حِكمةُ طفل بقلم أبوشمس سالم
تعتبر ظاهرة الإنحلال وفقدان جوهر القيم والمبادئ الأخلاقية التي تلاشت ؛ وقيامهم بكل ما يتنافى مع الآداب العامة ، والإسلامية خاصة، وأن الجميع واعي ومدرك لخطورة هذه الظاهرة المقيتة الثابتة في معايير الإلتزام ومبادئ الأخلاق التي من خلالها نُجني حصيد جيل أعلن الضعف والهزيمة قبل أن يبدأ الحركة مِن وضع السكون !!..
.. .. .. ..
كانت تعيش في أسرةٍ يحكمها قانون العلم ممدودًا بالقيم والمبادئ، فقد شربت الأدب وتجرّعت الأخلاق ، ومن ثم كانت على مستوى لا بأس به من الوعي والتنوير، ومِمَ زاد طريقها نورًا ، أنها تزوجت على نفس المستوى من الرقي الفكري ، والنشأ السليم؛فأنجبت طفلاً وعملت جاهدة أن تبث فيه وتُعلمه القيم والمبادئ..وعملت بكل ما أوتيت من قوةٍ على ذلك ؛ وذات يوم في الصباحِ ليس الباكر تلقت خبر وفاة أبيها، فكانت لها صدمة ، فأسرعت مهرولة كي تُسابق الوقت ، وتستطيع أن ترى والدها قبل أن يواريه الثرى، ولكن وقفت في حيرةٍ من أمرها ، لأن هُناك حائل سيمنعها من السفر، الا وهو ؟ أن إبنها في المدرسة، فتضاربت الأفكار في رأسها وقالت: ليس لدي حل سوى جارتي التي تعمل في المستشفى؛ سأذهب اليها رُبما تنقذني ، وتتكفل بإبني بعد عودته من المدرسةِ لحين رجوعي ..فذهبت اليها وطرقت الباب مرة ، والثانية ،ولم يجيب أحد ، وبعد أن تملّلكها اليأس من تأخير الأستجابة من طرق الباب..إذ بجارتها تفتح الباب وتقول: أعذريني كنت نائمة لأنني عائدة من المستشفى مُجهدة جدًا ..وحين رأتها غارقة بين دموعها ..
قالت لها : مالك ياحبيبتي طمنيني ماذا قد حدث ؟!
قالت لها : توفى والدي وأريد أن أكون هُناك في أسرع وقت وعندي مشكلة وليس أمامي غيرك..
فقالت لها : تحت أمرك من عيوني ..
قالت : إبني بالمدرسة برجاء استقباله حين عودته وتولي أمرة يوم واحد لحين عودتي.
فقالت لها : تحت أمرك ..وغفر الله لوالدك..وبالنسبة لإبنك لاتشغلي لكِ بالا..فقد ذهبت هيَّ ،وجاء موعد الباص وحضر الإبن..ولكن كانت هُناك مُشكلة ؛ عندما جاء الليل كان قد حان وقت العمل ؛فلم تجد حلاً سوى أن تأخذه معها..وهناك قد اندهش الولد من المُستشفى التي تعمل بها !!حيث الأضواء والموسيقى الصاخبة ،والمسرح والراقصات..وجلست هيَّ مع الرجال على منضدة ، وتتمايل معهم يمينًا ويسارًا على أنغامِ الموسيقى..وظلّ ينظر ذلك الطفل في تلك الوجوه التي لاتقوى على الوقوف..لأنه نشأ وترعرع بمكان لايعرف أو يسمع عن مثل هذه الأشياء..ومثل هذا المستوى الذي يتعارض مع تربيته..فغلبه النوم ، ومرت تلك الليلة ،وجاء باص المدرسة في الصباح ،ركب الباص وهو شارد الذهن الى أن وصل الى المدرسة ودخل الفصل؛فدخلت عليهم المُعلمة وكتبت عنوان الدرس ..
متى يصبح لدينا مُجتمع قوي البنيان مُتماسك وصالح ؟!
رفع ذلك الطفل يداه للإجابة ،فاعجبت من أمره المُعلمة !!وقالت في نفسها ،ماهذا الطفل أنا لم أشرح الدرس بعد !
ثم قالت: تفضل بالإجابة
فقال :حينما يُشفى مرضى مس( دلال) جارتنا …!!
التعليقات مغلقة.