موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الإسطوانة.. بقلم مجدي ســـالم

188

الإسطوانة.. بقلم مجدي ســـالم

أنا لا أعشق الصدف.. وأخاف أن أكتب عنها.. فقد علموني في صغري ألا أكتب قصة وعقدة ثم تأتي نهايتها بأنها كانت مجرد حلم.. واسألوا أنيس منصور.. وعلموني ألا أكتب قصة محورها الصدفة.. سماها رشاد رشدي بالميلو- دراما الرخيصة..
لكن.. جمعتنا الصدفة في الطريق.. كان للتو يغادر سيارته الفارهة وسبقته السيدة الأنيقة جدًا.. صافعة باب السيارة بعنف.. ما لفت انتباهي وانتباه المارة.. هو صديق قديم جمعتنا أيام الدراسة وانقطعت الصلة بدون سبب سوى مشاغل الأيام.. اشتهر في صغرنا بالشخصية الجذابة والطول – وإن لم يكن فارعا – والوسامة الفائقة.. وهو ما يفسر سر قصص علاقاته النسائية المتعددة التي عرف بها.. وقتها..

وكان الإعصار المعتاد من العناق في بداية مثل هذه المصادفات.. ثم إستغرقنا وقتا طويلا في تبادل التحية والسؤال عن الصحة.. وعن الأولاد.. بينما كنت ألمح الملل يتسلل إلى وجه زوجته.. وتيقنت أننا نحاول أن نحتفظ بحرارة العاصفة التي بدأنا بها اللقاء وربما صرنا نكرر بعض العبارات.. وكعادة الأصدقاء القدامى.. رحنا نتذاكر قصصاً من الماضي السحيق.. وللحق أنني كنت أبتعد تماما في حوارنا السريع هذا عن إثارة أية ذكريات قد تأتي على ذكر علاقاته القديمه.. لكن كانت القصص تنساب بيننا دون تكلف.. وكأننا لم نفترق عن بعضنا البعض سوى لبضعة أيام..

وقلت له أنه هكذا هي الصداقة وهكذا هم الأصدقاء الحقيقيين.. وإلا.. فلماذا تكون الصداقة.. وتوقعت أن تنتهي المصادفة عند هذا الحد.. لكن.. راح صديقي يعيد إلى ذاكرتي قصصاً عن أصدقاء الجامعة.. ومنهم من رحل عن عالمنا.. وكان قد بدأ في الحقيقة يوجه الحديث إلى زوجته.. في محاولة لدفع الضيق الظاهر على ملامحها بسبب إستمرار هذا اللقاء الذي لابد أنها كانت تراه عابرا ولا طائل من وراءه.. وللخروج من هذا الجمود قمت بدوري بتوجيه دعوة عابرة لهما لتناول القهوة في المقهى القريب.. ولدهشتي.. وافق الإثنان.. فما مضت سوى دقائق حتى كنا نستوي في مقاعدنا.. واستمر تبادل المجاملات واستعادة الحكايات.. ورغماً عني عادت ذاكرتي إلى أيام معه كنا نقضيها في الإستذكار أو هكذا كنا ندعي.. أو إلى أيام معهم في ساحات الجامعة.. وكيف كان قصر اليد والصراع من أجل العبور من عام دراسي إلى الآخر.. وكيف كانت الحياة في بيوتنا جميعا.. وأننا كنا نتزاور أو ندعوا أنفسنا إلى وجبات إجبارية لدى أهل هذا أو ذاك.. وكنا لا نعرف ماذا ستكون قائمة الطعام.. وكان هذا هو أحد أغراض حوارنا أيامها صباحا ومساء ومحور تفكهنا..

وتطلعت في ملابس صديقي الأنيقة الراقية لكنني لم أجروء أن أسئله عن طبيعة عمله.. وكنت أتعمد أن أخفي قدماي وحذائي البالي تحت المقعد حتى تتوقف زوجته عن التفرس فيهما.. وقلت لنفسي تباً لهذا الفقر الذي لايزال مصراً على مرافقتي دون كلل.. وقد ذهب بعيدا عني كل الرفاق.. وانتبهت أنني قد أطلت بقصصي عن ولائمنا القديمة.. فعدت إلى محاوري الذي راح يقص ضاحكا قصة زواجي المضنية على امرأته.. وحاولت تغيير الموضوع.. لكنها كانت قد بدأت تمنح حكاية زواجي بعضاً من اهتمامها.. مع وصول فناجين القهوة..

وحاولت تغيير الموضوع.. ووجدتني أتذكر واحدة من حكاياته العاطفية المضحكة القديمة.. فرحت بدوري أقصها عليها.. وكيف أنه صحب يوما إحداهن على الكورنيش.. قريبا من مكان عملها ومن المستشفى التي كانت تعمل به.. وكيف أنه راح يساعدها تارة أن ترتقي حجارة سور الكورنيش لتجلس فوقه.. وأنه كان تارة أخرى يعيدها إلى الأرض .. ليمشيا وليعودا إلى حديث الهوى.. ورحت أقص عليها أنه قال لي يومها وهو يقص علي الموقف.. أنه فوجيء بها تسأله..

  • إنت فعلا بتحبني يا فؤاد.؟
    وكيف كان السؤال مباغتاً وغير متوقع.. وأنه احتار ماذا يقول لها.. وقد أصبح كالملاكم الذي وضعه خصمه في ركن الحلبة فأصبح في متناول قبضتيه.. وأنه هرب إلى السؤال بسؤال..
  • أقول لك الحق.. ولا أقول لك اسطوانة.؟
    وكيف أنها ضحكت في دلال.. وردت في بلاهة المرأة التي تهوى الثناء وسماع كاذب الغزل..
  • لأ طبعا.. قول لي الحق..
    وضحكت ملأ شدقاي وبصوت عال.. وحدي.. وأنا أقص عليها كيف أنه.. كما قال وقتها..
  • هبشتها إسطوانة..
    وانتبهت إلى صديقي وقد انتفخت أوداجه وكساه العرق.. وإلى زوجته تنتفض من مكانها.. وإلى فناجين القهوة تتساقط إلى الأرض……

التعليقات مغلقة.