في جهاد الصحابة الحلقة الخامسة والستون بعد المائة” سعد بن عبادة “حامل راية الأنصار 3…مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي سـالم
الحلقة الخامسة والستون بعد المائة.. سعد بن عبادة.. (حامل رايةالأنصار) – 3
مقدمة للحلقة.. عن روايته الحديث.. فقد روى عن سعد بن عبادة ابن عباس وغيره.. من حديثه أَن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: “مَا منْ رَجُل تَعَلَّمَ القُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ إِلَّا لَقِيَ اللهَ وَهُوَ أَجْذَمُ وَمَا مِنْ أَمِيرِ عَشْرَةٍ إِلَّا أَتَى يَوْمَ القِيَامَةِ مَغْلُولًا حَتَّى يُطْلِقَهُ العَدْل”.. حسبُ أسد الغابة.. وروى عنه بنوه: قيس وسعيد وإسحاق وحفيده شرحبيل بن سعيد. وروى عنه من الصّحابة أيضًا ابن عبّاس وأبو أمامة بن سَهْل وأرسل عنه الحسن وعيسى بن فائِد حسب الإصابة في تمييز الصحابة..
سادسا.. دعاء النبي لسعد بن عبادة.. بقية..
روى أبو يعلى من حديث جابر قال: قال رسول الله: عن عبد الله بن حرام وسعد بن عبادة”.. نكمل..
قال أبو عمر.. وإليهما أرسل رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم الخندق يشاورهما فيما أراد أن يُعطيه يومئذ عُيينة بن حصن من تمر المدينة وذلك أنه اراد أن يعطيه يومئذ ثلث أثمار المدينة لينصرف بمن معه من غطفان ويخذل الأحزاب.. فأبى عُيينة إلا أن يأخذ نصف التمر.. فأرسل رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة دون سائر الأنصار.. لأنهما كانا سيّديْ قومهما.. كان سَعْدُ بن معاذ سيدًا لأوّسِ وسعد بن عُبادة سيّدًا لخرزج فشاورهما في ذلك.. فقالا: يا رسول الله.. إن كنت أمَرْتَ بشيء فافعله وامْض له وإن كان غَيْر ذلك فوالله لا نعطيهم إلا السّيف..
فقال رسولُ الله: ”لِم أَومَر بِشَيْءٍ وَلَوْ أُمِرْتُ بِشَيْءٍ مَا شَاوَرْتُكُمَا وَإِنَّمَا هُوَ رَأْيٌ أَعْرِضُهُ عَلَيْكُمَا”..
فقالا: والله يا رسول الله ما طمعوا بذلك منّا قطّ في الجاهليّة فكيف اليوم.؟ وقد هدانا الله بك وأكرمنا وأعزّنا.. والله لا نعطيهم إلا السَّيف.. فسُرّ بذلك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ودعا لهما.. وقال لعيينة بن حصن ومن معه: “ارجعوا فليس بيننا وبنيكم إلا السّيف” ورفع بها صوته.. (منقول)
سابعا.. في يوم البيعة لأبي بكر..
- روى محمد بن عمر قال: حدثني مَعْمر إلى ابن عبّاس.. عن عمر بن الخطّاب.. أنّ الأنصار حين تَوَفّى الله نبيّه صَلَّى الله عليه وسلم اجتمعوا في سَقِيفة بني سَاعِدة ومعهم سعد بن عُبادة.. فتشاورَوا في البيعة له.. فبلغ الخبر أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.. فخرجا حتى أتياهم ومعهما ناس من المهاجرين.. فجرى بينهم وبين الأنصار كلامٌ ومحاورة في بَيْعَة لسعد بن عُبادة.. فقام خطيب الأنصار فقال: أنا جُذَيلها المحكَّك وعُذيقها المرجَّب.. منّا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش..فكثر اللّغط وارتفعت الأصوات..
