موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة معاصرة للثورة الفرنسية “2”

437

قراءة معاصرة للثورة الفرنسية “2”

د.أحمد دبيان

‎تولى لويس بونابرت ابن اخى نابليون بونابرت بعد ثورة ١٨٤٨ الباريسية ،

‎وكما درجت المقولة

‎( اذا عطست فرنسا اصيبت اوروبا كلها بالزكام)

‎ ، ورغم ان البدايات كانت فى جزيرة معبر صغيره ثارت على حكم ال بوربون وهى جزيرة صقلية الا ان فرنسا حين ثارت عام ١٨٤٨ اجتاحت ثورات الربيع الاوروبى القارة كلها .

‎حين تولى رئاسة الجمهورية الثانية ووجد انه محكوم بمدة رئاسته القانونية لم يتورع
‎وانقلب على الدستور وحل البرلمان واعلن نفسه امبراطورا ،

‎ورغم انه قد استحوذت عليه افكار لتقدم البلاد واستعان باقتصاديين بذلوا جهدهم لتحسين البعد الاجتماعى والاقتصادى للبلاد ومنهم فريدريك ليبلاى.

‎تم مد شبكات طرق ومد البنية التحتية والسكك الحديدية ولكنه ولدعم مركزه الجديد ،
‎ بدأ تمدد امبراطورى امتد فى انحاء اوروبا وافريقيا بل والى امريكا الجنوبية ، فكانت حملة المكسيك التى طلب فيها نابليون الثالث من صديقه الخديوى سعيد امداده بحملة من ذوى البشرة السمراء لمساندة جنوده الذين فتكت بهم الحمى الصفراء والذين كانوا اقل عرضة للاصابة بها .

‎تحولت فرنسا لقوة امبريالية تتنافس امبراطوريا مع القوى الناشئة فى اوروبا ورغم جنوحها لمهادنة على السطح مع غريمتها اللدودة فى الجزيرة البريطانية الا ان الصراع انتقل الى جبهات بالوكالة فى الامريكتين وفى مصر وافريقيا وايضا فى اوروبا .

‎كان لتقاطع المصالح مع بروسيا (بسمارك ) وخصوصا بعد مساندة نابليون الثالث لايطاليا ضد النمسا و دفع بسمارك نابليون الثالث لاعلان الحرب على بروسيا .

‎بعد معركة سيدان وهزيمة نابليون الثالث اجتاحت قوات بروسيا فرنسا ، حينها وبلا حكومة مركزية هادن الاقطاعيون والببورجوازيون واصحاب الاعمال الجيش البروسى الغازى بينما اصر اصحاب الحرف والنجارين ممن اطلق عليهم (السان كيلوت) والعمال والفلاحين على المقاومة ضد الغزو البروسى فى قلب باريس ،

‎اعلنت الجمهورية الثالثة وحكومة الدفاع الوطنى والتى مثلت الرأسماليين والملاك وكبار الموظفين .

‎ادركت حكومة الدفاع الوطنى ان انتصار العمال والمقاومين فى باريس ضد الغزو البروسى يعنى انتصار العامل الفرنسى على الرأسمالى الفرنسى وهنا كان الاختيار بين الدفاع عن فرنسا وبين المصالح الطبقية فكان القرار هو الاستسلام لقوات بروسيا والتى اطلقت يد حكومة الدفاع الوطنى وسهلت عبورها وامدادها بالسلاح لقمع الكومونة فى باريس .

‎قامت حكومة الدفاع الوطنى بتنفيذ دورها الأساسي الذي رسمته معاهدة استسلامها لألمانيا، متمثلاً بقمع عمال باريس ونزع أسلحتهم، فأعدمت بلانكي، الثوري الفرنسي الشهير، وشن تيير، رئيس حكومة الدفاع الوطني، حملة للاستيلاء على أسلحة الحرس الوطني. وأرسل الجنرال لاكومت بصحبة قوات لنزع سلاح العمال المدافعين عن باريس في محاولة للاستيلاء على مدافع الحرس الوطني التي كانت تحرس تل مونمارتر الشمالي..
‎دقت أجراس الكنيسة الانذار، وتكاتفت الكتائب الثورية للعمال والفلاحين والنساء مع جنود الحكومة، وقاموا بانشاء المتاريس. وعندما أصدر لاكومت الأمر باطلاق النيران على الحشود، رفض الجنود تنفيذ الأمر، وقاموا، بدلاً من ذلك، بقتل لاكومت!
‎هكذا رد العمال على هذا العسف بالاستيلاء على بلدية باريس، واعلان اللجنة المركزية للحرس الوطني استلام السلطة في بيان جاء فيه:

‎”ان بروليتاريي باريس فهموا، وسط اخفاقات وخيانات الطبقات الحاكمة، أن الساعة قد دقت لانقاذ الوضع، وذلك بأن يأخذوا بأيديهم ادارة الشؤون العامة”.

