في جهاد النبي والصحابة..
بقلم مجدي سالم
الحلقة الثالثة.. عمار بن ياسر.. وأبوه وأمه رضي الله عنهم ( 1 )..
أولا.. منّ الله تعالى على هذه الأمة بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أبر هذه الأمة قلوبا.. وأعمقها علما.. وأقومها هديا.. وكان منهم هؤلاء الصحب الكرام.. عمار بن ياسر.. رضي الله عنه وعن أبيه.. وأمه..
- وهو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الوذيم.. أبو اليقظان العنسي المكي مولى بني مخزوم.. أحد السابقين الأولين والأعيان البدريين.. وأمه هي سمية مولاة بني مخزوم.. من كبار الصحابيات أيضا.. روى البخاري عَنْ هَمَّامٍ.. قَالَ.. سَمِعْتُ عَمَّارًا.. يَقُولُ..
” رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ.. إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ.. وَامْرَأَتَانِ وَأَبُو بَكْرٍ” .. - وقد عذب هو وأبوه وأمه في الله عذابا شديدا..
2-1 أذكر حضراتكم.. أنه روى ابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.. قَالَ.. ” كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ.. رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وَأَبُو بَكْرٍ.. وَعَمَّارٌ.. وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ.. وَصُهَيْبٌ.. وَبِلَالٌ.. وَالْمِقْدَادُ.. فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ.. وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ.. وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ.. وَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ.. وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ “.. حسنه الألباني..
2-2 وروى منصور.. عن مجاهد.. ” جاء أبو جهل يشتم سمية وجعل يطعن بحربته في قُبلها حتى قتلها.. فكانت أول شهيدة في الإسلام”..
2-3 وعن عمر بن الحكم.. قال.. ” كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول.. وكذا صهيب.. وفيهم نزلت الآية الكريمة ( والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا) من سورة النحل..
ثانيا.. شهد عمار بدرا.. والغزوات كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهاجر إلى أرض الحبشة.. ثم إلى المدينة..
ثالثا.. وكان رضي الله عنه ممن أجاره الله من الشيطان.. - روى البخاري عَنْ عَلْقَمَةَ.. قَالَ.. ” قَدِمْتُ الشَّأْمَ.. فَقُلْتُ.. مَنْ هَا هُنَا ؟.. قَالُوا أَبُو الدَّرْدَاءِ.. قَالَ.. أَفِيكُمُ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ – يَعْنِي عَمَّارًا “.. .
وقد ملئ إيمانا.. حتى اختلط الإيمان بلحمه وعظمه ودمه.. - روى النسائي عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ.. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. (مُلِئَ عَمَّارٌ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ.. قال المناوي رحمه الله.. (يعني اختلط الإيمان بلحمه ودمه وعظمه.. وامتزج بسائر أجزائه امتزاجا لا يقبل التفرقة.. فلا يضره الكفر حين أكرهه عليه كفار مكة بضروب العذاب.. قال في الفتح.. وهذه الصفة لا تقع إلا ممن أجاره الله من الشيطان الرجيم(..
رابعًا.. وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يهتدوا بهديه.. ويسيروا على طريقته..
روى الترمذي عَنْ حُذَيْفَةَ.. قَالَ.. ” كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فَقَالَ..
” إِنِّي لَا أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ .. فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي – وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ – وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ.. وَمَا حَدَّثَكُمْ ابْنُ مَسْعُودٍ فَصَدِّقُوهُ “..
خامسًا.. وكان رضي الله عنه فقيها زاهدا في الدنيا.. - قال الشعبي.. ” سئل عمار عن مسألة فقال.. هل كان هذا بعد.؟.. قالوا.. لا..
قال.. فدعونا حتى يكون.. فإذا كان تجشمناه لكم “.. - وقال عبد الله بن أبي الهذيل.. ” رأيت عمارا اشترى قتا بدرهم وحمله على ظهره وهو أمير الكوفة ” .
- وقال أبو نوفل بن أبي عقرب.. ” كان عمار بن ياسر قليل الكلام طويل السكوت ” .
سادسًا.. كان والد عمار بن ياسر من بني عنس من قبائل اليمن.. قدم مكة وأخواه الحارث ومالك يطلبون أخًا لهم.. فرجع الحارث ومالك إلى اليمن.. وأقام ياسر بمكة.. وحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي.. .. فزوجه أبو حذيفة أَمّة له يقال لها.. سُمية بنت خياط.. فولدت له عمارًا.. فأعتقه أبو حذيفة الذي لم يلبث أن مات..
أسلم عمار ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم هو وصهيب بن سنان في وقت واحد.. قال عمار.. لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله r فيها فقلت.. أردت أن أدخل على محمد وأسمع كلامه. فقال.. وأنا أريد ذلك. فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا. وكان إسلامهم بعد بضعة وثلاثين رجلا..
التعليقات مغلقة.