رمضان النور
محمد عبد المعز
…………….
لأنه نورُ السماواتِ والأرض، فضَّلَ اللهُ بعضَ الشهورِ على بعض، وبعضَ الأيامِ على بعض، وبعضَ الأماكنِ على بعض، وبعضَ الأزمنةِ على بعض، ليلحقَ المسلمُ بكل خير، ويكفَّ عن كل شَر، ويعوِّضَ ما فاته، ولا ييأس، ولا يقنط… “إنه لا ييأسُ من روح اللهِ إلا القومُ الكافِرون”.
ورمضان نورٌ كله، في صيامِه وقيامِه، وصلاته وركوعه وسجوده، وطاعاته، ورحماته التي تتنزَّلُ على عِباد الله، إن اسْتشعروها، واسْتحضروها، ورحموا وتراحَموا، وعاونوا وتعاونوا، ووصلوا وتواصلوا، وأخلصوا لله، كي يتقبَّلَ منهم، ويصلحَ ذاتَ بينهم.
رمضان نورٌ للسالِكين، وهدى للعالمين، وأملٌ لليائسين والبائسين، فيه يشعرُ المسلمُ بالجائعين، والمشرَّدين، واللاجئين، والثكالى والأرامل والمسجونين، ومَنْ يفترشون الأرضَ ويلتحفون السَّماء، وفيه يتقرَّبُ إلى مولاه، ويقتفي أثَرَ رسولِ الله… “وتعاونوا على البِـرِّ والتقوى ولا تتعاونوا على الإثم والعدوان”.
نورُ رمضان، يكفي العام، بل العُمر كله، إن تمثَّـلناه، وعملنا به وله، وراعينا اللهَ في أقوالنا، وأفعالنا، وأعمالنا، بل وفي صمتنا عمَّن يُسيء إلينا، أو إلى غيرنا، لأن الصيامَ ليس عن الطعام والشراب فقط، بل عن الغيبة والنميمة، وأعراض الناس، والفساد والإفساد في الأرض.
ما أبهى نور رمضان، وسط ظُـلماتٍ بعضُها فوقَ بعض، نُعانيها، وتُرهاتٍ لا حَصْرَ لها نتوهُ ونتيهُ فيها، وفِتَنٍ كقطِـعِ الليل، تدعُ الحليمَ حيران، وتُبعِدُ الإنسانَ عن أخيه الإنسان، وتُغرقُ المسلمين في بُحورِ الجهل والعداوة والبغضاء، فانعموا بالنور، وبسورة النور، وثِقوا في رحمةِ العزيز الغفور.
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.