اللهجات العامية بصمات الشعوب الوراثية
د. وجيهة السطل
تلخص اللهجة العامية في كل بلد من البلاد العربية تاريخ البلد وبصمته الوراثية التاريخية والحضارية – إن صح التعبير -.ففي العامية السورية كثير من السريانية والآرامية والتركية وقليل من الفرنسية مثل (شوب/حر .روب /فستان. فراندا/الشرفة. شيزلونج/الكرسي العريض الطويل المنخفض. ) المنقولة عن الفرنسية . وفي اللهجة العامية المصرية كثير من الجذور الفرعونية واليونانية والفرنسية(ميرسي/شكرًا وقليل من الانجليزية(بلكونة/شرفة). أما لهجة شمال أفريقيا والمغرب العربي فقد تأثرت بالأمازيغية ألفاظًا أو في نبرات الصوت .ولو دققنا في كلامهم لوجدنا معظمه لغة عربية، ولكن مواضع النبر في مقاطع الكلمة صوتيًّا، يختلف عنها في لهجات المشرق ، فنحسها غريبة علينا.ولو استمعنا إليها كثيرًا لفهمناها بلا ترجمة .
وبالطبع أنا لا أقصد باللهجة اللغة المحكية في هذه الأيام لشباب الجيل المعاصر من سن ثلاث عشرة سنة حتى سن العشرين . تلك التي صارت خليطًا منحوتًا من الانجليزية على أوزان اللغة العربية .ولا أستطيع أن أسميها تعريبًا ،كما حدث حين نقلت العربية عن السريانية والفارسية والهندية واللاتينية في عصر النهضة الأول زمن المأمون .لأن أولئك لم يكن لديهم بدائل في المرحلة الأولى .وحين استقرت العلوم ،ودرسوها ،وفاقوها، أوجدوا بدائل عربية لتلك المسميات المنحوتة .
تحياتي لكل من يتصدى للتغريب.ولا أقصد بالتغريب الحديث بلغة أجنبية خالصة أيا كانت حسب اختيار دارسها.
أحترم كل متقن للغة أجنبية، لأن ذلك ضروري للمزيد من العلم،والتعامل مع مستجدات العصر.وهي تفتح آفاق المعرفة والثقافة عند متقنها.
لكنني أرفض الخلط في الحديث بين اللغة العربية واللغات الأجنبية. وهو ما أسميته التغريب.وأرجو من المتحدث فقط أن يفصل في الحديث بين لغته العربية، وبين اللغة التي أتقنها.يعني أرفض مثلا: (بعرف أهاندل*أموري). (خليك ريلاكس) وما شاكلها.
الحديث ذوشجون تدخلنا في التاريخ ،والسياسة والاستعمار الحديث وحروب الجيل الرابع أليكترونيًّا .
لاحرمنا الله من ومضات لغتنا المبدعة ، وقد بتنا بحبنا لها – والحمد لله – كالقابض على الجمر
تحياتي لكل من يدرك أن لغته تمثل هويته ،فيعمل على نشر اللغة العربية واحترامها .
التعليقات مغلقة.