المواجهة …د.أحمد دبيان
كانت مجتمعات الفلل والقصور
ككومباوندات عصرها إضافة لقشرة الليبرالية بدون كوابح او قيود او منهجة لتناسب المجتمع ، مع غياب أى أبعاد لمنظومة عدل إجتماعى ،هى ما افرز المد الكاسح والرديف الشعبى عام ١٩٢٨ لمدرس الزامى محدود الثقافة ، إلى ان أصبح المؤسس لأخطر تنظيم سرى متطرف ، فاق فى قدرته على الاختراق والتغول والتخريب ، تنظيم أيقونة التنظيمات السرية الذى أسسه الحسن الصباح فى قلعة ألموت تنظيم الحشاشين .
فى الحالين كان الحراك الاقتصادى الاجتماعى هو المحرك الاول ،
للتابعين مع دعم من القوى المتصارعة على الحكم فى مصر من المحتل الإنجليزى الذى دعم بالتبرعات إلى القصر الذى كان يريد تقويض شعبية الوفد إلى الأحزاب التى إنشقت وتصارعت مع حزب الوفد فى تلك الفترة .
استدعاء أسطورة التأويل للحورالعين تحت تأثير مخدر الحشيشة ، لاتباعه الفداوية فى قلعة ألموت ، هو ذاته ما اصطنعه البنّا فى القرن العشرين ، وموعودية الحور العين ، والجنس الشرعى المزعوم بدون تكاليف .
المعركة منذ العصور الوسطى معركة اقتصادية اجتماعية ، قوامها مجتمع نخبة يرسخ للسدة الاجتماعية والاقتصادية ،
ومجتمع انسانى ديناميكي الحركة والمتطلبات يصطدم بعراقيل السدة الاجتماعية .
تقلص تأثير هذه الحركات ، بوجود مشروع قومى ، ممثلاً فى جهاد نور الدين بن عماد الدين زنكى وتلميذه صلاح الدين
وانتهى تماماً على يد المماليك بوقفهم إجتياح التتار والضربات القاصمة التى أوقعوها ببقايا الصليبيين .
وحين أتى مشروع التحرر والاستقلال، والديمقراطية الاجتماعية ، بعد ١٩٥٢ انتهى التنظيم تماماً عام
١٩٦٥ وليعود ليتم إحيائه مرة أخرى على يد السلطة السياسية والتى دعمت ترسيخ قيم ودين السدة الاجتماعية بعد عام ١٩٧٤.
الاستمرار فى اجتزاء آليات المواجهة ، دون ادراك انها منظومة واحدة فى جزيئاتها وآليات مواجهتها ، لن يؤدى الا الى تأطير مسرحة المواجهة ، كعرض يُؤدى للجمهور ، دون ان تتم ترجمة ذلك لمواجهة حقيقية تستأصل السدة وتوابعها .
المواجهة فى شقها الأمنى واجبه مهما كانت التضحيات ، ولكنها تظل قاصرة فى شقها التوعوى الإجتماعى ما سيزيد من أمد المواجهه .
رحم الله شهداء الوطن .
التعليقات مغلقة.