موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

جوناس سولك … بقلم طارق بدراوي

219

جوناس سولك … بقلم طارق بدراوي

جوناس إدوارد سولك طبيب أميريكي وعالم وباحث قام بتطوير التجربة الناجحة الأولى للقاح شلل الأطفال والمسمي بإسمه حيث يطلق عليه لقاح سولك وخلال الفترة الأخيرة من حياته كرس سولك الكثير من الجهود نحو تطوير لقاح مضاد لمرض نقص المناعة المعروف بإسم الإيدز ولم يسع للثروة أو الشهرة من خلال إكتشافاته الشهيرة ورفض إستخراج براءة إختراع للقاح مرض شلل الأطفال وقد ولد سولك بمدينة نيويورك في يوم 28 أكتوبر عام 1914م وكان هو الأكبر بين ثلاثة أبناء لعامل مهاجر يهودي روسي فقير كان يعمل في صناعة الثياب ولما وصل سولك إلي سن المدرسة حاول جاهداً العمل على الإستمرار في الدراسة وكان لديه حب شديد للعلم وتمكن من الوصول إلي المرحلة الثانوية وتخرج منها بتقدير متميز وقد تمكن من سداد نفقات دراسته بالعمل في أوقات ما بعد الدراسة وبالحصول على المنح الدراسية وتخرج من كلية الطب بجامعة نيويورك عام 1939م وهناك أجرى أبحاثا على الفيروسات بمعمل أستاذه توماس فرانسيس وفي الكلية إلتقى بزوجته المستقبلية دونا يندساي والتي تزوج منها بعد تخرجه مباشرة في يوم 9 يونيو عام 1939م وأنجب منها بعد ذلك ثلاثة اطفال هم بيتر ودارل وجوناثان وإنخرط في الحياة العملية بعد معاناة شديدة نظرا لديانته اليهودية التي كانت مرفوضة تماما إلا أنه حصل علي وظيفة في معامل أبحاث الجيش الأميريكي بمساعدة أستاذه توماس فرانسيس الأصغر وهو طبيب وعالم فيروسات وعالم وبائيات أميريكي كان أول من تمكن من عزل فيروس الأنفلونزا في الولايات المتحدة كما إكتشف في عام 1940م وجود سلالات أخرى من الأنفلونزا وشارك في تطوير لقاحات ضد هذا المرض وحصل على جائزة لاسكر للأبحاث الطبية الأساسية عام 1947م والتي تقدمها المؤسسة التي تحمل نفس الإسم إعترافًا بإسهاماته المتميزة في الوصول إلى فهم أفضل للأنفلونزا وبحصول سولك علي وظيفته بدأ بعمل أبحاث حول فيروس الأنفلونزا وفي عام 1942م إنتقل إلى جامعة ميتشجان في منحة لمواصلة البحث العلمي وتدرج في المناصب الجامعية إلى أن بلغ درجة أستاذ مساعد في علم الوبائيات والمقصود به علم دراسة الأوبئة والسيطرة عليها وكان توماس فرانسيس الأصغر قد صار رئيسًا لشعبة الوبائيات بمدرسة ميتشجان للصحة العامة وعمل سولك معه لإنتاج لقاحات الأنفلونزا وفيما بعد أشرف فرانسيس على تقييم الإختبارات الجامعية للقاح سولك لشلل الأطفال وفي عام 1947م عين سولك مديرًا لمختبر أبحاث الفيروسات في كلية الطب بجامعة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا التي تقع في المنطقة الشمالية الشرقية من الولايات المتحدة وبتمويل من المؤسسة الوطنية للشلل عند الأطفال والتي تعرف الآن بإسم مؤسسة دايمز لعيوب الولادة المتعسرة بدأ في تطوير التقنيات التي من شأنها أن تؤدي إلى إنتاج لقاح للقضاء على أكثر آفة مروعة في ذلك الوقت وهي شلل الأطفال النخاعي الشللي وقام سولك أيضا بالتدريس في جامعة بتسبيرج منذ عام إلتحاقه بالعمل بها وحتي عام 1964م كما تم تأسيس معهد سولك للدراسات البيولوجية عام 1963م بمدينة لاجولا بولاية كاليفورنيا ومنذ إنشاء المعهد ظل سولك مديرًا له .

