينميها حتى تكون مثل الجبل، أفيبلغ الطمع بالإنسان إلى أن يطمع في مثل هذا الخير فضلاً عن أن يطمع في أكثر منه؟!

وكم مرة يا ترى ضوعفت صدقة بمقدار تمرة حتى غدت مثل الجبل؟! إن لم تكن ضوعفت آلاف المرات فقد ضوعفت ملايين لا تحصى ولا تعد، والله إنه لخير عظيم وفضل عميم، لا ينبغي لإنسان أن يسمع به ثم يزهد فيه، ولا لصاحب مال مهما قلَّ يبلغه هذا الفضل ثم يمسك ماله عن الإنفاق في سبيل الله، ولكنها نفوس بني آدم الضعيفة، والبخل والشح الذي أهلك من كان قبلنا.

وقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خَلَفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تَلَفًا”، ويقول عليه الصلاة والسلام “خلق الله جنة عدن بيده، ودلَّى فيها ثمارها، وشق فيها أنهارها، ثم نظر إليها فقال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون، فقال: وعزتي وجلالي، لا يجاورني فيك بخيل”.

أفبعد هذا كله يهنأ إنسان أو يرضى أن يتصف بالبخل والشح، وأن يمسك ماله ولا ينفقه في وجوه الخير وأعمال البر؟! لا نظن ذلك يحصل من عبد تغلغل الإيمان في قلبه، وملأه حب الله ورسوله والدار الآخرة، ولكنه الشيطان يعد ضعاف الإيمان بالفقر ويخوفهم منه .

ويصور لنا رسول الرحمة والهدى محمد صلى الله عليه وسلم حرص الشيطان وجنوده على منع المسلم من الصدقة واجتهادهم في الوسوسة والتخويف، ومقدار ما يعانيه المتصدق في التغلب على نزغ الشيطان ونفثه، فيقول صلى الله عليه وسلم “لا يُخرِج رجلٌ شيئًا من الصدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطانًا”.

ألا فليتق الله من يخشى الفقر بسبب الإنفاق في سبيل الله؛ فإن الله تعالى قد تكفل للمنفق في سبيله أن يرد إليه ماله، ويخلفه عليه، ويوفيه أجره غير منقوص، فيقول تعالى: (وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) ويقول سبحانه: (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) سورة البقرة .

ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “ما نقصت صدقةٌ من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله”، ويقول ايضا عليه الصلاة والسلام “ثلاثة أقسم عليهن، وأحدثكم حديثًا فاحفظوه: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظُلِم عبد مَظْلَمة فصبر عليها إلا زاده الله عزًّا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر”.

ولقد كان نبيكم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ولا يخاف العَيْلَة؛ فلقد كان يؤتى بالذهب والفضة والنعم فيوزعها في يومه، فعن أنس رضي الله عنه قال: “ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم: أسلموا؛ فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.

وحدّث أبو ذر قال: كنت أمشي مع النبي في حَرّة المدينة، فاستقبلنا أحد فقال: “يا أبا ذر”، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: “ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبًا تمضي علي ثالثة وعندي منه دينار إلا شيئًا أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا”، عن يمينه وعن شماله ومن خلفه، ثم مشى، فقال: “إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا”، عن يمينه وعن شماله ومن خلفه، “وقليل ما هم”؛ رواه البخاري.

ولقد خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه من جميع ماله لله، وخرج عمر من نصف ماله، ولما نزل قول الله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) قال أبو طلحة : إن أحب أموالي إليّ بَيْرُحَاء، وإني قد جعلتها لله، فضعها يا رسول الله كيف شئت، فقال النبى صلى الله عليه وسلم “بَخٍ بَخٍ، ذاك مال رابح، ذاك مال رابح”.

وجاءت عِير من الشام بتجارة لعثمان رضي الله عنه في حين حاجة، فطفق التجار يستامونها، فكلما دفعوا إليه شيئًا قال: أُعطِيت أكثر من ذلك، يشير إلى قول الله سبحانه: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً) سورة البقرة ، وجعلها في سبيل الله، وجهّز رضي الله عنه في غزوة تبوك ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها وعدتها، وألف دينار عينًا، واشترى رضي الله عنه بئر رُومَة وحفرها ليشرب منها المسلمون.

التعليقات مغلقة.