احتار دليلي الحلقة الخامسة والأخيرة بقلم سنية ابو النصر
لا تلومني علي مافعلت فهي أمي… وليس ككل الأمهات… ان شعرت بالبرد أري الغطاء يدفيني بدون طلب… وان أحسست بالجوع وجدت الطعام بفمي بدون رغبة… تبحث عن احتياجاتنا، وتكمل النواقص من ملبس ومأكل وغيره بدون أن نتفوه بكلمه … لا نراها أبدا تخطىء… فكيف أقبل هذا … من ذلك الرجل الذي تسلل الي قلبها وانتهز ضعفها وخطفها من بين أسرتها… أشعر بالضياع !…
كان ذلك الحديث مادار بيني وبين الصديق المجهول!… وتحدثت معه في كل الأمور… كان تقريبا من عمر أبي… فنصحني أن لا أفعل هذا أبدا وقال لي بأمانه… هناك أشياء قد حجب الله رؤيتها عنا حتي لا تؤذينا … فمثلا… لو رأيت الملائكة والجن والشياطين التي تتجول مع كل واحدا منا في منزله وغيره … لفكرتي ألف مرة قبل أن تتكلمي أو تفعلي شئ مخجل… لا يصح أبداً مطلقاً بأي حال من الأحوال…. التلصص عليها أو علي غيرها لأنها سوف تجلب لك التعاسة ان رأيتِ مالا تحبِ…احذري فهي أمك … المواجهة خير وسيلة… ربما سمعتي مايرضيكي
استجبت لنصيحته… وأحسست بالخجل وقتها…ذهبت اليها متلعثمة اللسان … تهرب الكلمات مني… أحاول تهذيب مفرداتي علي قدر المستطاع أسألها عن ذلك الرجل
فقالت بذهول والرعب قد رسم ملامحه علي وجهها
… انت سمعتي ايه…
_قلت لها باكية بل منهاره
_سمعتك ياماما وانت بتكلمي واحد في التليفون غير بابا… وكمان بتضحكي وتهرجي معاه…
أغلقت باب الغرفة وأجلستني بجوارها وهي تضم منكباي بمقابضها تخضخد بها جسدي … تسألني في توتر
_حد من أخواتك
عرف حاجة …
نهضت مستاءة أنفض زراعيها بقوة…
_هو دا كل اللي يهمك…
انت ازاي تعملي كدا… انا كل يوم بموت بسببك
ثم رأيت الدموع تنهار عل وجهها وفتحت الهاتف وأعطته لي وقالت
افتحي وشوفي اللي عايزة تشوفيه من تليفوني
انتبتني دهشة..ولكن لم أخجل فتحت الهاتف ودخلت مخبأها… وكانت الصدمة أكبر
هو دا اللي كنت بكلمة بالليل… عرفت من دا… طبعا ماتعرفيش هتعرفي منين وانت عمرك ماشفتيه… لان اتلفقت له تهمه وترمي في السجن ظلم من عمرك تقريباً… ودي كانت أول مشاكلي مع باباكي… ودلوقتي خرج… من حقي أطمن عليه ويطمن علي… واخفف عليه الظلم والهم الكبير اللي بقي فيه .. خبيت علشان اتحلف علي بطلاق لا أكلمه ولا حتي أذكر أسمه في البيت… بيكره بسبب ومن غير سبب … وعلشانكم قبلت
كلمته ليه…لأني بعتبر نفسي مطلقه من باباكم… ومبقاش يفرق معايا رضاه…
ليه ما قولتناش ياماما
أقولكم ايه… وأكسر نفسي ازاي قدامكم
شوفتي ازاي ظلمتيني
الأن فقط شعرت بالخطأ
وخجلت من نفسي وركعت أقبل يدها بدموعي أطلب منها السماح…
ومن وقتها علمت درسا لن أنساه أبداً…
نري أحياناً بعين شيطانية ونسوء الظن بأقرب مالنا…
مع تحياتي وتقديري
لكل من تابعني
سنية ابوالنصر
الي اللقاء في الجزء الثاني من أحتار دليلي… صابرين
التعليقات مغلقة.