وقبل أن نسترسل مع مسيرة جوناس سولك حتي تمكن من إكتشاف اللقاح الواقي من مرض شلل الأطفال تعالوا بنا نلقي الضوء علي هذا المرض الشديد العدوى حيث تسببه ثلاثة أنواع من الفيروسات التي تهاجم الجهاز العصبي ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن واحدا من كل 200 إصابة بشلل الأطفال يمكن أن تؤدي إلى شلل دائم وتعد النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشري والأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات المسببة لهذا المرض والتى تدخل عبر الفم أو الأنف وتعيش وتتكاثر في حلق وأمعاء الشخص المصاب ثم تنتقل أولا إلى العقد اللمفاوية ومنها تنتقل من الغدد اللمفاوية مع الدم إلى جميع أجزاء الجسم ومن الممكن أن تنتقل هذه الفيروسات اللعينة من شخص لآخر من خلال ملامسة براز الشخص المصاب أو من خلال رذاذ العطاس والسعال وتجدر الإشارة إلى ان إحتمال نقل المصاب فيروسات المرض إلى الآخرين يمكن أن يحدث قبل ظهور الأعراض عليه أو بعد ظهورها بحوالي أسبوع إلى أسبوعين ومن الجدير بالذكر أيضا أن هذه الفيروسات يمكن أن تعيش في براز الشخص المصاب لعدة أسابيع والذى يمكن أن يلوث الغذاء والماء في الظروف غير الصحية وعند إنتشار هذه الفيروسات في الجسم تصل أيضا إلى النخاع الشوكي حيث تهاجم الخلايا العصبية في القرن الامامي له وهي الخلايا المسئولة عن حركة العضلات وفي هذه الحالة يسارع الجهاز المناعي للجسم بالتصدى لهذا العدوان الفيروسي من خلال إنتقال خلايا كريات الدم البيضاء إلى الحبل الشوكي حيث تلتهب هذه الخلايا وتدمر وتكون النتيجة من هذا الإلتهاب أكثر أو اقل وضوحا حسب الخلايا التي تدمرت وغالبا ما يكون هذا مقرونا بشلل رخو في الساقين حيث يصبح الإحساس في الساقين معدوما لأن الخلايا المسئولة عن الإحساس في القرن الخلفي للحبل الشوكي بالإضافة إلى إصابة الحبل الشوكي حيث في غالب الأحيان يصاب أيضا الدماغ وفي هذه الحالة يحدث ضمور في الخلايا العصبية كما تتأثر غالبا خلايا العصب الدماغي التاسع والعاشر بالفيروسات مما يسبب الأعراض المعروفة لدى المصابين بشلل الأطفال حيث تتأثر وظيفة الحنجرة مما يسبب صعوبات في الكلام والبلع وأحيانا تكون هناك صعوبة في التنفس .

ولنعد الآن إلي سولك وإكتشافه للقاح الواقي من مرض شلل الأطفال ففي عام 1916م كان نصيب الولايات المتحدة وحدها 27 ألف طفل مصاب بمرض شلل الأطفال وكانت بداية الإهتمام بمحاربة هذا المرض والبحث عن علاج له أو إيجاد لقاح واقي منه على شكل حملات منظمة مع عيد ميلاد الرئيس الأميريكي الثاني والثلاثين فرانكلين روزفلت في يوم 30 يناير عام 1938م والذى كان أشهر مريض بهذا المرض في العالم ففي صيف عام 1921م أصيب بهذا المرض بعدما سافر مع عائلته لقضاء أجازة في جزيرة كامبوبيلو قبالة ساحل ولاية ماين بأقصي شمال شرق الولايات المتحدة وساحل مقاطعة نيو برونزويك الكندية وتحديدا في يوم 10 اغسطس عام 1921م وبعد قضاء يوم في الهواء الطلق بدأ روزفلت يشعر بالإجهاد والضعف وذهب إلى الفراش علي الفور ونام ولكن عندما إستيقظ في اليوم التالي وجد حالته أسوأ بكثير مع إرتفاع في درجة حرارته وضعف شديد في الساقين حتي أنه أصبح غير قادر علي الوقوف فقامت زوجته بإستدعاء الأطباء ليروا زوجها فوجدوا أنه قد أصيب بمرض شلل الأطفال وكان هذا المرض شائعا في هذا الوقت ولسوء حظه أنه لم يكن قد تم إكتشاف اللقاح الواقي منه بعد ووجد روزفلت نفسه أمام خيارين إما الإستسلام للمرض والعيش في هدوء أو محاربته والإستمرار بنجاح في الحياة السياسية وهو الخيار الذي كان يتماشى بالطبع مع إرادة هذا الرجل الحديدية وبفضل صلابته وحزمه وهي الصفات التي ظهرت بوضوح أمام الجميع بذل جهودا عظيمة لعلاج المرض الذي ألم به ورفض أن يظهر أمام أي شخص في صورة الرجل القعيد المستضعف فكان يمشي بمساعدة أدوات حديدية يرتديها في قدميه ممتنعا عن إستعمال الكرسي المتحرك بعيدا عن أسوار منزله وتم إنتخابه بعد ذلك رئيسا للولايات المتحدة في عام 1932م ثم أعيد إنتخابه 3 مرات متتالية في عام 1936م وعام 1940 وعام 1944م حيث لم يكن التعديل الدستورى الذى يحدد فترتين رئاسيتين فقط قد تم إقراره بعد وإستطاع هذا الرجل ذو الإرادة الحديدية أن يقود بلاده بإقتدار في فترة الحرب العالمية الثانية من علي كرسيه المتحرك ولذلك فقد تم تصنيفه من أعظم ثلاث رؤساء للولايات المتحدة الأميريكية وقد إستطاعت الحملات في أول عام منها تجميع 1.8 مليون دولار ولكن ظلت محاولات علاج مرض شلل الأطفال فاشلة حتى ظهر العالمان اليهوديان جوناس سولك ومن بعده البرت سابين ونجحا في إكتشاف فاكسين ضد هذا المرض اللعين وكان هذا واحدا من أعظم الإكتشافات الطبية في تاريخ الطب التي أنقذت الملايين في شتي دول العالم سواء من الأطفال أو البالغين من هذا المرض اللعين .

