موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

غذاء الروح و أمراض العصر بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار

232

غذاء الروح و أمراض العصر بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار

يمكن أغلبنا كمصريين من الطبقة المتوسطة ، اللي إتعودت تقوم الصبح بدري تنزل تجيب فطارها المعتاد ، طبق الفول ، و قرطاس الطعمية السخنة ، و شوية السلطة ، و العيش البلدي الصابح من الفرن .
و نتلم على الترابيزة أو على ” الطبلية ”

و كنا بنقوم نفتح عنينا على الراديو و إذاعة القرآن الكريم بأصوات مشايخنا الكرام اللي كنا حافظين أسمائهم من طبقة صوتهم .
كان الراديو من أساسيات اليوم عندنا .

و مكناش نعرف يعني إيه نجيب ” سندوتشات ” جاهزة
لازم كنا نقعد ” نغمس ” و نحس بطعم الحاجة ، معظم أيام الأسبوع اكلاتنا كانت شعبية ، اللي جدتي كانت ديماً تقول عليها
” بترُم العضم ”

زي بالظبط البرامج الإذاعية اللي كانت بتغذي روحنا ، و بتمدنا
بالمعلومة ، و القصة ، و المسلسل ، و الضحكة ، و برامج الأطفال
و من جمال الإذاعة إننا ألفنا أصوات مقدمي البرامج ، و كنا نسمعهم و كأننا نراهم ، و حافظين مواعيد البرامج عن ظهر قلب ..
و ظلت قلوبنا معلقة بهذا الساحر الصغير .
لدرجة إن كان عندنا راديو ثابت ، وواحد ترانزيستور صغير بنخده معانا لو طالعين فوق السطح ساعة العصاري .

يمكن فضلنا على الحال ده فترة طويلة جداً ..
لحد ما ظهرت محلات ” الديلفري ” الوجبات السريعة
و كأن كل شئ تطور معها تطور غريب و سريع جدا !

يمكن منذ إنفتاحنا علي العالم الخارجي بظهور ” طبق الدش ”
اللى لهي الناس و شقلب يومها و خلي نهارها ليل ، و ليلها نهااار !

و مبقناش نصحى بدري نجيب فطارنا ، و نفتح الراديو
بقينا نقوم وقت الغدا مصدعين و ادينا على التليفزيون ، و مش على القنوات المحلية اللي كانت الأول ثلاث قنوات إلى أن وصلوا لحوالي سبع قنوات .
و اللي تقريباً ما بقى حد يفتحهم !

و ناكل لقمة كدة و خلاص و ياريت ماما تعمل اكل سريع زي
” البانية و البوفتيك ” حاجة كدة مش عوزة غلبة و قاعدة و لمة ؟!
علشان نقوم نقلب في القنوات اللي ملهاش حصر و لا عدد
و شوية بشوية ، بقى مضمون القنوات غير مفهوم ؟!

لكن الأجيال القديمة بقت تهرب للساحر الصغير ” الراديو ”
و يا سلام على إذاعة أم كلثوم اللي كانت بتبدأ الساعة الخامسة مساءاً
بأغنية للست و بعدها ، عبدالوهاب ، و فريد ، و حليم ، و نجاة
و و و .
و على الجمال ده لحد ما ينتهي موعدها المحدد تقريباً الساعة التاسعة مساءاً بأغنية للست بردوا ..

تخيل حضرتك الوقت ده كله قاعد في حالة ” سلطنة ” و روقان زي ما بيقولوا .

لكن معرفش إيه اللي حصل و المحطة دي راحت فين و لو موجودة الموجة بتاعتها التشويش عليها صعب جداً جداً ؟!

و بقى في محطات في الراديو الفاظها و أغانيها صعبة و غريبة جداً على مسامعنا !
حتى أسماء ” المؤديين ” شاكوش و بيكا ، و شحاته !
دا طبعاً غير كلمات الأغاني اللي بقينا مُجبرين على إستماعها .
في الراديو ، و الميكروباص ، و من شباك الجيران ؟!

زي بالظبط محلات ” الوجبات السريعة ” اللي بسببها أجيال كاملة طالعة عندها من سِمنة ، لسِمنة مفرطة ، لقلة مناعة بسبب عدم التغذية السليمة و أمراض لا حصر لها .

و أجيال كاملة طالعة ما تعرفش حاجة عن وجبات شعبية أصيلة لحد تقريباً ما بقينا نفتكرها بالصدفة و لو عملناها مرة من نفسنا
” يا داهية دقي ” !
يمكن لحد ما زقهنا و مبقينا ناكلها إلا عند الناس الأصيلة بتاعة زمان .

و حقيقي الوصفات دي بيروح سرها معاهم لما بيروحوا ..

زي بعض البرامج الإذاعية الجميلة اللي كنا متعودين عليها و اللي توقفت فجأة رغم نجاحها !
زي الرسم بالكلمات و هذه قصتي لصاحبة الصوت الملائكي
جيهان الريدي ، صحيح كانت مدة البرنامج قصيرة لكن مذيعة البرنامج كانت تأخذنا بصوتها و بدقة إختيارها للرسمة
و الكلمات المصاحبة لها ، و القصة في عالم أخر و نحن نجلس في أماكننا و رمضان الماضي بالتحديد قدمت قصص إنسانية و لا أروع .

مش عارفة لييه ..
كتير من الأشياء الأصيلة في حياتنا
الأشياء اللي بتبني الجسم و الروح
الفن الأصيل الإجتماعي الهادف اللي كلنا دلوقتي في حاجة له
الأشياء اللي بتخلي جوانا هدوء و سلام داخلي
بتروح و ” بتتسرسب ” من حياتنا واحدة واحدة ؟!

حقيقي الأجيال القادمة كان الله في عونها لأنها لم تعش على أصالة الأشياء بنفسها .
و الإستماع لما كان غير الذي عاصره بكل كيانه .

التعليقات مغلقة.