عائدٌ … ليَـنْـتَـقِم…!
محمد عبد المعز
قد تعودُ الأمورُ إلى ما كانت عليه، على المستوى الشخصي، والمؤسسي، والعربي حتى والدولي، بل وبشكلٍ أفضل، بهِمَمِ الْـكِبار، وعَـزْمِ الْـمُخلِصين، وحَسْمِ القادرين.
أما الـ “عائد… لينتقِم” فمُجرَّد تكرار لخطأ، يُهدِّدُ مَنْ بقي، ويطيح ما تبقى، لغرضٍ في نفسه، وتصفية حِسابات، تُلحِقُ الضرر بالجميع، وتزيدُ النفورَ بينهم، وتحشُـرُ كلا منهم، في زاوية الـ “أنا” الضيقة…!
ولأن حِكمةَ الله اقتضت حاجةَ كلٍّ منا للآخر، كي نعمُـرَ الكون، لكل منا دور، لأن نجاحَ أي عمل، مُرتبِطٌ بتعاونِ فريقه، بدءاً من البيت، وصولاً إلى العالَم، مروراً بالشركات والمؤسسات، وحتى الملاعِب…!
“عائد ليتعلَّم ويُعلِّم” ويفيد ويستفيد، ويُعدِّل مَسارَه، ويُصحِّح طريقَه، ويُغيِّر أسلوبَه، ويفتح صفحةً جديدة، مع الجميع، وقبل ذلك في كتاب حياته، بدلاً من “عائد… لينتقِم”…!
العودة، سماح، وتسامُح، واعتِرافٌ بفضلِ الجميع، بعد الله، في ما وصلَ إليه هذا، أو تلك، لأن النجاحَ بالناس، والسعادة بينهم، والتوفيق من الله، له ولهم، ولو دامت لغيرك ما وصلتك.
أما عودةُ الحياة إلى طبيعتها، أو “التطبيع” فأصبحت حُلْماً، يُوشِكُ أن يتحوَّل إلى كابوس، بعدما رضينا بالقليل، ومن الغنيمة بالإياب، ومن الْحُبِّ بالعِشرة الطيبة، ومن السعادة بيومٍ عالميٍ لها…!
لِمَ لا نسعى إلى الأفضل، نطمع في الأكمل، نطمح إلى الأسمى، ننشُدُ العدل، ونُنشِد السلام، نبدأ بالْـحُب، والصفح، والعفو، وكل جميل، من دون رَبْطِ ذلك بالناس، ولا بأفعالهم، ولا بالماضي؟!
لِم لا نثق، بأننا قادِرون على تغيير مَنْ وما حولنا، بعد تغيير أنفسنا، فالدينُ جاء للتغيير، والإسلامُ جعلَ الأُمي أُمة، والعالِم عالَما، وحَدَّد وجَـدَّد، وقارَبَ وسدَّد، فمَنْ يحمِلُ هَمَّه ويهمُ بحَمْلِه؟!
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.