في جهاد الصحابة.. الحلقة السابعة والخمسون بعد المائة.. البراء بن معرور
في جهاد الصحابة..
الحلقة السابعة والخمسون بعد المائة.. البراء بن معرور..(السابق إلى الكعبة)- 1
بقلم/ مجدي ســالم
أولا.. مقدمة.. وفي نسبه:
- هو البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب.. وكنيته أبو بشر..
( البَرَاء بن مَعْرُور بن صَخْر الأنصاري الخزرجي السلمي(.. وأمه: الرباب بنت النعمان بن امرئ القيس الأشهلية الأوسية.. عمة سعد بن معاذ.. فكان نقيب بني سلمة.. - البراء بن بعرور رضي الله عنه هو أحد أبطال بيعة العقبة.. الذين نتابع تراجمهم..
- كان نقيب قومه بني سلمة.. وكان من أول السبعين القادمين من المدينة لمبايعة النبي حيث القي الخطبة الشهيرة التي قال فيها : “الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد وحيانا به فكنا أول من أجاب لإ اجبنا الله ورسوله وسمعنا وأطعنا يا معشر الأوس والخزرج.. قد أكرمكم الله بدينه.. فإن أخذتم السمع والطاعة والمؤازرة بالشكر فأطيعوا الله ورسوله” ثم جلس.
- إبن معرور رضي الله عنه كان يحظي باحترام كبير بين بني قومه وهناك إجماع من المؤرخين وكتاب السير كذلك علي فضله.. ويزعم بَنُو سلَمةَ فخرا أَنه أول مَنْ بايع رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلةَ العقبةِ الأولى.. فقد روى ابنُ إسحاق.. عن كعب بن مالك قال: كان أوّل مَنْ ضرب على يدِ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم البراء بن معرور.. فشرط له واشترط عليه.. ثم بايع القوم..
- وقد كان أولي من ألقي خطابا في قومه قبل مقابلة الرسول صلي الله عليه وسلم يبشرهم بقدومه صلي الله عليه وسلم..
- وهناك إجماع أن البراء بن معرور أول من استقبل القبلة.. جهة الكعبة ومكة..
- ومن أول من أوصي بثلث ماله للنبي صلى الله عليه وسلم نصرة للدعوة الإسلامية بل وحث قومه ببذل الغالي والنفيس نصرة منعة للنبي ودعم إخوانهم من المهاجرين الذين تركوا أموالهم في المدينة وجاءوا مرافقين للنبي صلى الله عليه وسلم وداعمين لدعوته ..
ثانيا.. البراء بن معرور في العقبة..
وروى كعب بن مالك.. قال: فخرجنا إلى الحج.. فواعدنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق.. فلما فرغنا من الحج اجتمعنا تلك الليلة بالشعب ننتظر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فجاء.. وجاء معه العباس.. يعني عمه.. قال: فتكلم العباس.. فقلنا له: قد سمعنا ما قلت.. فتكلم أنت يا رسول الله.. فخذ لنفسك.. ولربك عز وجل.. فتكلم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فتلا القرآن.. ودعا إلى الله عز وجل وَرَغَّبَ في الإسلام.. وقال: “أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ” .. قال: فأخذ البراء بن معرور بيده وقال: والذي بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع منه أزُرَنا فبايعنا رسول الله.. فنحن ــ والله ــ أهل الحَلْقَة ورثناها كابرًا عن كابر.. قال: فاعترض القولَ ــ والبراء يكلم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ــ أبو الهيثم بن التَّيِّهان حليف بني عبد الأشهل.. - فكان البراء أول من ضرب على يد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ثم تتابع القوم
ثالثا.. في صلاته إلى الكعبة.. - روى كعب بن مالك ــ وكان فيمن بايع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ليلة العقبة ــ قال: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين.. وقد صلينا وفقهنا.. ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا.. فقال البراء لنا: يا هؤلاء.. قد رأيتُ أن لا أدع هذه البَنِيَّة.. يعني الكعبة.. مني بظهر وأن أصلي إليها.. قال: فقلنا والله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا إلى الشام.. وما نريد أن نخالفه.. فقال: إني لمصل إليها.. قال: قلنا له: لكنا لا نفعل.. قال فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة.. فقال: يا ابن أخي.. انطلق بنا إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا.. فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي فيه..
قال: فخرجنا نسأل عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وكنا لا نعرفه ولم نره قبل ذلك.. قال: فدخلنا المسجد.. ثم جلسنا إليه.. قال: فقال البراء بن معرور: يا نبي الله.. إني خرجت في سفري هذا.. وقد هداني الله عز وجل للإسلام.. فرأيت أن لا أجعل هذه البَنِيَّة مني بظهر.. فصليت إليها.. وقد خالفني أصحابي في ذلك.. حتى وقع في نفسي من ذلك فماذا ترى يا رسول الله؟
فقال صلى الله عليه وسلم.. ” لَقَدْ كُنْتَ عَلَى قِبَلَةٍ لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهَا” ..
قالَ: فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فصلى معنا إلى الشام..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.