اى التواريخ سننتقى د.أحمد دبيان
حين إنبلج فى المحروسة فجر الضمير وكان نهارها الساطع تبزغ شمسه والعالم غارق فى ظلماته .
فولد من رحم تاريخها أحمد عرابى زعيم الفلاحين ومن ذات الرحم ولد سلطان باشا ويوسف خنفس وسعود الطحاوى والسيد الفقى وعبد المجيد البيطاش .
الأول قاوم وناضل من أجل الأغلبية من شعب مصر ، والآخرون كانوا الجحيم الذى فضل مصالحه الذاتية فتعاون مع الوكيل الخديوى والمحتل الغاصب .
وقديماً كان الملك ابوفيس ملك الرعاة جزءاً من تاريخ مصر ، وعلى الطرف الآخر كان تاعا الثانى الجزء الملهم والأهم فى ذات التاريخ .
هل يمكن ان يخرج أحدهم إذا ما تم إكتشاف تمثالين لهما ليخرص علينا باسم الحيدة والعلمية التاريخية المنتقاة والموجهه ليروج لوضع تمثال أبوفيس فى أكبر ميادين مصر باسم التنوير وباسم مصر القوية وقتها باعتبار ان الهكسوس وقد لبثوا مائتى عام فى مصر قد صاروا مصريين.
وهل هذا الطرح اللا أخلاقى والمنعدم الوعى سيسهم فى الترويج السياحى لبلد يمجد جلاديه بل وهل سيمنح هذا الوطن المتهاون مع ذاكرته ذرة إحترام لدى من يسعون دؤوبين لغزوه ثقافياً .
المستعمر يحترم المقاوم حتى مع هزيمته ، ويلوى عنقه احتقاراً لمن يفتح الباب على مصراعيه مستسلماً بكل الغطاءات التبريرية باسم السلام أو التنوير أو ما شابه ذلك من فضلات فكرية وغثاءات الإيدولوجيات .
هل تمزيق مومياء سقنن رع ( تاعا الثانى ) أو بيع تماثيله سيمحو إلهامات بطولته ونضاله الوطنى وإستشهاده فى سبيل هذا الوطن الذى ولد الإنتماء له منذ فجر التاريخ وشكل مفردات الوطنية المانحة دون إنتظار المقابل إلى العالم .
من ينادون بعودة أبو فيس هم الخاليستى الهجين بقشور الليبرالية والتأسلم التغييبى وقد طالعت صفحة أحد المسئولين المنادين بعودة تمثال أبو فيس الغاصب والنصاب المحتال لأجد التشكيلة التغييبية بقشرة علم وليبرالية مدعاه مع آيات قرآنية وأدعية لزوم الماكياج الدينى المغطى لفقه التقويض والهيانة ، والهيانة هنا هى ذلك المزج المثير للغثيان والقئ ما بين الهوان والخيانة.
أدفنوا مومياء سقنن رع او مزقوها وحطموا تماثيله أو إعلنوا عن مزادات لبيعها.
وأنصبوا تماثيل أبو فيس فى ميادين الهوان باسم السياحة أو باسم الدعارة فابوفيس هو بذرة ديلسبس وديان وإردوغان ومن يروجون لهم .
فغداً وكما قال شاعرنا الراحل أمل دنقل: سوف يولد من يلبس الدرع كاملة ، يوقد النار شاملة ، يستولد الحق والوعى من أضلع المستحيل .
وإن غداً لناظره قريب .
التعليقات مغلقة.