غزوة فاشلة.. قصة قصيرة بقلم رضا يونس
أمسكت جهاز التحكم عن بعد لتغير مسار تلك الفضائية التي تحطُّ من قدر المرأة، لطالما تعرض هذه القناة مسلسلات وأفلام تقدم فيها المرأة مجرد سلعة ووعاء وأَمَةً ، ماعليها صاغرة، إلا أن تمزج رغبات الرجل بالسمع والطاعة..
توسّل إليها ألا تغير تلك القناة فبعد قليل ستعرض مسلسل ” عائلة الحاج متولي “الذي يستمتع بأحداثه وشخوصه..
زمجرت قائلة : لكنه يحض على الفسق من خلال تعدد الزوجات..
قال: وهل تحرمين ما أحلّ الله من فوق عرشه؟
هل تعلمين كم مرة تزوج عمر أو علي أو حتى خالد ؟!
قالت له : وأنت! كم غزوة شاركت فيها لتصل إلى منازلهم؟! أعدك أن أخطب وُدَّ ثلاث نساء، وإن رغبت فأربعة، شرط أن تشارك في معشار معشار غزواتهم..
ثم أعطته ظهرها لدقيقتين، ومن ثم عادت للمواجهة متابعة : اذهب إذن إلى فلسطين..دافع عن القدس ..حررها..اطرد بني صهيون..يا سيد الغزوات!!
أعطاها هو ظهره هذه المرة، فارًّا من سهمها الذي ما خاب يوما وما ينبغي له، ثم عضَّ أنامله؛ نادمًا وهامسًا: ياليتني متُّ قبل هذا وكنت نسيًا منسيا!!
مدت يمناها ناحية ذقنه، تعيده للمواجهة فالحائط من ورائه وهي إمامه التي ما قادها يوما..ثم قالت : خالد فتح العراق والشام وعلى خلع باب خيبر ..
وأنت انغلق عليك باب الحمام وما استطعت فتحه،، واستصرختني لأخرجك، إياك أن تنسى!!
سحب الغطاء على أم وجهه صارخًا بلسان صمته المكبوت: ياليتني كنت أبكم..إنها ليلة سوداء أخرى..حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا ذات اللسانين..
ربتت على وسادتها كأنها تنفض عنها خبث جملته اليتيمة، وقالت: عمر كان يصلي صلاة الليل في،الفلوات،، كان يفقد وعيه؛ خشية من عقاب الله، وأنت تنام كما ينام البعير ..ما فقدت وعيك يوما إلا مرة واحدة، أتذكر ! يوم أن استنجدت بك لتقضي على فأر في المطبخ، فلما بدا لك الفأر جابهته مدعيا الإغماء، حتى لا يفترسك..
احمرت أوداجه،كشر عن أنيابه الساقطة من عرينها، فأسقط عبرتين ؛ ندما على مجرد التفكير في الجملة القاتلة..
حسنا ..شعرت بأنها تجاوزت كثيرا في حقه، فقد نالت منه، ورفع جميع راياته البيضاء، ووجب الاعتذار منه ،فقد تلقن الدرس، وكفى،فقالت:
أنت أجبرتني على اتخاذ وضعية الدفاع..لكن لا تنسى أن خالد فاز بجميع غزواته- وأنت فشلت في غزوتك الأولى، فكيف بالتي تليها يا فاشل؟!
التعليقات مغلقة.