موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

حكاية لك ولطفلك “لارا والرسائل المنسية”… سامى حنا

164

حكاية لك ولطفلك “لارا والرسائل المنسية

بقلم سامى حنا


راحت الزهور والعصافير تقرع زجاج النافذة المجاورة لسرير لارا فاستيقظت على هذه النقرات الرقيقة ونظرت إلى إشراقة أول خيوط الضياء في أول يوم لها بعد عودتها إلى أرض الشوق من البلاد البعيدة التي سافرت إليها منذ نحو ثلاثين عاماً عندما كان عمرها تسعة عشر عاماً ، عادت لارا إلى نفس حجرتها القديمة بعد الغياب الطويل ، وجدت كل شيء في مكانه ، نفس السرير وقد ضاق بها ونفس لون الحوائط ونفس فازة الزهور ذات اللون الأرجواني .عندما فتحت أعينها لم تكد تصدق نفسها ، أهي مازالت تحلم أم هي بالفعل قد عادت إلى بيتها مرة أخرى بعد طول غياب ؟ وادركت أنها عادت عندما دخلت عليها امها حجرتها والابتسامة تملأ وجهها ، فهي لم تر أمها وأباها رؤية العين منذ أن سافرت إلى تلك البلاد البعيدة ، رأت ان الشعر الأبيض قد كلل رأس امها وأباها بالجمال . قامت وقبلت يد امها التي كانت قد احضرت لها فطاراً وشاياً باللبن كما كانت تعده لها قبل سفرها إلى تلك البلاد البعيدة .
تناولت افطارها في سريرها ونهضت فرحة بعودتها إلى بيتها مرة اخرى ولاحظت أن درج مكتبها لا يزال مغلقاً منذ أن تركته أخر مرة ، سألت امها عن المفتاح فقالت لها انه موجود في مكانه في الفازة الأرجوانية ، أخذت لارا المفتاح وفتحت درج المكتب واندهشت لوجود بعض الرسائل البريدية التي لم تفتح ، كانت كما هي منذ أن أحضرها ساعي البريد منذ نحو ثلاثين عاماً . امسكتها بشوق طافق وسألت نفسها يا ترى ماذا تحوي هذه الرسائل الخمس التي لم أقرأها من قبل ولماذا لم أقرأها آنذاك ؟؟ !!!!
امسكت بحزمة الرسائل وبكل شوق وترقب بدأت تفتح أول رسالة ، وقبل أن تفتحها تذكرت أن هذه الرسائل وصلتها في نفس يوم زفافها من زوجها فارس ، فانشغلت عن الرسائل قائلة لنفسها أنها سوف تقرأها فيما بعد ولكن الوقت أخذها ونسيت الرسائل وسافرت إلى تلك البلد البعيد على الجانب الأخر من البحر العظيم .
أمسكت أول رسالة وبكل شوق فتحتها وبدأت تقرأ : عزيزتي وأستاذتي لارا ، أنا باسم صديقك الصغير وتلميذك الحبيب وكنت أود أن آتي إليك لأحضر حفل زفافك ولكني الأن مريض وأرسل لك هذه الرسالة لتهنئتك بالزفاف السعيد ، فتقبلي مني كل المودة والحب وسوف أرسل لكِ هدية الزفاف عندنا أسترد صحتي ، وهديتي لكِ صنعتها بنفسي لأني احبك جداً أستاذتي الحبيبية ……… ، ثم فضت مظروف الرسالة الثانية وكانت من صديقة لها في بلدة مجاورة ، والثالثة من صديق أخر والرابعة من عمتها التي تسكن في بلدة بعيدة ولم تستطع الحضور ليلة زفافها .
راحت تفكر في الرسالة الأولى وتحاول أن تتذكر وجه هذا الطفل الذي أرسلها ، ولكن هيهات أن تتذكر ملامحه ، وفجأة سمعت طرقات على الباب الخارجي للمنزل وسمعت صوت شاب يسأل عنها بحميمية واشتياق .
قامت وارتدت ملابسها بعجالة وخرجت لاستقبال هذا الطارق الذي يسأل عنها بكل هذا الحب فرأت شاباً وسيماً عيناه تلمعان ببريق وشوق وفي يده لفافة وفي اليد الأخرى صحبة زهور وتقدم نحوها ، وقبل أن يفتح فاه ويتحدث ، مرت لحظات تذكرت فيها أحلى أيامها عندما كانت معلمة في مدرسة البلدة الابتدائية ، وكان باسم تلميذها اللطيف ، وركضت نحوه واحتضنته واسرع هو بتقبيل جبينها ، وقال أنه عرف من الجيران انها أتت من سفرها البعيد ، وجاء هذا الصباح ليسلم عليها ويعطيها الهدية التي لم تتسلمها منه حينما أرسل لها هذه الرسالة التي قرأتها بعد ثلاثين عاماً ، أخذت منه صحبة الزهور ووضعتها في الفازة الأرجوانية وفضت غلاف الهدية لترى سفينة خشبية صنعها باسم وهو طفل خصيصاً ليهديها لها ولكنها سافرت قبل أن يعطيها لها ، واحتفظ بها حتى هذه اللحظة ، كانت هذه السفينة قطعة فنية رائعة مازالت زاهية الألوان رغم كل هذه السنين ، ومازالت أيضاً تحتفظ برائحة المحبة والأشواق .

التعليقات مغلقة.