موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

هنا”ليست “القاهرة

262

هنا”ليست “القاهرة

بقلم هنا سعد

إنتهى الاطفال من تناول وجبة العشاء وفرغوا من احتساء أكواب اللبن الدافئ وهرعوا جميعًا إلى مضاجعهم يتهامسون، يخشى أحدهم أن يصدر إزعاجًا لوالديه فى تلك الليلة الأسبوعية التى لها قدسية خاصة
يقول أكبرهم :اصمتوا فصوت المذياع يصلنى عبر تلك الشرفة المطلة عليهم.

كسبت الزوجة صلاة العشاء وفرغت من جميع المهام وما إن إنتهت حتى توجهت إلى شرفتها تردد فى تمايل وتناغم بين جسدها وصوتها:
“أسمع همسًا للألوان ، تعزف نغمًا بالفرشاة، أبصر لونًا للألحان ترسم صورًا بالكلمات”
قاطعها زوجها أثناء وصوله للشرفة مآدّا يده للفضاء فى بهاء يخالطه سعادة قائلًا على نفس الرتم :
“الرسم بالكلمات.. الرسم بالكلمات”
إنتصف ليل الاربعاء؛ المذياع على حافة الشرفة ، أكواب الشاى بالنعناع على المنضدة المستديرة ، الإضاءة خافتة والهدوء يخيم بعرشه على المكان
يقول الزوج مبتهجًا متشوقًا : ارفعى صوت المذياع قليلًا لنستمتع بوضوح إلى عذوبة القيثارة
فيبتسم الابن الأكبر إبتسامة عريضة ويهمس إلى إخوته الم أخبركم أننى أسمع الحلقه كامله من موقعى هذا

أغمض الزوجان أعينهم تفتحت أذانهم متجهة ناحية المذياع لتتلقى كلمات ترسم فى وجدانهم لوحة زاهية الألوان واضحة المعالم دقيقة التفاصيل بفرشاة سحرية لفنان بارع
ويطمحون فى محو عذوبة الصوت لملوحة المنغصات اليومية واستبدال قواطع الالفاظ الضارية برقى الكلمات الانسيابية.
فتتجسد لوحة شعرية ووصفًا قصصيا بفرشاة الموهبة فتُلهم الروح طاقة هائلة وتنهل الآذان رقيًا أدبيًا لايضاهى.
مرت دقائق إضافية أثقلت صبرهما انتظارًا
فتح الزوج عينيه ناظرًا إلى زوجته التى مازالت مغمضة العين يعلو وجهه ملامح الغضب قائلا : ماهذا ؟
الساعه تشير إلى الثانية عشر وسبع دقائق
أين الكلمات التى ترسم اللوحات بالوان زاهية تسر السامعين وتوسعهم رؤيه؟؟؟
الم يتعلموا بعد أحترام شغف المستمع!
مرت دقائق أخرى اضافت إليه ضيقًا وعيظًا
انظرى إلى التقويم بعنايه
أعلم إنك بعد عناء اليوم تتفلت منك الأيام أحيانا
تقول الزوجة مستنكرة “تفلتت منى أنا ؛ وماذا عنك “؟
يستشيط الزوج غضبًا
انظرى إلى ساعة أخرى علها متوقفة منذ الأمس
الزوجة وفى عينيها حيرة وتوجس
“جميع ساعات المنزل تشير إلى نفس الموعد”
وتساءل وجدانها دون أن تنطق بكلمة واحدة:
ألسنا بالقاهرة؟!
أم سافرنا إلى مدن غريبة لا يهوى أحد فيها الرسم ولا تجرى على ألسنتهم عذوبة الشعر ولا تكتب أيديهم قصصا؟
أترى حقا لسنا بالقاهرة ؟!
أصدر الزوج صوتًا تنبيهيًا غليظًا محا هدوء المكان : فيما تشردين الآن؟!
صمتت حزينة باكية دونما دموع
التقط هاتفه غيظا وشرع فى طلب أحدهم
قاطعته الزوجة فى أسى “لا تحاول”
قمت بمحادثة أختى وأخى وبعض أصدقائى وكانت حيرتهم أكبر.
الزوج فى زوبعة أحضرى إلىّ المذياع لن أعتمد عليكى مره اخرى
الأبناء يختفون وراء أغطيتهم خوفًا من أن تطولهم زوبعة أبيهم
قلت لك ألف مره لاتعبثى بالتردد واتركيه منضبطا على 107,4fm
الزوجة فى حزن يعتصرها أقسم لك أننى لم أغير التردد طوال الأسبوع انتظارًا لهذه الأمسية ففيها الشفاء لروحى بها اكسير يبعث فى نفسى قوة أواجه بها ضعف الحياة
الزوج :لعل أحد الأبناء عبث بالمذياع
بعد نظرة متفحصة أيقن من إنضباطه كما عهد
بنظرة يأس وصوت خافت ماذا حدث؟
التردد مضبوط
واليوم هو الأربعاء
وساعات المنزل تشير إلى نفس الدقائق والثوانى!!!
فأين إذن الرسم بالكلمات؟
أين الدواء الروحى؟
أين الملاذ من العبث الأسبوعى؟
أين الهدوء بعد ضجيج الحياة ؟
أيقن لحظتها أنه ليس بالقاهرة .

التعليقات مغلقة.