فقال عمر: فقلتُ لأبي بكر: ابْسُطْ يَدَك.. فبسطَ يده فبايعتُه وبايعه المهاجرون وبايعه الأنصار ونَزَوْنا على سعد بن عبادة.. وكان مُزَمّلًا بين ظَهْرانَيْهم.. فقلت: ما له؟ فقالوا: وَجِعٌ.. قال قائل منهم: قتلتم سعدًا.؟ فقلت قَتل الله سعدًا.. إنّا والله ما وجدنا فيما حَضَرَنا من أمرِنا أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارَقْنا القومَ ولم تكن بَيْعة أن يبايعوا بعدنَا.. فإمّا أن نُبايعهم على ما لا نرضَى وإمّا أن نُخالفَهُم فيكون فسادًا.. - أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني محمّد بن صالح عن الزبير بن المنذر بن أبي أُسيد الساعديّ أنّ أبا بكر بعث إلى سعد بن عبادة.. أن أقْبِلْ فبايِعْ.. فقد بايع الناس وبايع قومك.. فقال: لا والله لا أبايع حتى أُراميكم بما في كِنَانتي وأُقاتلكم بمن تبعني من قومي وعشيرتي.. فلمّا جاء الخبر إلى أبي بكر قال بشير بن سعد: يا خليفة رسول الله إنّه قد أبَى ولَجّ وليس بمبايعكم أو يُقْتَلَ.. ولن يُقْتَلَ حتى يُقْتَلَ معه ولده وعشيرته.. ولن يُقْتَلوا حتى تُقْتَلَ الخزرج.. ولن تُقْتَلَ الخزرج حتى تُقْتَلَ الأوس.. فلا تُحَرّكوه فقد استقام لكم الأمر.. فإنّه ليس بضارِّكم إنّما هو رجل وَحْدَهُ ما تُرِك.. فقبل أبو بكر نصيحة بشير فترك سعدًا.. فلمّا ولي عمر لقيه ذات يومٍ في طريق المدينة
- فقال: إيه يا سعد! فقال سعد: إيه يا عمر! فقال عمر: أنت صاحب ما أنت صاحبه؟ فقال سعد: نعم أنا ذاك وقد أفْضَى إليك هذا الأمر.. كان والله صاحبك أحبّ إلينا منك.. وقد والله أصبحتُ كارهًا لجوارك..
- فقال عمر: إنّه من كَرِهَ جوارَ جاره تحوّل عنه.. فقال سعد: أما إني غير مُسْتَنسئ بذلك وأنا متحوّل إلى جوار مَن هو خير منك.. قال فلم يلبث إلاّ قليلًا حتى خرج مهاجرًا إلى الشأم في أول خلافة عمر بن الخطّاب فمات بحوران.. حسب الطبقات الكبير.. ( والرواية فيها ما لا يصح عن الصحابيين لكننا نسوقها للتحقيق)
ثامنا.. في يوم فتح مكة.. كانت رايةُ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم الفتح بيد سَعْد بن عبادة فلما مرّ بها على أبي سفيان ـ وكان قد أسلم أبو سفيان ـ قال سعد إذ نظر إليه: اليوم يوم الملحمة. اليوم تستحل المحرمة.. اليوم أذلَّ الله قريشًا.. فأقبل رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم في كتيبة الأنصار حتى إذا حاذَى أبا سفيان ناداه: يا رسول الله.. أمرْتَ بقتْل قومك؟ فإِنه زعم سعد ومن معه حين مرَّ بنا أنه قاتلنا.. وقال: اليوم يوم الملحمة.. اليوم تستحل المحرمة اليوم أذلّ الله قريشًا.. وإني أنشدك الله في قومك فأنت أبرُّ الناس وأرحَمُهم وأوصلهم.. وقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله والله ما نأمَن من سعد أن تكون منه في قريش صَوْلةٌ.. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
” لَا يَا أَبَا سُفْيَانُ.. الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَرْحَمَةِ.. الْيَوْمَ أَعَزَ اللَّهُ قُرَيْشًا”..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.