يا نِحلَةَ النِّيل
بقلم تيسير الشماسين -عمان – ٢٥ / ٢ / ٢٠٢٠
قَــدْ يَـكْـذِبُ الـشِّـعْرُ لٰكِــنْ مِـنْـهُ مــا صَـدَقَـا
و أَصْـــدَقُ الــقَـولِ مــا بِـالـعَينِ قَــدْ نُـطِـقَا
أَنَّــــى نُــسِــرُّ و مَـــا فـــي الـقَـلْـبِ أَوقَـــرُهُ
مـــــا بِـاللِّـسَــانِ إلــــى أَطــرافِــهِ سَــبَـقَـا !
أَنَّـــــى نُــسِـــرُّ و هٰذا الــحَــشْـدُ يَـفْـضَـحُـهُ
بَــــوْحٌ يُــنَـطِّـقُ عَـــنْ أَصـحَـابِـهِ الـحَـدَقَـا !
كُــــلُّ الــعُـيـونِ تُــشـيـعُ الــيَــومَ مُـجْـمِـعَةً
لَــوْلاكِ يــا مِـصْـرُ شَــأنُ الـعُـرْبِ مَــا اتَّـسَقَا
لَـــوْلاكِ يـــا مِــصْـرُ فــي تَـشْـرينَ لَانْـفَـلَقَتْ
دَرْبٌ عـلـى الـبَـيْتِ بَـعـدَ الـقُـدسِ مَــا فُـلِقَا
لَــوْلاكِ يــا مِـصْـرُ فــي جـالـوتَ مـا طَـلَعَتْ
شَـمْـسٌ عـلـى الـعُـربِ أو مــا جُـرحِـهَا رُتِـقَا
لَــــوْلاكِ يــــا مِــصْــرُ مــــا أَلــفَـى مَـرابِـعَـنَا
زَهْــــرٌ ، و لا الــزَّهــرُ فـــي أَطـيـانِـنَا عَـبَـقَـا
بُــورِكــتِ يــــا دارَ مَــــنْ كــانَـتْ مَـآثِـرُهُـمْ
حِـــكــرَاً تُـمَــــازِجُ فــــي إيــثَـارِهَـا الأَلَــقَــا
إِنْ قِـيْلَ مَـا الـشَّعْبُ فَـاهْبِطْ مِـصْرَ تُخْبِرُكُمْ
إِثــــرَاً عَــــنِ الــعَـزمِ مِـــنْ أَتـرابِـهَـا انـبَـثَـقَا
أَو قِيلَ ما الأَرضُ .. هٰذي الأَرضُ قَد فُطِرَتْ
مِــنــهَـا الــحَـيَـاةُ و فــيـهَـا قَـلـبُـهَـا خَــفَـقَـا
يــا نِـحْـلَةَ الـنِّـيلِ مــا أُقْـعِـدتِّ مِــنْ عَـجَفٍ
أو جــانَـبَ الـضَّـوعُ فــي غُـدرانِـكِ الـحَـبَقَا
رَيَّــانَــةَ الـخَـيـرِ مُـــذْ كـــانَ الــنَّـدى تَــرِعَـاً
يَـسْـقِي مِــنَ الـفَـيضِ عَــنْ قِـيعانِكِ الـوَدَقَا
ريَّـــانَــةَ الخَـــيْـرِ مُــــذْ كــانَــتْ مَـواطِـنُـنَـا
بِــيْــدَاً ، تُــزَامِــلُ مِــــنْ غَــلَّاتِــكِ الــوَسَـقَـا
أَنــــتِ الــحَـيَـاةُ و مــــا إِلَّاكِ مِــــنْ وَطَــــنٍ
قَـــدْ يُــذهِـبُ الـيَـأسَ عَـمَّـنْ عـاقَـرَ الأَرَقَــا
بِـالـذِّكـرِ جِــئْـتِ و مَـــا مِـــنْ مَـوطِـنٍ أَبَــدَاً
إِلَّاكِ أَنْــــــتِ بِـــذِكــرِ اللّٰـــــهِ قَـــــد نُمِقَـــــا
قَــــالَ ادخُــلُـوهَـا فَــقَـدْ وُلِّــيْـتُ مَـأمَـنَـكُمْ
