موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

كرباج العمدة… حسين عيسى عبد الجيد

456

كرباج العمدة

حسين عيسى عبد الجيد


^^^^^^^^
شاكر عُرف بين أقرانه،
منذ نعومة أظافره في القرية،
بحسن الخلق وجمال الأدب، طويل القامة، جميل الملامح، سالم البنية، عطوف،
وكان لشاكر جيران، من كثرة أدبه ودماثة خلقه، صار الجيران من صميم أهله،
وورث عن أبيه أشجار فواكه كثيرة، وعاش مع أمه في بيتهم المتواجد بجوار مسجد القرية؛
بعدما تزوج جميع أخوته،
واكتسب بعدما كبر صفة الإيمان؛
لتردده على المسجد القريب من بيته، وكان أيضا يذهب بعد صلاة العشاء لدَّوار عمدة القرية،
شأنه كشأن جيرانه ومعظم أهل القرية؛ يقدمون فروض الولاء والطاعة، ويستمعون لنصائحه الجميلة وأرائه السديدة.
كان لجيران شاكر بنت تُسمى كوثر،
تتسم بحسن التكوين والأدب الجم، وجمال الوجه، فَتَاةٌ مُدَمْلكةٌ!
وتستطيع كتابة اسمها بخط جميل،
كما كانت أيضا تحفظ بعضا من سور القرآن الكريم،
وكان أبوها ينتوي أن تحفظ القرآن، لولا أن الدجاجة التي كانت تبيض كل يوم؛ توقفت!
فكانت تذهب للشيخ الكفيف عصر كل يوم؛ قابضة على بيضة لقاء ما يقرأ عليها ما تيسر من القرآن الكريم،
والشيخ كان يجمع البيض منها ومن أقرانها، ليبتاع به القمح،
إلى الآن لم يعرفوا لمَ لمْ تبيض الدجاجة بعد ذلك؟!
ُيُقال أن ابن العمدة، وهو يركض فوق حصانه؛ فعصها!
ولدت كوثر بعد شاكر بعامين،
فعرفها منذ أن كانا صغيرين،
يلعبان معا بين أشجار الفواكه،
أو يقفزان فرحين أمام زفَّة عروس، وحتى عندما كان يلعب الغميضة مع أقرانه من الصبية؛
كان يناديها تلعب معهم،
توقع الجيران أن شاكر سيتزوج كوثر في المستقبل،
وَكَلَّلَ ذلك بأن الحب ربط بينهما منذ الصغر،
يوما بعد يوم يكبران معا، وينمو الحب في قلبهما معا،
وبدأ الجيران يترقبون فرحين ليوم زفافهما،
ويقصون الحكايات حول المهر الذي سيدفعه لها،
والذهب الذي سيقدمه هدية،
فشاعت قصتهما بين أهل القرية كلها، وباتت حديث الصباح والمساء،
ولاسيما بين أي تجمع نسائي سواء في حفل زفاف،
أو حتى في أيام العزاء ، فلم يخلُ الحديث عنهما في أي مكان، وعلى إثر ذلك؛
قرر الذهاب لخطبتها،
ولكن قبل أن تطأ قدمه عتبة كوثر؛
توقف فجأة!
وهمس لنفسه : لم لا أستشير العمدة؟ وهذا أمر بالنسبة لي عظيم،
فإذا كان أهل القرية يستشرونه في الصغيرة والكبيرة وفي كل شؤون حياتهم،
فلم لا أستشيره؟!
قبل الولوج إلى دوار العمدة؛ خلع نعليه، ودسه بعيدا، فلا يصح أن يدخل عليه منتعلا حذاءه،
ثم قبَّل يده ورأسه ككل مرة، وكشأن أهل القرية؛
قال يا حضرة العمدة: أريد أن أتزوج، فبم تنصحني؟
لم يناقشه في حبه لكوثر، وشاكر لم ينبس ببنت شفة!
قال بحزم شديد : قف بالقرب من تلك المرأة وأول من تأتي إليها من نساء القرية ستكون من نصيبك،
وستكون جنتك في الحياة الدنيا والآخرة،
أشار على صديقه المثقف؛ رفض تماما ما قاله العمدة له،
وأن كلامه ليس مُنَزلاً من السماء،
لكنَّ شاكراً لم يكترث لأمره،
وركض بعد صلاة الفجر صوب تلك المرأة؛
والتي تأتي صباح كل جمعة من مدينة قريبة من القرية،
