رمضان الْـمُراقبة
محمد عبد المعز
…………….
للصوم، طبيعةٌ خاصة، ومُراقبةٌ من نوعٍ قَـلَّ نظيرُه، وزادَ تأثيرُه، لأنه بين العبدِ ورَبِّه، ولأننا مُراقِبون ومُراقَبون، نَحْمِلُ هَمَّاً كبيراً، ونشعرُ بضيق، في مُعظم أوقاتنا، ويَتَّهِمُ بعضُنا بعضاً، وكأننا ملائكةٌ لا يعصون اللهَ ما أمرَهم، ويفعلون ما يؤمرون…!
الرقابة مهمة جداً في حياتنا، في زمانها، ومكانها، ولأنفسِنا قبل غيرِنا، فمَنْ راقبَ الناسَ ماتَ هماً، وعلينا مُراقبة الله، فلا يرانا على معصية، ولا نقولُ إلا ما يُرضيه عنا، ولا نفعلُ إلا ما أمرنا به، ولا نعملُ إلا ما كان لوجه اللهِ الكريم خالِصاً، سائلين اللهَ القبول، والسداد، والتوفيق.
مُراقبة الله، كفيلةٌ بالقضاءِ على الفَساد، لو طبَّقناها، وحاكَمنا الْـمُفسدين، بالقانون العادِل، وأغلقنا أبوابَ الإفساد، من غشِ، وتدليسٍ، وكذب، وافتِراء، ورشى، وغيرها… “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون”… الروم: 41.
أما رقابة مَنْ دخل ومَنْ خرجت، ومَنْ تزوج ومَنْ طُلِّقت، ومَنْ مرض ومَنْ شُفيت، فلابد من الكفِّ عنها، فوراً، والفرقُ بين الوِد والْـمُراقبة كبير، والزيارة والتجسس كذلك، وتفقُّد أحوالِ الناس، والتطفُّل عليهم، خصوصاً في شهر الْـمُراقبة والْـمُحاسبة، خوفاً من الرَّقيبِ الحسيب.
رمضان، يؤسِّسُ لإنسانٍ فاضِل، يُراقِبُ الله، في كل ما يقولُ ويدَع، ويُخْلِصُ له، أملاً في الخلاصِ من أزماته، وحل مُشكلاته، وغفران ذنوبه، وستر عيوبه، فراقِبوا مولاكم، وتمسَّكوا بطوقِ نجاتِكم، وصِلوا وتواصَلوا، وعلى اللهِ توكَّلوا… “إن الله كان عليكم رقيباً”.
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.