هل يعقل الخوف لسان الشاعر… نادي جاد
هل يعقل الخوف لسان الشاعر… نادي جاد
كان حافظ إبراهيم لسان مصر ضد طغيان الإنجليز وفساد القصر ..كتب عشرات القصائد خاصة بعد أن فصل من الجيش وعاد من السودان الى القاهرة واصبح بلا مورد رزق حتى أنه اضطر كما يقول د على الحديدي أن يذهب إلى محمود سامي البارودي يطلب بعضا من المال
في سنة ١٩١١ عينه مدحت باشا ناظر المعارف موظفا في دار الكتب ..سجنته الوظيفة أو بمعنى اصح الخوف من فقدانها والعودة إلى حياة التشرد والفاقة فكف عن كتابة الشعر المحرض أو نسب ما كتب إلى غيره أو تركه دون صاحب ومثال ذلك القصيدة التى كتبها سنة ١٩١٩ يصف فيها اول مظاهرة نسائية تندد بالاستثمار وتطالب بالاستقلال وأولها:
خرج الغواني يحتججن ورحت ارقب جمعهن
وقصيدته التي قالها في هجاء صدقي باشا بعد إلغاء دستور ١٩٣٠ ويقول في مطلعها :
قد مر عام يا سعاد وعام. وابن الكنانة في حماه يضام
وهكذا كانت فترة توظيفه من عام ١٩١١ إلى عام ١٩٣٢ وهو عام تقاعده وعام وفاته أيضا فترة ضائعة في مسيرته الشعرية
فماذاةقال النقاد عن هذه الفترة؟
يقول الدكتور طه حسين في كتابه حافظ وشوقي: ” اضطر حافظ إلى الصمت ، ليت حافظا لم يوظف قط…لقد صمت حافظ ثلث عمره وخسرت مصر شاعرا عظيما”
وقد كتب خليل مطران يخاطب حافظا بعد خروجه إلى المعاش :
حبست على الوظيفة منك نورا
تفقده الحمى والليل غاش
ويقول دكتور احمد أمين معلقا على صمت حافظ :
” كانت هذه الفترة في حياته – وما اطولها- فترة نضوب في شعره وجمود في قريحته إلا نادرا”
ويقول طاهر الطناحي ” كسب حافظ الوظيفة وخسر نفسه فخسره الشعر “
التعليقات مغلقة.