‎وكان أن انبثقت كومونة باريس بهذا الشكل العفوي، اذ أدت الهزيمة في الحرب ضد ألمانيا، وعواقب الحصار، وانتشار البطالة في صفوف العمال، والخراب في صفوف البرجوازية الصغيرة، وسياسات الحكومة البرجوازية المعادية لمصالح العمال والكادحين، أدت الى تعاظم السخط الشعبي واندلاع لهيب الانتفاضة.
‎غير أن البرجوازية لم تقف مكتوفة الأيدي أمام تهديد الكومونة سلطة رأس المال، فهبت لمواجهة الخطر، واتحد أعداء الأمس، بسمارك وتيير، لمواجهة عمال باريس. وبدأ جيش فرساي المدعوم من ألمانيا بمهاجمة باريس المحاصرة. وفي 21 مايو استطاع اقتحامها مقترفاً مذابح لا نظير لها في تاريخ فرنسا. وفي 28 مايو سقطت الكومونة مضرجة بدماء ما يتراوح بين 25 و30 ألفاً من عمال وثوار باريس، وحفرت المقابر الجماعية في أنحاء المدينة، وخيم الموت والدمار.

‎ كان الدور الذي اضطلعت به النساء مثيراً للدهشة. ففي الطريق المؤدي الى مونمارتر ظهرت لويز ميشيل، بطلة الكومونة التي حملت لقب “بانية المتاريس”، وهي تهرول نحو جهة المدافع .. مالت المرأة البالغة 41 عاماً نحو رجل مصاب، وهي تسمع واحداً من الجنرالات يقول إن باريس، الآن، في قبضة الجيش الفرنسي، وان “الرعاع القذرين الذين أخذوا هذا السلاح من المكان الذي يجب أن يكون فيه، سيتلقون درساً قاسياً”.
‎أدركت لويز جيداً ماذا يعني هذا .. المشكلة أنه كان هناك عداء مستحكم ضد أية امرأة تتمتع بأفكار مستقلة. غير أنها تمكنت، رغم ذلك، من كسب مصداقية كبيرة. وكانت قد التحقت بالاتحاد الأممي للرجال العاملين.

‎وعندما سمعت ميشيل ما قاله الجنرال أمرت بقرع أجراس الكنيسة. وفجأة سمع الجنود البؤساء، الذين كانوا لا يزالون يحرسون المدافع، أصوات الناس المقبلين عليهم تتزعمهم لويز ميشيل التي تمكنت من حشد ما يقرب من 200 سيدة، أغلبهن مسلحات بالبنادق باتجاه الجنود الثلاثة آلاف المسلحين.
‎كتبت ميشيل لاحقاً: “كنا نسير بأسرع ما يمكن، عالميت أن الجيش ينتظرنا هناك. من أجل الحرية كنا نتوقع الموت. كل الناس كانوا هناك، لا أعلم كيف”. أمر الجنرال جنوده ثلاث مرات، لكنهم رفضوا ذلك. وفجأة هتف رقيب: “لابد أن نتمرد”. كان المشهد مهيباً، حيث احتضن الناس الجنود، وتشاركوا زجاجات النبيذ.
‎وكانت لويز ميشيل تناقش كل من تعرفه باصرار بالغ: “لابد أن نسير الى فرساي. هذا هو الوقت المناسب”.
‎تمكنت لويز مشيل من الفرار من الموت المحقق اثر هزيمة الكومونة، غير أنها لم تكن محظوظة بما فيه الكفاية للافلات من القمع. فقد نقلت للعمل في المستعمرات، ثم سجنت بعد ذلك عند عودتها الى فرنسا. لكنها لم تفقد روح التحدي يوماً. وحين كانت على فراش الموت جاءها خبر الثورة الروسية عام 1905، انتفضت من فراشها ورقصت في أرجاء الغرفة، ثم استلقت ثانية وهي تقول: “حسناً، أنا الآن مستعدة للموت”.

‎وعلى الرغم من أن كومونة باريس لم تستمر أكثر من 72 يوماً، فقد استطاعت أن تطرح، في هذه الأيام القليلة، مهام الثورة الاشتراكية وتحرير الطبقة العاملة. وكشفت الكومونة عن حقيقة كيف أن البرجوازية تقاوم، بكل وحشية، أية محاولة للاطاحة بالنظام القديم. كما أكدت الكومونة الأهمية الحاسمة لدور الحزب الثوري في استمرار الثورة البروليتارية.
‎وقامت الكومونة باصلاحات سياسية واقتصادية هائلة لصالح العمال والفلاحين والبرجوازية الصغيرة، اذ ألغت الجيش الدائم واستعاضت عنه بالعمال المسلحين (الحرس الوطني)، كما ألغت الشرطة واستعاضت عنها بالدوريات العمالية المسلحة، التي ساعدت على أن تتحول باريس الى مدينة هادئة بلا جرائم ولا حوادث قتل أو سرقة.
‎وأنهت الكومونة استقلالية القضاء الوهمية، كما ألغت جميع الامتيازات البيروقراطية. وقامت بفصل الكنيسة عن الدولة، وجعلت التعليم الزامياً ومجانياً.
‎غير أنه نتيجة لعدم الحسم لم يتم الاستيلاء على بنك فرنسا المركزي، وهو ما كان سيوجه ضربة قاتلة للبرجوازية تجبر ألمانيا على التفاوض مع الكومونة، وسحب دعمها لجيش فرساي ولو مؤقتا.

التعليقات مغلقة.