قصة قصيرة .. ابريق الماء
عبد الصاحب إبراهيم أميري
،،،،،،،،،،
إن مقاومة الصبي صالح لم تجدي نفعا، مقابل قرأر أبيه الذي بات ملزما وها هو اليوم، يركب القطار المتجه للبصرة، مع أمه مستسلما ليسجل اول أيام الفراق
اول ايام الغياب ، عن اخته نورية او بالأحرى امه الثانية،.
مضت الساعات سوداء قاسية على الصبي صالح، وصوت عجلات القطار تزيد حزنه حزنا،
الساعة اقتربت رويدا للساعة الثامنة صباحا، ، ودبت في القطار، حركة الإستعداد للوصول للبصرة
ازدحم المسافرون حول مغاسل القطار، لمحو عناء ستة عشر ساعة، كانت عاما من وجهة نظر الصبي صالح
وغسل تراب الطريق من على وجوههم، الذي باتت، ملوثة بالتراب،
أشارت ام صادق لولدها
-ابني راح نوصل. للبصرة، اغسل وجهك وغير دشداشتك، عيب نروح بالحالة هاي. للناس،
اطاع صالح امه كعادته ووقف مع المنتظرين، منتظرا خلو الحمام، ليغسل عنها كل العناء، لأنه امام يوم جديد، وناس جدد سيلتقي بهم
غير دشداشته البازة المقلمة بدشداشة بازه خطوطها تختلف
،،،،،،،،،
وقفت عجلات القطار، وفتحت الأبواب ايذانا بالنزول، تدافعت الناس لترك القطار ، وكان سهم صالح من المتاع، حمل ابريق الماء، وامه حملت الحقائب كلها ، تسحبها سحبا،
استاجرت سيارة أجرة، لتاخذهم لحي السيمر بالبصرة القديمة،
قاد السائق سيارته بأقصى سرعة والأم تسبح، وضمت ابنها إلى صدرها،
ضغط السائق على فرامين السيارة، والتفت صوبهما
- وصلنه هذه هي محلة السيمر
تركا سيارة الأجرة، يبحثون في الوجوه، تسأل الأم عن العنوان الذي حفظته بذاكرتها، والصبي يتبعها مع ابريق الماء
وعشرات الأسئلة تدور في مخيلته
-ااتيت للحياة كي اتيه، في الغربة
كان يقرأ الغربة في ازقة المدينة، والنهر، الذي قسمها إلى قسمين،
كل شيء كان حزينا من منظار صالح
البيوت باكية
الألوان قاتمة
حتى وجه أمه، حمل المعاناة بأنواعها، فقد سبق وأن قالت
-لم ار من الدنيا خيرا،
فقدت سبعة من ابنائي
فقدت ثلاثين فردا من اسرتي بعام واحد،
ما تلاقى الوجهان، حتى رسمت الأم على وجهها ابتسامة. لتنقذ ابنها مما فيه، تصرخ أنها مصطنعة،
ادمعت عينا الصبي ومسح عينيه بكم ثيابه، وهو يردد في قرارة نفسة
-انا ابن السادسة من عمري كرهت الدنيا وما فيها
نظر الصبي للشط، وعقله يدعوه للخلاص من الدنيا، رفع راسه ليودع امه، لم يجدها، وراحت عينيه تبحث عن امه، فقد الأمل، وضع ابريق الماء على حافة النهر، استعدادا للخلاص،
استعدادا لرمي نفسه في شط العرب
نظرت اليه امه وصاحت - وين صرت صالح
اخذ امه بالاحضان وراح يبكي، بكت الأم معه، وانقلب البكاء ضحكا،
هذه هي فلسفة الحياة.
نيسان. 2o2o
عبدالصاحب ابراهیم
،،،،،،،،
التعليقات مغلقة.