وَعــدٌ مِــنَ الـحــــقِّ إِدْْ أَوفــي و مــا خَـرَقَا
هٰـــذي أَكاريـــمُ مَــــــن لا فَـــوقَــهُ كَـــــرَمٌ
و فَـــضْــلُ رَبِّــــكِ إِنْ مــــا زَادَ مــــا نَفَـقَـــا
مــــا خَــيَّــبَ اللّٰــــهُ قَــومَــاً قَـــرَّ مَـأمَـنُـهُمْ
أَو خَــيَّــبَ ﷲُ مَــــنْ فـــي وَعـــدِهِ وَثِــقَـا
إلَّاكِ يــــا مِــصــرُ لَـــمْ يُـــدنِ الـمُـنَـى بَــلَـدٌ
أو رَقَّــــصَ الــمَـجْـدُ مِــــنْ أَتْــرابِـهِ الأُفُــقَـا
مــــا نَــابَــكِ الــدَّهْــرُ إِلَّا ازدَتِّ مِــــنْ مَــنَـعٍ
و اشْـــتَــدَّ عُـــــودُكِ أَيْــــدَاً كُــلَّـمَـا سَــمَـقَـا
مَــــرَّتْ عَــلَـيـكِ مِــــنَ الأَزمــــانِ أَغْـلَـظُـهَا
و كُــنـتِ كَـالـطَّـودِ يُــدنِـي هــامُـكِ الـغَـدَقَا
لا الـسَّـيْـلُ حَـــرَّكَ فَـــوقَ الـسَّـفـحِ سـاكِـنَـهُ
و لا مــن الـعَـصْفِ نَـحـوَ الـسَّـفحِ قَــدْ أَبَـقَـا
طَــودَاً خُـلِـقتِ و بَـاقـي الأرضِ قَـدْ خُـلِقَتْ
سَـفْـحَـاً و فَــوقَـكِ مــا مِــنْ مَـوطِـنٍ خُـلِـقَا
تَاللّٰـهِ يـــا مِــصـــرُ مــا فــي الـعُـربِ لائِــذَةٌ
إِلَّا إِلَـــيْكِ تَـحَـــــرَّى أَهْــلُــهَــــا الــطُّــرُقَــــا
أَنْـــــتِ الــمَــلاذُ و مَــــا إِلَّاكِ مِــــنْ وَطَــــنٍ
قَـــدْ يَــأمَـنُ الـمَـرءُ فـيـهِ الـجُـوْعَ و الـبَـرَقَا
قُــدِّرتِ يــا مِـصْـرُ – بـاسْمِ الـلّٰهِ – مِـنْ زَمَـنٍ
مـــا كـــانَ فـيـهِ سِــواكِ الـقَـدْرُ قَــدْ طُـفِـقَا
لِلّٰــــــهِ دَرُّكِ مِـــــــنْ أَرضـــينِ مــــــا وُرَدَتْ
مِــــنْ نِـيـلِـهَـا الــعَـيـنُ إلَّا أَمـسَـكَـتْ رَمَــقَـا
لِلّٰـــهِ أَنـــــتِ ، فَــأَنـتِ الأَرضُ مَـنْـطِـقُـهـــــا
أُمُّ الـحَـيـاةِ و فــيـكِ الــمَـوتُ قَـــدْ صُـعِـقَـا
يــا حَــوزَةَ الـحُـسنِ أَنــتِ الـحُـسنُ أَوجَـزُهُ
و الـشّـعـرُ فــيـكِ إِذا مـــا قِـيـلَ مــا صَـدَقَـا
يَــكـفـيـكَ بِــالــقَـولِ أَنَّ الــشِّــعـرَ أَجــمَـلَـهُ
مـــا قِـيـلَ فــي الأُمِّ أَو فــي فَـضـلِهَا نُـطِـقَا
و أَنـــــــــتِ أَمُّ أُروضِ الأَرضِ أَجـــمَــعُــهــا
و أَنــتِ بِـالـفَضلِ مِـنكِ الـفَضلُ قَـدْ نُـسِقَا ..
التعليقات مغلقة.