موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

تجريفات مصر الرعوية …د.أحمد دبيان.

262

تجريفات مصر الرعوية …د.أحمد دبيان.

قدر حضارة النهر أينما تكون أن تكون مطمعا لهجمات التصحر، وقد تعرضت مصر كحضارة نهر على مدار تاريخها لهجمات رعوية عديدة.

ترجع بداياتها فى التاريخ المدون لفترة الاكتساح الرعوى الهكسوسى
الاستيطاني ، والذى وان أتى بثقافة رعوية الا انه انبهر بحضارة وآلهة المصريين ، والتحف بحضارتهم مع العمد لخلخلة بنيويتها واعلاء شأن الآلهة الأدنى مثل ست ونفتيس لضرب مكانة ثالوث أوزيريس إيزيس حورس وما يضفيه من روح التضحية والكفاح والتوقد.

لم يُضِف ْ كثيراً اللهم الا انكفاء المصريين على ذواتهم ونقدهم القاسى لمكامن القوة والضعف لديهم والتى تبلورت ،بإنتهاجهم تكنولوجيا التفوق والاكتساح لدى العدو ، وإنتاجهم العجلات الحربية .

هذه الحضارة ظلت مستمرة بمكامن قوتها وبمنظومتها الثلاثية

فرعون – كهنة وعقيدة – جيش وشعب

كانت للعقيدة الوسطية لعبادة آمون والتى استوعبت التعددية الثقافية والروحية للمصريين ابرز الأثر فى التعايش و التماسك بنسيج متوازن وبهارمونية حوار متفرد نادراً ما حظيت به حضارة من الحضارات القديمة .

هنا نلاحظ معادلة تكاد تكون ثابته ،فى التاريخ المصرى ،دائماً ما يعقب كل فرعون نهضوى يبنى منظومة الأمن القومى لمصر فرعون ظل ، يحاول البحث عن ذاته فيؤدى هذا لانفراط فى عقد أمن مصر القومى وتجريفها .

حدث التهديد التجريفى الاول حين اتى فرعون متطرف أشتط فى التأويل اللاهوتى ، وحاول ان يفرض تفسيره فى توحيد الاله ففرض عبادة آتون .

وهنا حدث الخلل فى منظومة ثالوث الحضارة .

كان الوهن والصراع والحرب الأهلية نتيجة حتمية والتى أدت الى ان تتعاور مصر سيوف البدو الرعاة وتآكلت أطراف الامبراطورية وكان الوهن والانهيار واحتاج الامر جهد جبار من حور محب حتى استطاع ان يعيد التوازن الإمبراطوري .

التجريف الثانى فى التاريخ المصرى وكان ايضاً بهجوم رعوى استلابى وبفرعون متمصر خلف فرعون مملوكى متمصر آخر حاول تأمين تجارة مصر وثرواتها وتعطيل مشروع الالتفاف على موقع مصر التاريخي (رأس الرجاء الصالح )
(خاير بك )( خائن بك ) والذى التحف بالسهوب الوسطى حين اتى سليم العابس ، واكتسح دولة المماليك ، فسقطت مصر تحت براثن الهجوم الهكسوسى الثانى .

قام الغزو العثمانى الاستلابى بتهجيره القسرى للحرفيين والصناع والعلماء من القاهرة للآستانة ليجرف مصر من وعائها الثقافى وقوتها الحقيقية ويصنع على انقاضها حضارته الرعوية والتى اقتصر إسهامها الحضارى على الدم والالم والمذابح والنهب المنتظم .

التجريفة الثالثة حدثت فى عهد الوالى عباس الاول ،او الحاج عباس الاول ذو الهوى الوهابى وتعطيله للبعثات العلمية واضطهاده للعلم والعلماء بعد النهضة العلمية التى اصطنعها جده قبل رضوخه للقوى الكبرى .
الحاج عباس الاول كما اطلق على نفسه افرد عمودا لابن محمد بن عبد الوهاب ليدرس به المذهب الوهابى فى الازهر .

التجريفة الرابعة حدثت بعد ١٩٧٤ فى عهد الرئيس السادات والذى اطلق على نفسه المؤمن ، باطلاقه قوى الاسلام السياسى والوهابية ،وضربه للاقتصاد الانتاجى وترسيخه لقيم الاقتصاد الريعى ،وتشجيعه هجرة الكفاءات العلمية والحرفية والتقنية للخارج ،فى هجرات مؤقته او دائمه ، بعد الغائه دور الدولة فى استثمار كفاءاتها ومنتجها التقنى والعلمى ، الحصيلة الحقيقية لمجانية تعليم ثورة ٢٣يوليو ١٩٥٢.

فكان التجريف الرابع الأخطر ومتلازمات التطرف والعشوائية والتقزم والانحسار والذى نحيا آثاره حتى الْيَوْمَ .والذى كاد يقوض جغرافيتنا الاجتماعية و السياسية وامننا القومى التاريخي. ما يصبح التهديد الأكبر المدمر لثوابت الهوية وكينونتها مسلما اياها لدروب العبث و الضلال و التيه .

التعليقات مغلقة.