المصدر الصريح والمصدر المؤول د. وجيهة السطل
لم يوضع شيء في اللغة العربية عبثًا. فليس المصدر الصريح هو المصدر المؤول في المعنى .
ولم تضعهما اللغة العربية عبثًا، أو من باب تنويع صور التعبير الواحد ،ليستفيد منه الشعراء في قصائدهم الموزونة موسيقيًّا وعروضيًّا. بل وضعتهما لغرض مهم، وهو خدمة البلاغة في توصيل المعنى بوضوح.
واعلم أن الفصاحة ،ونقل المعنى بدقة يوجب استخدام أحدهما، ويمنع الآخر .
فإذا قصدت معنى المصدر مطلقًا دون ارتباطه بشخص معين،استخدمت المصدر الصريح. وإذا كان المعنى مرتبطًا بأحد ما،وجب استخدام المصدر المؤول، لأن الفعل الوارد بعد الحرف المصدري يضيء بفاعله المعنى، ويوضحه بدقة .
وقولي: أريد أن تنجح (أنت) لا تساوي أريد النجاح . بل أريد نجاحك بالذات.ولذا يجب إضافة المصدر إلى فاعله عند اختيار المصدر الصريح.(أريد نجاحك).
واستخدام أحدهما مكان الآخر،دون فهم لفلسفة اللغة العربية، خطأ يفسد المعنى.
بل قد يمتنع فهم المعنى إذا عدلت من المؤول إلى الصريح
فلو قلنا:
(معكم ضد إرهاب المصريين) دون سياق يوضح المقصود، فإن صيغة الجملة تحتمل فاعلين للمصدر إرهاب:
١- المصريون أنفسهم ، وأضيف المصدر إلى فاعله.
٢-المصدر مضاف إلى المفعول به، والفاعل مستتر.
لذا في مثل هذه الحال، لابد من استعمال صيغة المصدر المؤول، والفاعل ظاهر أو مستتر في الفعل المنصوب .فنقول:
معكم ضد أن يرهبوا(أن يرهب أحد) المصريين.
أو أن يتبع المصدرالصريح، بما يوضح فاعل الإرهاب.
كأن يُقال:معكم ضد إرهاب المصريين بأي طريقة، أوأساليب تهديد. فنحن لانخشى إلا الله..
وهذه اللوحة المتداولة في هذه الأيام المباركة من قبيل المزاح أصدق مثال على ذلك.
وكان على من أفتى أن يقول: يجوز ان تذبح المرأة الأضحية بنفسها،عند جمهور الفقهاء.
طاب يومكم، وكل عام أنتم بخير.
التعليقات مغلقة.