تبيع لنساء وصبايا القرية قماشا مختلف ألوانه،
وقمصان نوم وحمالات نهود وخلافه!
وعطورا وبخورا،
وقف منتبها بالقرب منها،
وراح يترقب أول صبية؛ ستكون من نصيبه،
ذهل؛
عندما هلَّت من بعيد امرأة عجوز!
همس لنفسه : كيف لي أن أتزوج هذه التي في عُمْر جدَّتي؟!
ثم جاءت بعدها مطلقة وأعقبتها أرملة، ثم قال لنفسه بصوت حزين : كيف لي أن أتزوج هذه أو تلك؟
فهما تضارعان أمي عمراً!
يبدو أن حضرة العمدة قد خانته النصيحةُ هذه المرة؟!
( قالها في سره؛ خوفا من أن يسمعه أحد المارة فيشي به)،
وراح يتساءل بينه وبين نفسه مرة أخرى،
أين أنت يا كوثر؟
لماذا لا تخرجين الآن؟
فأنت دائمة الخروج مع إشراقة شمس صباح كل يوم،
بصحبة صبايا يملأن جرارهن من ترمبة الماء الموجودة على قارعة القرية،
تلك الترمبة التي بذل أهل القرية من أجلها جهدا كبيرا مع العمدة،
وترجوه أمداً طويلا حتى وافق؛
وإكراما للعمدة؛
قرر كل رجال القرية إرسال زوجة كل رجل فيهم أو ابنته لدَّوَّار العمدة؛ لتخدم يوما وبالتناوب بينهن،
فرح أهل القرية للمقابل الزهيد،
وقبَّلوا قدميه شاكرين فضله العظيم،
لأنهم كانوا يشربون من الترعة.
في خضم الهلوسات التي احتلت عقله؛
إذ بصبية تُسمى سميرة،
ممشوقة القوام، نحيفة الخصر، ملامح وجهها مقبولة،
وعيناها مثل عيني البقرة،
التي تجرها من حبلها ذاهبة بها إلى الحقل،
ومعروف عنها أنها ذات شخصية قوية،
وبنت شيخ خفراء القرية،
ذات الشهرة الواسعة.
غمزت بعينها لشاكر؛ ارتبك، وتبلل عرقا!
راح يقارن بين كوثر وسميرة،
لكن كان لإيمانه الشديد بما قاله سيده العمدة؛
دافعا لجذب أمه عنوةً؛
لزيارة بيت سميرة والتمهيد لما هو آتٍ،
ذرف الجيران الدموع على قصة شاكر وكوثر التي ذهبت سدى،
وبمرور الأيام،
لم تكن للقصة وجود على ألسنة أهل القرية كما كانت من قبل،
بعد شهور طويلة من علامات الاندهاش والبكاء من أهل القرية؛
ضغط على قلبه،
وتحدى كل معارضيه من أجل سميرة،
أثناء جمع محصول الفاكهة،
سمع أحد الشباب الذين يقطفون الفاكهة يقول :
سميرة الطَّمَّاعةُ لم تحب أحدا سواي، لم يكترث شاكر لأمره،
وراحت سميرة تجهز نفسها للعرس،
فركضت صوب امرأة تهتم بشؤون العرائس؛
فأزالت غبار القرية من فوق جسدها، وفلَّتْ شعرها من القمل المعشش برأسها،
ونتفت شعرا كان ولم يزل عالقا منذ التغيير الفسيولوجي الذي طرأ عليها،
فبدت عروسا جميلا،
انغمس شاكر شهورا في العسل وتناسى عنوة أو طواعية كوثراً،
ونعم بحياته مع سميرة،
لكن رويدا رويدا!
تسرب إليها الملل من المكوث بالبيت، فطلبت منه بأن تُعِينَهُ في العمل،
وتكون مسئوولة عن أي عمل يُوكَلُ إليها،
رفض في البداية، لكن مع إصرارها الشديد تارة، وتمنعها تارة أخرى؛
رضخ لرغبتها!
ثم سرعان ما هربت من البيت إلى حيثُ لا يعلم، ركض صوب صديقه المثقف يبكي، والذي لم يخف فرحته!
بعد فترة وجيزة؛
أرسلت له رسولا تطلب الطَّلاق،
قال صديقه : طلقها
رد بسرعة: سأطلقها؛
لتجرب حظها بعيدا عني،
وستأتين راكعة كما أخبرني حضرة العمدة.


هامش
مدملكة : ممتلئة الجسم قليلا ناعمة ومدورة أي أن جسمها مخروطي الشكل.
حسين عبدالجيد / مصر.
20/7/2020

التعليقات مغلقة.