موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مقتطف من رواية اسم حركي ” المؤدلج لا مبدأ له “

275

مقتطف من رواية اسم حركي ” المؤدلج لا مبدأ له “

محمود حمدون

الناشر : مركز الحضارة العربية – الكيت كات – القاهرة .

” المؤدلج لا مبدأ له ” عبارة سمعها ” مصطفى ” بطل هذه الرواية , من مار مجهول , فتبعه , وسمعتها أنا منه ذات ليلة بالمقهى فتتبعته أنا , قلبت حياته , من وراءه سرت لعلي أعرف ما لم أعرفه عنه و عن حياتي نفسها .

تحيّرت في شخصيته , بل في شخصياته المتعددة , أعرفه بعض الشيء , أجهل عنه كل شيء , لكن بقي القول أن حياته كانت سلسلة من الوثبات , القفز بين أكمّة المجتمع , الغوص في كوامنه , الانغماس في مجاهله , التلصص على تلك الفواصل التي تربط بين أجزائه المختلفة .

جميل أن تدرك إلى أين تمضي , لكن الأجمل أن تختر طريقك منفرداً وحدك , أن تعي أن الأرض التي تسير عليها صلبة , و أن رخاوتها أحيانا مرجعها ترددك أنت .

===

أنا ” مصطفى ” , رجاء لا تعيروا هذا الاسم أهمية , هو مجرد اسم , أو كُنية أو رمز يدل على وجودي كما يشير رقم الهاتف إلى صاحبه ,

بشكل واقعي ليست هذه قصة حياتي , أو رواية لملخّص وقائع بعينها, لكنها سلسلة من الحوادث التي تبدأ و تنتهي عند لحظة زمنية محددة.

كومة من أوراق بيضاء , بضعة أقلام ” جافة ” ثم تعليمة أكثر جفافاً صدرت من المحقق , أكتب كل شيء , دوّن ما قلته بلسانك و همست به برموش عينيك , ما باح به صدرك ووشى به خاطرك , كان يصدر أوامره , و عيناه مصوّبة كبندقية آلية تعرف طريقها لهدفها ,

الغريب أن ثباتاً و هدوءً أحاطا بيّ من أول اليوم , إن شئت الدقة منذ فترة طويلة , حينما أيقنت أن الأقدام التي تعسُّ ورائي كثُرت , أن نبؤه ” مينا ” و من قبله ” أمي ” رحمها الله توشك أن تتحقق .. أن نهايتي أسرع مما أتوقع .!

لكن لمَ ؟ لم أفعل شيئاً يضّر أحد , و إن كان ضررًا فقد وقع على كتفي و كاهلي أنا , ثم ما الخطأ فيما فعلت؟

مجنون , تافه , بلا مبدأ , فوضوي … تهم راجت عنيّ , بدأت تُقال من وراء ظهري ثم بمرور الوقت كنت أسمعها بأذني , آلمتني في البداية , أعترف بهذا , خاصة عندما يقولها القريب أو الصديق , كنت أندفع إليهم , أقسم بأغلظ الأيمان , أحلف لهم برؤوس الراحلين من الأحبّة أن طريقي لا يختلف عن طريقهم , فكان العجب بداية ثم النفور , ثم كراهية تصل للقطيعة .

تسير حياتي على وتيرة واحدة , أقرب لروتين وظيفي , رغم ذلك , لا تخلو يومياً من مغامرة هنا أو هناك , الدهشة رفيقتي طول الوقت , عندما أصف نفسي أجدني : شخص يعيش على حد الكفاف المجتمعي , أقصد أحيا على هامش كل شيء , أتأرجح بين اليقين و الشك طوال الوقت و إن كنت أُجزم أن طبيعتي تميل للريبة , ربما بحكم النشأة أو لعلّة أصبت بها دون خلق الله .

أتوغل برفق , بإرادتي أنغمس حتى أصل للقاع , حتى تلامس قدمي أرضًا صلبة فأثني ركبتيّ ثم أقفز لأعلى , أو ربما أنغرس في أرض رخوة تكاد روحي تخرج حينما أجاهد للفرار .

===

بصوت عذب لا يتفق مع مهنته ردّ ” المحقق ” : لا يعرف الحقيقة إلاّ من اقترب منها أو عايشها , فرؤية الحدث من بعيد ربما تجعلك ملمّا بالصورة بكاملها , لكن الاستغراق فيها شيء آخر .

= صدقت , هذا ما فعلته , لا أجد حرجًا من التصريح بهذا , بل و الدفاع باستماتة عنه.

ساعات طويلة , أجلس أمام المحقق , أعرف منذ بعيد أن اللحظة ستأتي حتمًا , من لم يمثُل لتحقيق ما لا يمكن أن يكون مواطنًا بهذا البلد ! ليس إقلالاً من قدر أحد أو انتقاصًا .. من قيمته أزعم أن شخصية المحقق لطيفة , مرح , لكن ! لا يعنيني إن تصنّع ذلك , فدفء الحوار , جعلني أسترسل دون تحفظ , تحرّرت من كل قيد .

قبيل استدعائي بفترة طويلة , توقعت حدوث ذلك , رسمت ” إستراتيجية ” محددة , الصراحة المطلقة , بل تلك التي تصل لحد الوقاحة في الكلام , ألاّ أدع للمحقق فرصة للهجوم بل أباغته أنا بالاسترسال و الاستفاضة , أن أقارعه المعلومة بأخرى , أن أفحمه قدر استطاعتي , أن أربكه .. فيقيني أنه يسعى ورائي منذ زمن .. لذا فقد عزمت حين ولجت طريقي المتشعب هذا ألاّ أدع لغيري فرصة اصطياد خطأ ليّ , فالخطيئة أن تترك خلفك نقطة ضعف لك ..

أمر بالمقابر في غدوي و رجوعي , مرور المضطر أحيانا هربًا من الزحام , أو التفافًا خلف كمين ” للمرور ” غير مستحب مواجهته , و ربما تسوقني قدماي دون وعي لاختراق طريق المقابر , ثم أجدني أقرأ بسري ” الفاتحة ” تلقائياً لأبويّ , ثم لموتانا جميعًا ..

أول أمس , توقفت يمين الطريق , منعطف صغير بجواره سلم حجري متهدم , يصل لمدخل جنوبي للمقابر , لا أعرف الطريق إن سألني أحد , لكن بلا وعي أسير عبر دروب و ممرات ترابية , حتى أصل لتلك الشجرة العظيمة وارفة الظلال ,, عندها جهة اليمين أنعطف منحدراً حتى أصل لمنتهاي .. قرأت ما تيسّر من آيات الذكر الحكيم .

” صعب يا ولدي أن تحيا بأكثر من وجه ” التزم الصدق لا غيره تنجو بحياتك من أي مصاعب .. كلمات أمي تذكرتها , تُرى من المخطئ أنا أم أنتما ؟ من سار على درب واحد راجيًا أن يصل لغاية مأمولة ؟ فهل وصلتما ؟

التعليقات مغلقة.