بين مطرقة المديح وسندان التجريح…نقد مريح
بين مطرقة المديح وسندان التجريح…نقد مريح
مقالات بسن القلم : حسين الجندي
لا أحد يكره المديح بل المعظم يستعذبه…
وبالمقابل لا أحد يحب التجريح بل الكل يتألم منه…
وبينهما أمر مطلوب…
وهو النقد المريح!!
بلا مديح يكره الإنسان حياته وقد يفقد البعض ثقته في نفسه…
وبالتجريح يفقد الإنسان أعصابه وبوصلته…
ولكن!
ما حقيقة النقد المريح ؟
سؤال يفرضه وبإلحاح واقعنا الحالي وبشدة!
لماذا؟!
لأن حياتنا صارت مبنية على تواصل وهمي عبر الفضاء الأزرق لا نرى وجوه بعض…
مما جعل للكلمات ملامحَ وأجساما…
سلفا ذكرنا أن الإنسان لو خُيِّرَ بين أن يخطئ في المديح وبين أن يصيب في التجريح لاختار الأولى!
لأنها هي التي تُبْقي القلوب وتُمْسِك جدار الوصل الاجتماعي الآيل للسقوط قبل أن يقع!
ولكن!!!
إلى أي حد وإلى أي مدى؟!
هناك حقيقة لا أستطيع إخفاءها ولا أستطيع تجاهلها أو غض الطرف عنها…
لقد لاحظت على صفحات التواصل الاجتماعي كمَّا مهولا من التطرف في الأمرين!!!
فلا وسطية…
بل سيلا عرما من المجاملات والمداهنات والتملقات اللزجة المقيتة التي يصبها البعض على الآخرين من ذوي المكانة والوجاهة بمكان…
لغرض الاعتلاء والوصول ونيل ما لا يستحقون!
أو يغمرون بها أقرانهم طمعا في أن يعاملوهم بالمثل!
والبعض الآخر يتطرف إلى الجانب المقابل فيكيل النقد الهدام ويصب أبشع العبارات الجارحة لمن يناصبونهم العداء!!!
اختفت الوسطية والاعتدال في هذا الشأن إلا عند من رحمه الله…
لا تُزايِد في مدح ولا تَجْرَح في قدح…
هذا ولا وسطية مع من يتجرأ على الله عزوجل أو رسوله الكريم أو أي ثابت من الثوابت…
وأحيانا نمرُّ مرَّ الكرام فيما يستدعي الحالين!
فلإن مررْتَ صامتا وفي نفسك شيء قد يوجع خير من أن تضع بصمتك…
فالخروج الآمن هنا فوز لك وله…
وللحق:
كلمة الحق هي الأحق…
فإن كانت مديحا فنِعِمَّا هي…
وإن كانت قدحا فنِعِمَّا هي أيضا!
ولا عجب!!!
أليست حقا…
وفي الأخير…
كل إنسان أدرى بما يحقق المصلحة له ولغيره…
وهو أدرى بما يُبْقي النفوس ويحافظ على القلوب…
هذا إن أراد!!!
التعليقات مغلقة.