في جهاد الصحابة.. الحلقة ٢٠٦ أبو أيوب الأنصاري ” انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا ” 3
في جهاد الصحابة..
الحلقة السادسة بعد المائتين.. أبو أيوب الأنصاري.. ” انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا “.. 3
بقلم/ مجدي سـالم
فعليه نزل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في خروجه من بني عمرو بن عوف.. حين قدم المدينة مهاجرًا من مكَّة.. فلم يزَل عنده حتى بنى مسجِدَه في تلك السّنة.. وبنى مساكنه.. ثم انتقل صَلَّى الله عليه وسلم إلى مَسكنه.. وآخى رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم بينه وبين مصْعَب بن عُمير.. الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
خامسا: نكمل في روايته للحديث وبعض الأحاديث التي نقلها أبو أيوب الأنصاري:
- عن عمر بن ثابت بن الحارث الخزرجي.. عن أَبي أَيوب الأَنصاري.. أَنه حدثه أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال.. ” مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ.. كَانَ كَصِيَامِ الْدَّهْرِ”..
- عن محـمد بن كعب.. قال: كان أبو أيوب يخالف مروان.. فقال: ما يحملك على هذا؟
قال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الصلـوات.. فإن وافقته وافقناك وإن خالفته خالفناك.. - روى عنه من الصحابة ابن عباس.. وابن عمر.. والبراء بن عازب.. وأبو أمامة.. وزيد ابن خالد الجهني.. والمقدم بن معد يكرب.. وأنس بن مالك.. وجابر بن سمرة.. وعبد اللّه بن يزيد الخطمي؛ ومن التابعين: سعيد بن المسيب.. وعروة.. وسالم بن عبد اللّه.. وأبو سلمة.. وعطاء بن يسار.. وعطاء بن يزيد.. وغيرهم.. أسد الغابة..
- أخبرنا أبو معاوية الضرير وعبد الله بن نُمير قالا: أخبرنا الأعمش عن أبي ظَبْيان عن أشْياخِه عن أبي أيّوب الأنصاري.. أنّه خرج غازيًا في زمن معاوية رضي الله عنه.. قال: فمرض.. فلمّا ثقل قال لأصحابه:
…. إن أنا مِتّ فاحملوني.. فإذا صافَفْتُم العدوّ فادفنوني تحت أقدامكم.. وسأحدّثكم بحديث سمعته من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. لولا ما حضرني لم أحدّثكم.. سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: ” ” مَن مات لا يُشِرك بالله شيئًا دخل الجنّة”.. وبعد وفاته أنجز يزيد وصيّته ودفنه في قلب القسطنطينية.. كما سياتي..
سادسا: من دلائل تربيته في المدرسة المحمدية
- يروي الزهري.. عن سالم.. قال: أعرست.. فدعا أبي الناس.. فيهم أبو أيوب.. وقد ستروا بيتي بجنادي أخضر, فجاء أبو أيوب.. فطأطأ رأسه.. فنظر فإذا البيت مستتر.. فقال: يا عبد الله.. تسترون الجدر؟
فقال أبي واستحيا: غلبنا النساء يا أبا أيوب.. فقال: من خشيت أن تغلبه النساء.. فلم أخش أن يغلبنك.. لا أدخل لكم بيتًا.. ولا آكل لكم طعامًا.. - ويروي عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.. عن أبيه.. قال: انضم مركبنا إلى مركب أبي أيوب الأنصاري في البحر.. وكان معنا رجل مزاح.. فكان يقول لصاحب طعامنا: جزاك الله خيرًا وبرًّا.. فيغضب.. فقلنا لأبي أيوب: هنا من إذا قلنا له: جزاك الله خيرًا يغضب.. فقال: اقلبوه له.. فكنا نتحدث: إن من لم يصلحه الخير أصلحه الشر.. فقال له المزاح: جزاك الله شرًّا وعرًا.. فضحك.. وقال: ما تدع مزاحك.؟
سابعا:في جهاده واستشهاده رضي الله عنه
- شهد العقبة الثانية.. وروى إسماعيل بن إبراهيم الأسديّ عن أيّوب عن محمد قال: شهد أبو أيّوب بدرًا..
- ثمّ لم يتخلّف عن غَزاة للمسلمين إلا هو في أُخرى.. إلا عامًا واحدًا.. فإنّه استُعمِل على الجيش رجلٌ شابّ فقعد ذلك العام.. فجعل بعد ذاك العام يتلهّف ويقول: ما عليّ من استُعمل عليّ.. وما عليّ من استُعمل عليّ..
- فمرض وعلى الجيش يزيد بن معاوية.. فأتاه يعوده.. فقال: ما حاجتك.. قال: نعم حاجتي إذا أنا مِتّ فاركَبْ بي.. ثمّ سُغْ بي في أرض العدوّ ما وجدت مَساغًا.. فإذا لم تجد مساغًا فادفنّي ثمّ ارجِعْ..
- فلمّا مات أبو أيوب.. ركب به ثمّ سار به في أرض العدوّ وما وجد مساغًا ثمّ دفنه ثمّ رجع..
- قال وكان أبو أيّوب.. رحمة الله عليه يقول: قال الله تعالى..”انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا”.. (سورة التوبة: 41).. لا أجدني إلاّ خفيفًا وثقيلًا..
- أخبرنا عمرو بن عاصم قال: أخبرنا همّام عن عاصم بن بَهْدَلَة عن رجل من أهل مكّة.. أنّ أبا أيّوب قال ليزيد بن معاوية حين دخل عليه: ( أقْرِئِ النّاسَ منّي السلامَ ولينطلقوا بي فليبعدوا ما استطاعوا) .. قال.. فحدّث يزيد الناس بما قال أبو أيّوب فاستسلم الناس.. فانطلقوا بجنازته ما استطاعوا.. قال محمّد بن عمر: وتوفّي أبو أيّوب عام غزا يزيد بن معاوية القُسْطَنطينية.. في خلافة أبيه معاوية بن أبي سفيان.. سنة اثنتين وخمسين.. وصلّى عليه يزيد بن معاوية.. وقبرهُ بأصل حصن القسطنطينية بأرض الروم.. فلقد بلغنا أنّ الروم يتعاهدون قبره ويَرُمّونَه ويستسقون به إذا قَحِطوا.. حسب الطبقات الكبير.. ورُوي أن الروم كانوا يتبرّكون بقبره قبل أن تُفتح القسطنطينة.. رحم الله مضيف النبي صلى الله عليه وسلم.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.