عنزة وإن طارت بقلم محمــد عبــد المعــز
كان، يا ما كان، في جديد العصر والأوان، زوجان مُختلفان، يسيران في الطريق، فبدا لهما شيء، من بعيد، ودار بينهما هذا الحوار:
الزوج: أرأيتِ هذا الغُراب؟
الزوجة: هذه عنزة…!
الزوج: بسيطة، سنصلُ إليه، إن طار فهو غُراب، وإلا فهو عنزة كما قُلتِ…!
وقبل أن يصلاه، طار، فقالت الزوجة: عنزة وإن طارت…!
هذا الموقف، يُروى بالعكس، أي أن الزوج هو الذي يُصِـرُّ على رأيه، ولو كان مُخطئاً، وليست الزوجة، وفي الحالتين، لكل منهما حق، وعليه واجب.
الكِبْر، مُشكلة، والعِـناد كذلك، خُصوصاً في الْـمُسلَّمات، لأنه يجعلُ صاحِبَه يتصوَّرُ أنه مُقدَّس، وأن آراءه نظريات، وأن كلامه دُرَر، وأنه يرى ما لا يراه الآخرون، ويسمع ما لم ولن يسمعه أحد، ويكتب ما لم يُحاول حتى أحد كتابته، وأنه جاء بما لم يأتِ به الأولون، وراح بما لن يأتي به الرائحون ولا الغادون، وكذلك الْـمُتكبِّـرة، أو العنيدة…!
لذلك، يجبُ التعامُل، مع هذا النوع من البشر، على أنه مريضٌ بالنرجسية، وأنه لا يرى إلا نفسَه، ولا يسمع إلا صوتَه، ولا يُعيرُ اهتماماً لأحد، ولا يكترث بمنْ حوله، فمَنْ هؤلاء حتى يتنازل ويُكلِّمهم، أو يعمل لهم، طالما أنه قادِرُ على أن يأمرهم، ويعمل بهم ما يُريد، وفيهم ما يستطيع؟!
…………….
التعليقات مغلقة.