موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

بعثرات…بقلم: فادية حسون

202

بعثرات…بقلم: فادية حسون


تراودني عيناك الغائبتان في ليلة ثلجية ..تود الإنقضاض على روحي كمشروع دفء لشتاء أنت لست فيه …وترتعد أوصال قلبي الممزق في ليلة باردة تستدعي دفء العالم بأسره ليأتي ويعقد اجتماعا استثنائيا فوق مساحة صدري المرتعد …أبحث عن رداء من مفرداتي الدافئة قد يدثرك ويحتوي برد قلبك …. ترعبني فكرة أنك ممدد تحت التراب .. في رمس كئيب استمد كآبته من فرط يباس الآس ..الذي ينغرس كحارس مشلول لا حول له ولا قوة..وأصاب بالذعر حين أتخيل أن جسدك قد أصبح وجبة استثتائية للدود … تتسلل صورتك الغائبة من بين بقع الصقيع … وترهق قلبي نظرتك الإستعطافية …وتذهب رشدي تنهدات صدرك العشوائية …وأشعر أنني أعيش في مدينة لم تذق طعم التحضر والمدنية ..
فيتملكني عجز المشلولين المنكسرين …إذ كيف لثلج قلبي أن يمدك بالحرارة التي تنشدها منذ حين … وكيف لروح ممزقة أن ترقع روحا أصبحت رثة من فرط الحنين … وكيف لفوضويتي أن تعيد ترتيب عشوائيتك فوق منصة الأمنيات … فغيابك يتسيد أنفاسي ، ويتدخل في كل خلجاتي متطفلا على نبضاتي الهزيلة … ويبعثر عشقي فوق أرض نبتت فيها أشواك الغياب ..
ذاكرتي تناثرت متلاشية في فضاء خلا من عبق حضورك …وروحي هامت في البحث عن أشلاء الذكريات …وقلبي بركان كتم حقيقة غليانه وفورانه ..وأضلعي قضبان يابسة التهم الشتاء منها الأوراق وبث فيها الصقيع … أما جسدي ..فأصبح بلا وطن .. كالغجر من غير هوية ..فأين سأجد شتاتك المبعثر في طرقات الرحيل ..؟ وأين سأعثر على بقايا عطرك السرمدي .. ؟ هل مازالت ثيابك المعلقة في خزائن عمري تحتفظ ببعض العبير .. ؟أم أن جدران منزلنا لا تزال تحتفظ ببقايا صدى صوتك ورنين كلماتك الحبيبة ؟ لقد سئمت البحث عن ملامحك المرسومة على بوابات الفصول …فأصبحت أيامي فصولا بلا ملامح … سنابل منتصبة فارغة تنكر عشق الرغيف ….وأوراقا خريفية فقدت فن التساقط عند بوابة الذبول .. وزهورا شاخت بتلاتها قبل موعد الإزهار .. وثلجا ذائبا في قلب الغيوم …أريد أن أرسم خارطة حضورك بألوان صائبة مشرقة الملامح .. أود أن أعود لنسج قصائدي لك من جديد ..يا من ملأ حبه مني القلب والعقل والوريد …أود أن أبحث عن حروف اسمك المتوارية خلف ياءات النداء … أريد أن أخلع بردة اليأس التي حولتني إلى جسد بلا روح …أود أن أعود لأغازل ذاك الصمت القابع في عينيك الصاخبتين …وأرسم ابتسامتك في قرص الشمس…وأداعب بأناملي خشونة يديك التين تتغنيان ببصمة الجد والعمل في حقولنا الفسيحة ..
تغريني شمس جبينك البتول …بأن أختلس إحدى ضفائرها الخرافية …وأفردها فوق مساحات روحي المعتمة بسبب رحيلك الأبدي…لأترك لمفرداتي العنان … لتتراقص على نغم النور المنبثق عن شفافية حضورك … يا قمرا يتسمر فيه الزمان ..ويا نجمة تأبطت خواطري الندية … الآن اصبح بإمكاني ان أمدك بالدفء والنور … وأساهم في رأب الصدوع التي تشوه جدار الأحلام… وأنزع مخالب الزمن المنغرسة في جسد الأمنيات بكل همجية … علني بذلك أعيد الاتزان لروحي المتهالكة عند عتبات الرحيل ..وأنزع من مخيلتي البصرية صورة نعشك المحمول على الأكتاف .. وأصم أذني عن صوت العويل عند فاجعة غيابك الموجع …وأجتث رائحة عطر الأموات من ذاكرتي الشمية … أريدك ان تظل ذكرى تشرق في فضاء روحي كل صباح … ونبراسا يخيم فوق قلبي كغيمة ماطرة تحمل في قلبها سر انغماس الغيث في بطن الغيوم …أريد لقبرك أن يصبح لوحة فنية … أريدك بطلا أسطوريا … يستل سيفه في ميادين روحي .. ويصرخ في وجه اليأس : هل من مبارز ..هل من مقاتل ..؟ .. ويقطع رؤوسا للعجز أينعت وحان قطافها .. أريد لقلبك أن يكون حارسا أمينا عند بوابة قلبي .. يقتل كل من يحاول التوغل …ويدحر جحافل الأسى التي تحشد عند تخوم روحي استعدادا للاقتحام .. أريد ان أجعل من ذكراك مناسبة للفرح .. وسأقيم في ساحة حضورك حفلا تأبينيا لوداع آخر الأحزان ….
فادية حسون..

التعليقات مغلقة.