وفي البداية حاول سولك في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين الماضي تطبيق أبحاثه الخاصة بإيجاد لقاح واقي من مرض شلل الأطفال على القرود وكان لقاحه عبارة عن فيروس ميت وفي البداية لم ينجح هذا اللقاح بشكل كامل عندما بدأ يجربه عندما حقن 137 طفلا به ومن بينهم توفى إحدى عشر مصاباً فواصل أبحاثه حيث جمع كل المعلومات الممكنة حول المناعة والتي كان قد جمعها العديد من العلماء والباحثون منذ العهد الذهبي لعلم البكتيريا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادى وكان عليه أن يمحص تلك المعلومات ويطبق نتائجها في إستخلاص لقاحه لشلل الأطفال كما قام بإختبار جميع الأجسام المضادة المتقدمة المضادة لشلل الأطفال ولقد وجد أنه من الضروري إضعاف الفيروس المسببب لمرض شلل الأطفال بالفورمالين دون أن يعني ذلك إنهاء قدرته في إستدعاء الجسد لإنتاج أجسام مضادة وبما أن لكل عضو مجهري أجسامه المضادة فإن لقاح سولك إحتوى على الأنواع الثلاثة لفيروس شلل الأطفال التي كانت معروفة في زمنه وقام بإختباراللقاح على نفسه أولًا وزوجته وأطفالهما والمتطوعين الذين لم يصابوا بالمرض من قبل ولم يجد أي ردود فعل سلبية على اللقاح وفي عام 1954م بدأ الإختبار الوطني على مليون طفل تتراوح أعمارهم بين ستة وتسعة أعوام وفي يوم 12 أبريل عام 1955م تم الإعلان عن النتائج وبأن اللقاح آمنً وفعال وفي السنتين التاليتين قبل إتاحة اللقاح على نطاق واسع كان متوسط عدد حالات شلل الأطفال في الولايات المتحدة أكثر من 45 ألف حالة وبخروج إكتشاف سولك إلى النور عام 1957م إقتنع الأمريكان وقتها أن العلم لادين له وأن سولك وسابين اليهوديين قد أنقذا أطفال أمريكا والعالم من هذا المرض اللعين وبعد حوالي 5 سنوات وبحلول عام 1962م إنخفض هذا العدد إلى 910 فقط وتم إعتماده وإستخدامه علي نطاق واسع في الولايات المتحدة وخارجها ولم يقم سولك أبدا بإصدار براءة إختراع على اللقاح أو بالحصول على أي أموال من إكتشافه مفضلا توزيعه على أوسع نطاق ممكن دون أن تكون تكلفته عالية وفى إحدى المقابلات معه وجه إليه سؤال من يملك براءة إختراع لقاح شلل الأطفال فأجاب لا أحد هل يمكنك إستخراج براءة إختراع للشمس وقد تلقى سولك أشكالا عديدة من التكريم بما في ذلك إشادة من الرئيس الأميريكي دوايت أيزنهاور والميدالية الذهبية للكونجرس على إنجازه الكبير في حقل الطب ولكنه رفض كل الجوائز النقدية ورجع إلى معمله ليعمل على تحسين اللقاح وفي عام 1977م منح سولك ميدالية الرئيس للحرية ومما يذكر أنه بعد أن نجح سولك في إكتشاف لقاحه الواقي من شلل الأطفال قام البرت سابين بتطويره وجعل الفيروس مضعفا وليس ميتا وعلى شكل نقط في الفم وليس حقنا وفي عام 1963م تم تأسيس معهد سولك للدراسات البيولوجية في لاجولا بكاليفورنيا كما ذكرنا في صدر هذا المقال وكان ذلك هو الإنتصار الثاني لسولك وتم تمويل هذا المعهد بمنحة قدرها 20 مليون دولار من مؤسسة العلوم الوطنية وتم تعيين سولك مديرا له وقضى سنواته الأخيرة في البحث عن لقاح ضد الإيدز وكانت وفاته في يوم 23 يونيو عام 1995م عن عمر يناهز 82 عاما وتكريما لهذا العالم ففي يوم 28 أكتوبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمى لشلل الأطفال وقد إختير هذا اليوم تخليدا لذكرى عيد ميلاده ومما يذكر أنه قد إنخفض عدد حالات شلل الأطفال منذ عام 1988م وحتي عام 2018م بنسبة تفوق 99% حيث تشير التقديرات إلى إنخفاض ذلك العدد من نحو 350 ألف حالة سجلت فى أكثر من 125 دولة حول العالم فى حينها إلى 33 حالة أبلغ عنها فى عام 2018م وفى عام 2019م كشفت أحدث بيانات المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال عن رصد 10 حالات إصابة فقط بشلل الأطفال كلها في قارة أفريقيا منها 8 حالات فى نيجيريا وحالة واحدة فى كل من الكونغو الديمقراطية والصومال .


التعليقات مغلقة.