القياس في النحو والصرف بقلم نادي جاد
القياس في النحو والصرف
بقلم نادي جاد
القياس كما عرفه الأنباري هو حمل غير المنقول على المنقول إذا كان في معناه. وهو معظم أدلة النحو ,والمعول عليه في غالب مسائله. وقال أن إنكار القياس في النحو لا يتحقق لأن النحو كله قياس ، فمن أنكر القياس فقد أنكر النحو. ولو لم يجز القياس واقتصر على ما ورد في النقل من الاستعمال ببقى كثير من المعاني لا يمكن التعبير عنها لعدم النقل ، وذلك مناف لحكمة الوضع
وقد ذكر السيوطي أن القياس له أربعة أقسام: حمل فرع على أصل. حمل أصل على فرع . حمل نظير على نظير ، وحمل ضد على ضد . وفي رأي المازني وابن جني أن ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب . يقول ابن جني: إلا ترى انك لم تسمع انت ولا غيرك اسم كل فاعل ولا مفعول ، وإنما سمعت البعض فلست عليه غيره؟
وقد اشتقت العرب من العجمي كما تشتق من أصول كلامها ، نحو درهمت الخبازي ، اي صارت كالدراهم، واشتقت من الدرهم وهو اسم أعجمي. ومنفعة الاشتقاق أن يسمع الرجل اللفظة فيشك فيها ، فإذا رأي الاشتقاق قابلا لها انس بها
الغريب في القياس أنه بالاستناد عليه صار بعض الخطأ صوابا ! وهذه بعض الأمثلة :
الماء الفاقد
يقول كثير من الناس ويكتبون ( المياه الفاقدة) و ( الأموال الفاقدة) الخ . حينما ترجع إلى المعاجم تجد أن الفعل فقد فعل متعد فيقال: فقد الرجل الشيء يفقده فقدا وفقدان وفقودا : عدمه الشيء فقيد ومفقود ، ولهذا تبدو كل كلمة فاقد غير صحيحة
ولكن بالقياس ما الذي يمنع أن تكون كلمة فاقدبمعنى مفقود؟ مثل عيشة راضية اي مرضية، وماء دافق اي مدفوق، ومثال نهار صائم وليل قائم ، ومثل طاعم بمعنى مطعوم، وكاس بمعنى مكسو
ومنه قول الشاعر
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
واقعد فإنك انت الطاعم الكاسي
٢- ملابس جاهزة
كثيرا ما تجري على الألسن والأقلام كلمة ملابس جاهزة، وثوب جاهز، وسكن جاهز
وليس في المعاجم كلمة جاهز أو جاهزة ، ولكن من الممكن اعتبار الفعل الرباعي المضاعف جهز مشتقا من فعل ثلاثي مهمل هو جهز على وزن نصر أو علم للدلالة على أن الشيء قد تم واكتمل، فتكون كلمة جاهزة وكلمة جاهز اسم فاعل من هذا الفعل الثلاثي المهمل، مثل نضج فهو ناضج ، رسب فهو راسب. وثبت فهو ثابت
وللحديث بقية
التعليقات مغلقة.