موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

حدوتة مصرية من زمن كورونا العالمية… محمد إبراهيم النمر

261

أحبائي : (( حدوتة مصرية .. من زمن كورونا العالمية ))

بقلمي محمد إبراهيم النمر .. الخميس 2 / 4 / 2020 م


~ ~ ~ ~ ~ ~
المكان : مدينة مصرية صغيرة هادئة
الزمان : 2030 عام ألفين وثلاثين من الميلاد
الشخصيات : الجدة أمينة والطفل باسم
~ ~ ~ ~ ~ ~
( باسم طفل جميل المظهر والمخبر .. ذكي .. متميز في التعليم .. يحفظ كثيرا من القرآن الكريم .. يعيش مع جدته أمينة بعد أن فقد أبويه إثر حادث أليم منذ عشر سنوات .. وها هو الآن في الثانية عشرة من عمره .. عوض جدته عمن فقدت من الأبناء .. وكانت له الأم والأب بل وكل الدنيا )

  • هيَّا باسم حبيبي فقد حان وقت النوم حتى نقوم لصلاة الفجر بنشاط وحيوية .
  • جدتي لا أرغب في النوم الآن ، تعالي معي واحكي لي كما تعودت منك حتى أنام .
    ~ ~ ~
    ** اقتربت الجدة منه وأخذت تقصُّ عليه هذه القصة التي مرَّ عليها قرابة عشر سنوات .
  • كان يا ما كان وأنت في السنة الثانية من عمرك لا تعي شيئا ، حدثت حكاية عجيبة أربكت العالم كله .. وأجبرت الناس على المكوث في بيوتها .. خوفا من خطرها القاتل .
  • وما تلك يا جدتي ؟
  • أصاب العالم كله كائن عجيب .. خلق من خلق الله وجندي من جنوده ..
    فيروس اسمه ” الكورونا ” إذا تمكن من الإنسان قتله ، هو ضعيف يا ولدي لكنه ينتشر بسرعة عجيبة .. ويحتاج إلى تقوية جهاز المناعة ، والنظافة الدائمة ، وعدم المخالطة .. حتى تنتهي فترة حضانته وتمر المحنة بسلام .
    ~ ~ ~
  • كانت الناس – يا ولدي – في هذا الوقت تقدر الفنان واللاعب أكثر من تقديرهم للطبيب والمعلم والضابط والمهندس والصانع والجندي .
  • انشغل كل واحد – يا ولدي – بحاله ، ومصلحته الشخصية ونسوا التراحم فيما بينهم.
  • وكيف تصرفوا مع الفيروس يا جدتي ؟
  • منهم من أخذ الأمر بجدية .. ومنهم من استهتر فكانت كوارث هنا وهناك .
  • تملك الناسَ الخوفُ والفزعُ والوساوسُ من كل شيء .
  • في الشدائد – يا ولدي – يختفى التافهون ، ويبدو على الساحة أهل العلم والنخوة والمروءة ؛ وذلك هو الترتيب الحقيقي والطبيعي لأولويات المجتمع .
    ~ ~ ~
  • وكيف كانت المساجد يا جدتي ؟
  • الناس كانت تصلي في بيوتها .. وفي مقار عملها .. وقد فرضت الدول حظرا جزئيا أو كليا ؛ فلا يخرج أحد إلى الشوارع .
  • حتى بيت الله الحرام والمسجد النبوي ؟
  • نعم يا ولدي . ( وقد ذرفت الدموع من عينيها حين تذكرت ذلك المشهد )
  • هبَّ باسم جالسا وأدار جهاز التلفاز على مشهد بيت الله الحرام وقد امتلأ بالطائفين والعاكفين والركَّع السجود .. ثم انهمرت دموعه .. حين تخيل هذه البقعة الطاهرة خلت ذات يوم من زائريها ..
  • احتضنته الجدة وقالت يا ولدي .. هي أقدار الله يا حبيبي .. الناس تنظر إلى الفيروس ولا تدرك أن وراءه ملك جبار لا يغيب عنه شيء في الأرض ولا في السماء ” وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ “
