الأستاذ حريص …زين ممدوح
قبل أن يتوجه إلى عمله صباحا ،تمم على أدواته
الخاصة وأسلحته الشخصية فى مواجهة كرونا،فقد أجبره الوباء وتفشيه ألا يخطو خطوة هنا أو هناك دون الكمامة والقفاز،على باب العمارة سأله جاره على عيدان ثقاب كى يشعل سيجارته ،وكان يسعل بحده،اعتذر له بظرف ولطف،وأكمل المسير.
حدث نفسه
ما أدرانى لعله مصاب بالفيروس!
هل أشعل له سيجارته،وبعدها أكون من نزلاء الحميات زيزوت!
لم يعد أحد يناديه بإسمه من كثرة هواجسه وخوفه على نفسه،من انتقال العدوى له،فأطلقوا عليه لقب الأستاذ حريص بسخرية وتهكم.
رفع من قاموسه فكرة مترو الأنفاق كوسيلة مواصلات، أخرجها من حساباته،فالمترو شديد الزحام،ماذا سيفعل لو عطس أحد الركاب بجواره!.
على الرغم من ارتداءه الكمامة،فدائما يشك فى قدراتها.
كم كانت سعادتة عندما استوقف ميكروباص ،ووجد المقعد الأمامي خاو،فمد يده للسائق بشكل أرستقراطي وخيلاء
قائلا له ٢يا اسطى !
هكذا جلس مطمئنا،فبينه وبين السائق مسافة لا بأس بها.
أنهى عمله بمزيد من الحرص،لم يصافح أحدا،ولو حدث ذلك،يهرول لغسل يده بالماء والصابون.
عاد لبيته وهو يصعد الدرج ،شارد الذهن،يراجع شريط يومه من مر بجانبه، من بدا عليه علامات الإصابة فابتعد عنه،انفرجت أساريره فرحا،فلم يحدث شيئا مما يقلقه.
ضغط على ذر الجرس بوجه باسم،
ما أن فتحت زوجته الباب حتى عطست عطسة قوية فسقط مغشياً عليه !!
التعليقات مغلقة.