رمضان الصبر…محمــد عبــد المعــز
رمضان، فيه خيرٌ كثير، وفَضْـلٌ كبير، ونِـعَـمٌ لا تُعَدُّ ولا تُحصى، بفضل الله، منها الصبر، وله أوجهٌ عدة، كالصبر على الطاعة، والصبر على الابتِـلاء، والصبر على ضيقِ ذاتِ اليد، والصبر على الناس، وهذا هو الأهم، بعدما أصبحت قِيَمٌ كثيرة، في خبر كان…!
بالصبر نحتوي الناس، ونلتمسُ لهم الأعذار، ونُقدِّر ظُروفَهم، حتى لو لم يُقدِّروا ظروفَـنا، لأن علينا الدفع بالتي هي أحسن، واثقين، أن أجرَ ذلك، لن يضيع، دُنيا ولا أُخرى… “ولا تستوي الحسنةُ ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم”… فُصلت: 34.
ولأن الحياة صعبة، وأعباءها كثيرة، لابد من الصبر، خصوصاً في هذا الشهر المبارك، وعدم التعلُّل بالصيام، لأنه يجبُ أن يرتقيَ بأخلاقنا، ويسمو بمعاملاتِنا، ويكونَ فُرْصةً لإخراج أفضل ما فينا، لأنه شهرُ العمل، والعِبادة، والصيام، والقيام، والغاية معروفة “لعلكم تتقون”.
الصبر ضرورة، على سفهاءَ كثيرين يتعرَّضون لنا، ويعترضون حياتنا، بأساليبَ شتى، ولا يعني ذلك الاستِسلام، ولا التفريط في الحُقوق، بل الحِكمة في الْـمُواجهة، والصبر في الْـمُقاومة، والثقة بأن نَصْرَ اللهِ قريب، والثبات، خصوصاً أننا صائمون، لأنه الله عز وجل، قال في الحديث القدسي: “… إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”.
بالصبر نُغيِّرُ مَنْ وما حولنا، بعد تغيير أنفسنا، ونعيشُ أسوياء، في مجتمع بحاجة إلى الاستِقامة على منهجِ الله “إنما يوفى الصابرون أجرَهم بغير حساب” واتباع سُنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، الذي ضربَ وصحابته الكِـرام، أروعَ الأمثلة في الصبر، حتى بلَّغوا دينَ الله، ونصروا وانتصروا.
يقول الشاعر حسين الدجاني:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد
وبالتقوى يلين لك الحديد
…………….
التعليقات مغلقة.