موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

جنة الدنيا …وائل هيبة

254

جنة الدنيا … وائل هيبة


كان منزلي الذي ولدتُ فيه في أقصي القرية. حيث اختار جدي الحبيب ذلك الموقع الرائع والذي استوحشهُ أهل القرية،
حيث يبتعد عن الدروب والأزقة.
وأمام المنزل كانت مضخة المياة والتي لا ادري سر تزاحم أهل القرية من النساء عليها؟!
وربما الشجار بعض الأحيان للحصول علي اسبقية السقاء.
هل هو حلاوة الماء أم بَرَكة بهذا المنزل.
وكانت المزارع تحيط به من الجانبين ومن الخلف.
وأمامه طريق واسع ولا جارَ أمامي
في حديقة المنزل أشجار البرتقال واليوسفي والليمون.
وما أحلي رائحة إزهارها وما أشهي ثمارها.
وفي أرض الحديقة زرع عمي وليد الطالب بكلية العلوم مدير مدرسة طه حسين حالياً النعناع والريحان والزهور.
وطالما طلب مني عمي مختار الطالب بكلية الصيدلة حينها اصطياد الضفادع التي كان يفعل بها الأفاعيل.
فأشعر بأنني شاركته في المجزرة التي لا أخفي بعض السعادة من مشاهدتها.
وأعلاه تكعيبة العنب والتي كنت أستمتع بعناقيدها المتدلية حين يصفر جمالها من أشعة الشمس عند روعة الغروب وأنا أنظر إلى أهرامات الجيزة الشامخة قبل أن تحجبها عن عيني البنايات الكئيبة الجاثية على صدر الأرض الطيبة.
وعلي سطحه كل أنواع الطيور.
وفي المدخل الخلفي كان فرن الخبيز الذي طالما أحرقتُ به أحزاني مع فرحة رؤيتي للرغيف الطازج الذي خبزته أمي والراحلة الحبيبة الطيبة جدتي مع أشهي طعام مطهي بالفرن.
وربما بعض الفزع إذا خرج أرنب مشتعل من الفرن،
حيث كانت تربي جدتي الأرانب فكثرت وحفرت جحورها في كل مكان.
مما تسبب في مذبحة الأرانب والتي شهدتها بنفسي ومنذ ذلك الحين لا أطعمها أبدا
وأمامي ترعة رائعة تصطف الأشجار بطول شاطئها.
وتنبت علي ضفافها أشجار التوت الأبيض والاسود والوردي.
تهتز أوراق الأشجار فتنشد لحنا رائعا و يشغل الحاج عبد الفتاح الدردير ماكينة الري فيؤنس وحشتي في ليل الشتاء الطويل.
ألهو في أمان في حديقة المنزل، في الشارع، فوق سطحه، في غرفه الواسعة،
مع الجيران حيث أهل القرية وأبنائهم المهذبون من أبناء العائلات ولا ضير.
ما زلت أذكر ألوان البلاط الجميلة الرائعة والتي لم أر مثلها أبداً.
لا هي بالرخام ولا الجرانيت ولكنها أجمل.
ما زلت أذكر بكائي حين تركنا تلك الجنة ليستقل كل واحد من أبي وأعمامي في منزل يخصه.
وأذكر حسرتي علي هدم تلك الأسطورة.
كنت أتمني الإحتفاظ بقطعة من البلاط وبعض الأحجار من كل غرفة ولكن تاهت بين الأيام.
تغيرت معالم القرية ولم يعد فيها حتي أطلالها،
وجثم كوبري الموت العلوي علي أنفاسها
وقطع الجدار العازل المسمي بالكوبري الدائري أوصالها.
ووفد علينا من لا نحسب أن منهم بين البشر.
ولم يبق من الجنة شئ إلا في ذاكرتي.
وأصبح حلمي الرحيل إلي جنة أخري،
أو إلي جنة الخلد.

التعليقات مغلقة.