فكُّ اشتباك بين الاسم المنسوب والمصدر الصناعي
دكتورة وجيهة السطل
هما لفظان بنيتهما الصرفية واحدة ،ولكن معناهما مختلف.
ويمكن التفريق بينهما بسهولة إذا أعربنا الكلمة. فما أعرب نعتًا فهو اسم منسوب.وما كان إعرابه وظيفيًّا غير نعت وحسب موقعه في الجملة فهو مصدر صناعي .فحين نقول :
لا تهتم بالأمور الشكلية .فالشكلية نعت وهذا اسم منسوب. أما لو قلنا : الشكلية تعني الاهتمام بالمظهر دون
الجوهر ، أو دراسة الشكل دراسة منهجية.
فإعراب الشكلية مبتدأ لذا فهي مصدر صناعي .وكذلك لو قلنا:
لا تغرق في الأنانية، حين تعامل الناس.
الأنانية اسم مجرور. إذًا هي مصدر صناعي .
وسمي بهذا الاسم لأنه خارج عن إطار المصادر الحقيقية التي هي أصل الأفعال والمشتقات عند مدرسة البصرة،وليتميَّز عنها.
والمصادر الصناعية تصاغ من الأسماء الجامدة (الذات-المعنى) نحو :
الانهزامية – الحرية – الذاتية – الأنانية- التكاملية- البنيوية –
ولا تصاغ من الأسماء الجامدة إلا إذا كان المعنى يصلح لإعطاء مصطلح ما أو نظرية ما لها تعريف بشرح وتفصيل . كقولنا :
النظرية مصطلح مشتق من مصدر نَظَر، ومن معانيه التأمُّل أثناء التفكير بشيء ما.فاستخدم المصدر الصناعي من (نظر) لوضع قواعد ومبادئ تُستخدمُ لوصفِ شيء ما، سواء أكان علميًّا، أم فلسفيًّا، أم معرفيًّا، أم أدبيًّا.
وقد تثبِتُ هذه النظرية حقيقة معيّنة، أو تُسهِمُ في بناءِ فكر جديد..
ومن التعريفات الاصطلاحيّة الأخرى للنظريّة: هي دراسة لموضوع معين دراسة عقلانيّة ومنطقيّة، من أجل استنتاجِ مجموعة من الخلُاصات والنتائج التي تسهِمُ في تعزيز الفكرة الرئيسة التي تُبنى عليها النظريّة.
ولو تأمَّلنا في المختوم بياء مشددة فيما سبق، لوجدنا أن :كلمة النظرية في آخرالتعريف إعرابها نائب فاعل. فهي مصدر صناعي. أما:الاصطلاحية،عقلانية، فإعرلب كل منهما نعت،إذًا فكلاهما اسم منسوب، وليس مصدرًا صناعيًّا . فإن أردنا جعل أحدهما كذلك قلنا : العقلانية في مواجهة الحياة تعني أن تكون واقعيًّا موضوعيًّا تفكر بعقل رشيد .
اللهم علمنا ما ينفعنا،وانفعنا بما علمتنا.
نفعنا الله بالعلم وإياكم
التعليقات مغلقة.