حب علي سطح المنزل… عبدالصاحب أبراهيم أميرى
قصة قصيرة.. حب على سطح المنزل
عبد الصاحب إبراهيم أميري
،،،،،،،،،،،،
جلست اتصفح البوم طفولتي. واسترجع اصدقائي، وتلك الأيام الساخنة بالحب وآلوفاء والتضحية والايمان، أيام الطفولة، أو كما تسمى ايام الأبيض والأسود. فالصور الملونه لم تظهر الا أوائل السبعينات،، وإذا بي بصفحة او صور سامي،
بداية معرفتي به كان عام1960 ومن يومها لم نختلف حتى يومنا هذا،
سرحت مع نفسي ونسيت تماما بانني اعيش في القرن الثاني والعشرين،. أتاني سامي يوما شابا مرحا لا تفارق الابتسامة شفتيه، يضحك للحياة ولا يهتم لمذاقها المر القاتل، مع انه كان يتيم الأب و في الرابعة عشر، يشكو من ضربة شديدة على عينه اليمني، ازرقت أطرافها. وهي تصرخ اعتدوا علي ، يبدو أنه دخل في شجار خاسر . سألته عما حدث له. تلعثم ولم يجب إجابة واحده. الا انه اخذني معه للسوق واقتنى نظارة سوداء. تخفي آثار الضربة
-ها اشلونه عيني، خوب ما تبين إني مضروب،
خرجت كلمة مضروب دون ارادته، أردت أن اسأله عما حدث له تلعثم، وخطى خطوات طويلة، كي لا يواجهني
كانت محطتنا حديقة الأمة ، منتزه كبير ومكان مناسب للمطالعة، حيث أن بيوتنا في الستينيات، لم تجد فيها وسائل التبريد بهذا الشكل، وأن الحر قاتل في البصرة، و امكنة الدراسة،. كانت محدوده ، بثلاثة امكنة، حديقة الأمة صباحا، وشارع الكويت مساء، يفترش الطلبة شارع الكويت، بابسطة خفيفة قد تكون أكثر الأحيان حصران (ومفردها حصيرة،) وشربت ماء، وتجمع غفير للطلبة، وقبل الغروب بساعتين اسطح المنازل،
اخذت كتابي وبدات بحفظ المادة، ،اسير ذهابا وايابا، لتدخل في ذاكرتي، لأن غدا علي ان ارد عن أسئلة مدرس مادة التأريخ، لا يسأل اكثر من سؤالين ويطلب كل التفاصيل، رفعت عيني من الكتاب لاستنشق قليلا من الماء، وأبدأ الجولة الثانية من الحفظ، التقت عينيي بعيون سامي الذي بات مذهولا يراقبني، طويت كتابي واتجهت اليه، أسأل عما به، انفجر غاضبا
- اهذه هي اصول الصداقة
-ان أخطأت بحقك ذكرني
-لم لم تصر علي وتطلب مني أن اشرح لك عما حل بي
-اعتقدت بانك تريد أن تخفي عني الحكاية - انت الوحيد الذي استطيع ان ابوح له بما عندي، وأن ما حدث لا يمكن باي شكل من الأشكال ان يبقى في صدري وإلا ساختنق
-قل ياصديقي ماذا جرى لك
مسح ذهوله بكم ثيابه عن وجه الباسم، فعادت اساريره تتفتح،
-اخذت كتابي لاقرا شيئا، اذ طلبت امي، وقد أنهكها التعب مساعدتها في نشر ثياب الغسيل على سطح منزلنا، ارتضيت مسرورا، حملت الملابس، وكتابي، لانفذ طلب امي، واقرا فالشمس ساتختفي عن قريب،
بدأت بنشر الثياب وتوصيات امي لا تنقطع
-جفف الثياب قبل نشرها
-لا ترميها على الحبل كما هي ، حاول أن تفتح طياتها
-“ثبتها على الحبل، كي لا تأخذها الرياح
نفذت كل الوصايا كما طلبت،
صوت قهقهت علت من بيت إحدى البيوت
نظرت يمينا وشمالا متفحصاوسرحت اقرأ بصوت عال، أعلى بكثير من صوت الرياح وهي تحرك الثياب
حجرة صغيرة وقعت على كتابي ، بدأت أبحث عن الفاعل حتى ارتضيت أنها من قبل الرياح. الا ان القهقه علت من جديد،، فتاكدت أنها من فعل فاعل
-من يمزح معي
لم أجد ردا، أردت أن أعود ادراجي لتحت، ناداني صوت بنت رقيقة باسمي
-“سامي
حركت الثياب كي لاتكون لي سدا لي سدا في البحث، فإذا هي جارتنا فتاة صغيرة لا يزيد عمرها عن الثالثة عشر ربيعا،
-هاي اني سعاد
سرح سامي تماما في المشهد كأنه تركني والتصق بسعاد
-ماذا حل بك عزيزي سامي
-لو ادري زين
-اشلونك سعاد
-شايفني من قبل
-ما ادري
-اني اخت صديقَك فاضل
-اخت فاضل
وانتهى اللقاء، اختفت سعاد، انتظرت طويلا وطال الانتظار حتى ودعت الشمس بالكامل - وماذا بعد ياسامي
-“ارسلت لي رسالة ارفقتها بحجر ورميتها صوبي، فتحتها واضطرب قلبي ، أعلنت لي حبها، فكان لابد من أن ارد عليها، وبعدها اختفت
حتى صادفت يوما صديقي فاضل، اقتربت كي اسلم عليه، وقع علي ضربا وهو يصرخ
-بعد ما اريد اشوفك
-الحب شيء عجيب يا اخي تصور يوميا يجب أن أزور السطح، وارمي نظرة صوب سطح سعاد، وأنهم من يوم الحادث، انتقلوا من هنا،
رن هاتفي النقال، جةحملته واذا بالصوت كأنه صوت سامي
-عمي انا ابن سامي، ابي اصيب بجلطة دماغية، اسرع ياعم ، غلقت الألبوم وعدت لعالمي، واسرعت لأرى ماذا حل بصديق، وقررت ان اكتب قصتة،
حب على سطح المنزل النهاية
عبد الصاحب إبراهيم أميري
التعليقات مغلقة.