    ~ ~ ~
  • سألها باسم ( وما زالت الدموع تلمع في عينيه من هول ما سمع ) : وفي رأيك يا جدتي الحبيبة ، لماذا حدث ذلك ؟ وما العبرة من ورائه ؟
  • ولدي ألم تسمع قول الله – تعالى – : ” ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ “
    ” وقوله – تعالى – : ” وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ “
    وقوله – تعالى – : ” فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ “
    وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا .. “
  • الناس تنظر إلى الكارثة – يا ولدي – على أنها نقمة ، ولكن إذا فطنوا وعادوا إلى خالقهم ورازقهم وحافظهم أيقنوا أن وراءها رحمة ؛ ليعودوا إليه ويستغفروه ويتوبوا ..
    ~ ~ ~
  • فهمت – يا جدتي – جزاك الله خيرا.
  • أكملي حكايتنا.. ثم ماذا حدث ؟
  • الناس لزمت بيوتها أياما وحافظت على صلواتها وعادت إلى ربها تجأر إليه بالدعاء أن يكشف البلاء الذي حصد كثيرا من الأرواح .
  • سنة الله في الناس – يا ولدي حين يرضون بقضاء الله وقدره ويصبرون ويتضرعون ويبدلون ما هم عليه من اللعب والمجون ومبارزة الله بالمعاصي ويعلم الله أنَّ فيهم خيرا .. يرفع عنهم الوباء والبلاء .
    ~ ~ ~
  • جدتي : وهل صرف الله عنهم هذا البلاء وخرجوا من الحظر وعادوا إلى أعمالهم ؟
  • نعم يا ولدي وفتحت المساجد وارتفع الأذان ليس في بلادنا فقط ، بل في الدنيا كلها..
  • باسم : وأصبح ما أراه الآن : المساجد لا تخلو من عمارها .. والمسجد الحرام والمسجد النبوي يأتون إليهما من كل الدنيا ..
  • العالم و المعلم والطبيب والضابط والجندي والتاجر الأمين والعامل والصانع والفنان الحريص على غرس الفضيلة ، الصادق الواعي بقضايا أمته .. هؤلاء هم عدة الوطن وأمنه وأمانه .. كل هؤلاء – يا جدتي – لهم كل التقدير والاحترام .
  • الجدة : نعم – يا حبيبي – بارك الله فيك ، وأدعو الله أن تكون طبيبا بارعا تقيا ورعا تخدم أمتك وتحظى برضا رب العالمين .
    ** باسم : حمدا لله يا رب على نعمك التي لا تحصى ، وقبَّل جدته ،وتلا آية الكرسي وخواتيم البقرة ” آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ……. ” ، ودعا : ” اللّهُـمَّ أَسْـلَمْتُ نَفْـسي إِلَـيْكَ، وَفَوَّضْـتُ أَمْـري إِلَـيْكَ، وَوَجَّـهْتُ وَجْـهي إِلَـيْكَ، وَأَلْـجَـاْتُ ظَهـري إِلَـيْكَ، رَغْبَـةً وَرَهْـبَةً إِلَـيْكَ، لا مَلْجَـأَ وَلا مَنْـجـا مِنْـكَ إِلاّ إِلَـيْكَ، آمَنْـتُ بِكِتـابِكَ الّـذي أَنْزَلْـتَ وَبِنَبِـيِّـكَ الّـذي أَرْسَلْـت ” ثم غطَّ في نوم عميق إلى أن يحين أذان الفجر ليخرج إلى الصلاة ثم يعود ليفتح نافذته مستقبلا شعاع الشمس وتغريد الطيور ونسمات الصباح حاملة عبق الزهور..
    ~ * ~ * ~ * ~ * ~

التعليقات مغلقة.